وفشلت الاستراتيجية التي تتبعها قوات التحالف الدولي ضد "داعش" في دحر التنظيم، بل على العكس تماماً، ارتكب التحالف الدولي جرائم ضد المدنيين الأبرياء في سوريا والعراق من دون تحقيق أي انجازات تذكر على الأرض، إضافة إلى عجز الولايات المتحدة، التي تقود "التحالف"، والدول الغربية في منع التنظيمات الإرهابية المتطرفة من تدمير آثار وحضارات عريقة لدول المنطقة، واكتفت بتصريحات إعلامية وبيانات إدانة "لا تسمن ولا تغني من جوع".
ويمكن القول إن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية إرسال 450 مستشاراً عسكرياً إلى العراق، ووضعها سقفا زمنيا من 3 إلى 5 سنوات لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي، من دون استراتيجية واضحة وعملية للقضاء على الإرهاب، يدفع إلى التساؤل حول مدى رغبة الدول الغربية في صد ودحر التنظيمات الإرهابية، وهل تعمل الدول الغربية بالفعل لتحرير منطقة الشرق الأوسط من التنظيمات الإرهابية؟
الواضح أن ظهور التنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط خدم بشكل كبير الاستراتيجية الأمريكية والغربية في التخلص ذاتها من عناصر التطرف لديها عن طريق السماح لهم بالسفر إلى سوريا والعراق، وعقب ذلك يصدرون قوانين تحظر وتمنع عودة أبنائهم المقاتلين في سوريا والعراق.
أما المصلحة الأخرى التي تستفيد منها واشنطن والدول الغربية هي تنشيط حركة بيع الأسلحة والترسانات العسكرية لدول المنطقة الساخنة، وهو ما أدي لازدهار اقتصادات تلك الدول وتوفير فرص عمل لأبنائهم وحل مشكلة البطالة، إضافة لفرض وصاية الدول الغربية علي دول المنطقة من أجل تحقيق مكاسب استراتيجية تتمثل في بناء قواعد عسكرية أو الصراع علي تحقيق نفوذ في المنطقة وإعادة رسم خارطة المنطقة بما يخدم السياسة الأمريكية وحلفاء واشنطن بالمنطقة.