وأضاف خلال مباحثات أجراها، أخيرا، مع شيخ الأزهر أحمد الطيب، بمقر إقامته في لندن، قصر لاميث (مقر إقامة كبير الأساقفة): "على الغرب ألاّ يجد غضاضة في الاعتراف بأن سياسات دوله قد تسببت في قدر كبير من هذه المعاناة، سواء من خلال التدخلات العسكرية في المنطقة، أو بسبب موقفها من القضية الفلسطينية التي يؤمن أن حلها سيسهم بشدة في رفع الكثير من أسباب الاحتقان والصراع في المنطقة".
وأردف كبير الأساقفة: "المجتمعات الغربية والقائمون على سياسات التعليم والمؤسسات الإعلامية والثقافية فيها سمحت، على مدى عقود، باستشراء ثقافة الجهل بحقيقة تعاليم الإسلام في أوساط عامة الناس، مما نتج عنه حالة غير مبررة ومؤسفة من الخوف المبنى على عدم المعرفة بالدين الإسلامى وأتباعه، مؤكدا ضرورة تصحيح هذه الصورة".
بينما أشار شيخ الأزهر إلى اتفاقه مع كبير الأساقفة بشأن المسؤولية المشتركة لكل من الأزهر والكنيسة — وغيرهما من المؤسسات الدينية — للإسهام في تخفيف معاناة البسطاء التي تنجم عن الوضع السياسي العصيب الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، التي لا يمر يوم عليها إلا وتشهد المزيد من إراقة الدماء وتشريد الأبرياء، وغدت قطاعات كبيرة يعيشون فيها لا يأمنون على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم بسبب ما يحدق بهم من مخاطر الصراعات والتطرف والإرهاب. وفي هذا الصدد، قال شيخ الأزهر إن وحش الإرهاب الذي يتغول في المنطقة يعاني منه المسلمون ويدفعون له ثمناً باهظاً، الأمر الذي يجب أن يمثل حافزاً قويا لمحبي السلام.