ويخوض الفلسطينيون معركة لا تقل وطيساً وأهمية عن المعركة الدبلوماسية السياسية مع إسرائيل من أجل الحرية والاستقلال وانتزاع اعتراف العالم بدولتهم، التي يأملون في إقامتها على ترابهم الوطني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
ويحتاج الاتحاد الفلسطيني في مسعاه لتمرير مقترحه، لموافقة 75% من أعضاء "الفيفا" البالغ عددهم 209 اتحادات دولية، وذلك خلال الاجتماع السنوي المقرر عقده في زوريخ في 29 مايو/أيار.
وأكد نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إبراهيم أبو سليم، لـ"سبوتنيك"، أن "الممارسات الإسرائيلية تحد من تطور الرياضة الفلسطينية، لذلك جاءت الشكوى ضد إسرائيل"، مشيراً إلى وجود مساع حثيثة ومحاولة جادة لتخفيف الإجراءات الإسرائيلية ضد الرياضة الفلسطينية.
ويأمل أبو سليم أن يتم التوصل إلى حل خلال اجتماعات سيعقدها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر مع مسئولين إسرائيليين وفلسطينيين، وبأن يتم إنهاء كل الإجراءات التعسفية، التي تمارسها إسرائيل ضد الرياضة الفلسطينية.
وأوضح أبو سليم، أن الشكوى لن تسحب، إلا من خلال إلغاء كل الإجراءات الإسرائيلية ضد الرياضة الفلسطينية، أو ما تراه القيادة السياسية في هذا الشأن.
وأضاف، "نحن نتبع القوانين واللوائح التي تنص عليها الفيفا واللجنة الأولمبية الدولية، وإسرائيل تمارس إجراءات مخالفة لكل هذه القوانين".
وأشار إلى إقامة منشآت رياضية في المستوطنات، المقامة على أراضي تعتبر محتلة في الضفة الغربية، مؤكداً أن المنشأت على أراضي المستوطنات، جزء من الشكوى التي قدمها رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل رجوب.
وأفادت مصادر فلسطينية لـ"سبوتنيك"، أن بلاتر سيزور المنطقة بين 18 و 20 مايو/أيار، في مسعى لإبرام صفقة لسحب الشكوى الفلسطينية مقابل رفع القيود الإسرائيلية عن الرياضيين الفلسطينيين، وذلك قبل الاجتماع السنوي "للفيفا" في سويسرا، نهاية الشهر، للتصويت على الشكوى.
وينظم الرياضيون الفلسطينيون حملة من أجل طرد إسرائيل من "الفيفا"، التي تأتي انسجاما مع الموقف الوطني الفلسطيني، وهناك توجه لدى قيادته الرياضية بإشهار "البطاقة الحمراء في وجه الإجراءات التعسفية والقمعية، التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية بحق الرياضيين الفلسطينيين".
واعتبر الصحفي الرياضي مصطفى صيام، أن "هدف الحملة هو الضغط على إسرائيل من أجل فك الحصار الرياضي المفروض على الرياضة الفلسطينية، سواء في غزة أو الضفة الغربية، والمتمثل في عدم تنقل اللاعبين الفلسطينيين والوفود بين غزة والضفة، ووجود الحواجز، واعتقالات الرياضين في الضفة الغربية وغزة". وأوضح أنه من المفترض قدوم طاقمين من الحكام إلى قطاع غزة، إلا أن إسرائيل سمحت لأحدهم ومنعت الآخر.
وأضاف: "بعض اللاعبين من غزة يريدون التوجه للاحتراف في الضفة، لكن إسرائيل ترفض".
من ناحية، أكد الصحفي الرياضي فهد محمد لـ"سبوتنيك"، بأنه "لا يعقل لدولة عضو في الاتحاد الدولي لكرة القدم أن تمارس مثل تلك التصرفات التعسفية والعنصرية بحق عضو آخر في نفس المنظمة، لأنها تكون بذلك خارجة عن كل الأعراف والقوانين والحقوق التي كفلتها الفيفا لأعضائها، وفلسطين جزء منها".
وتمنى محمد، أن تتسع رقعة الحملة لتشمل جميع محافظات ومدن وقرى فلسطين، وتشارك فيها كافة المؤسسات الأهلية والقطاع الخاص والجمعيات والاتحادات الرياضية والأندية والمراكز الشبابية، "لإيصال رسالة مفادها، لا للقيود والخروقات الإسرائيلية بحق الرياضيين الفلسطينيين".