وبدأ غزيون بإنشاء مزارع سمكية في القطاع في ظل قلة ما يصطاد من البحر الأمر الذي سبب عجزاً كبيراً في أصناف عديدة من الأسماك، ولكن رغم ذلك فإن عدة مشاكل ما زالت تواجه أصحاب هذه المزارع.
ويقول ياسر الحاج الذي يمتلك مزرعة للأسماك: إنه أنشأ مزرعته في ظل النقص الحاد للبروتين السمكي حيث لا توجد مقارنة أو تناسب بين الأسماك التي يتم اصطيادها من البحر وعدد السكان.
ويضيف الحاج لوكالة "سبوتنيك" الروسية: ما يتم اصطياده من البحر يمثل قرابة 7% من احتياج السكان من الأسماك، ولذلك كان لا بد من إيجاد حل لهذه المشكلة فقمنا بإنشاء مزارع للأسماك.
ويوضح رجال الأعمال الفلسطيني أن مشروع الاستزراع السمكي يحتاج لأموال كثيرة جداً، مشيراً إلى أن المزرعة التي أنشائها وصلت تكلفتها لقرابة مليون و200 ألف دولار.
وتنتج مزرعة الحاج نحو 100 طن من أسماك الدنيس سنوياً، مشيراً إلى أن سعر كيلو الدنيس يباع بقرابة 40 شيقل (10 دولارات).
وتواجه صاحب المزرعة المقامة بالقرب من شاطئ بحر غزة معيقات أبرزها انقطاع التيار الكهربائي لان المزرعة تعتمد على سحب المياه من البحر، على حد قوله.
ويرى وليد ثابت مدير عام الاستزراع السمكي في وزارة الزراعة بغزة أن الحصار البحري والمضايقات الإسرائيلية على طول ساحل القطاع الذي يبلغ 40 كيلو متر أدى إلى التوسع في عملية الاستزراع السمكي.
ويشير ثابت في حديث لوكالة "سبوتنيك" الروسية إلى وجود 3 مزارع لتربية أسماك الدنيس في القطاع، وأن هناك أفكار لإنشاء مزارع أخرى.
ويؤكد المسؤول في وزارة الزراعة أن لدى القطاع اكتفاء ذاتي من أسماك الدنيس حيث سيصبح القيمة الانتاجية للمزارع الثلاث 350 طن من الأسماك، مشيراً إلى أن وزارته منعت مذ عامين استيراد أسماك الدنيس من إسرائيل لحماية المنتج المحلي.
ويوضح ثابت إلى أن صيادو غزة اصطادوا فقط نحو 100 كليو من أسماك الدنيس خلال العام المنصرم، وأنه لولا وجود هذه المزارع لكان هناك نقص حاد في هذا النوع من الأسماك.
وحاول الفلسطينيون في القطاع استزراع أسماك غير الدنيس، لكن الإقبال عليها لم يكن كبيراً، فاكتفوا بهذا النوع فقط، بحسب المسؤول في وزارة الزراعة.
وتتكرر الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصيادين في عرض بحر قطاع غزة شبه يومي من إطلاق نار على مراكب الصيادين في خرق لاتفاق التهدئة الذي أبرم في السادس والعشرين من أغسطس/آب الماضي.
ويعتمد على مهنة الصيد أكثر من 3500 صياد فلسطيني يضاف إليهم عدد من المساعدين يعيلون بالإجمالي أكثر من 45000 فرد ليس لهم مصدر دخل سوى هذه المهنة.
وكان نحو 5000 فلسطيني يعملون بالصيد قبل أن تفرض إسرائيل حصاراً مشدداً على القطاع في العام 2007، ورغم قلة فرص العمل إلا الصيادين يتركون مهنتهم بسبب مخاطرها التي تصل إلى الموت برصاص الجيش الإسرائيلي.
ويطالب صيادو غزة بالسماح لهم بالصيد بحرية وزيادة مساحة الصيد، مؤكدين أن اتفاق التهدئة نص على السماح لهم بالوصول لمسافة 12 ميل، إلا أن السلطات الإسرائيلية منعتهم من ذلك وقلصت المساحة للنصف.