بقلم: نزار عليان
ويؤكد إزكونت، الذي كان يتحدث أمام لجنة الخارجية والأمن في "الكنيست" الإسرائيلي، أن جيش بلاده "سيعمل" على منع مجزرة في صفوف اللاجئين. ولم يكن إزكونت وحده من أثار الموضوع، فثمة من أشار من المسئولين في الدولة العبرية إلى أن إسرائيل تدرس إقامة "منطقة مساعدات إنسانية" تحسباً لتدفق لاجئين دروز من سوريا.
ماذا تريد إسرائيل من "الدروز" في سوريا؟ وما الذي جد في قضيتهم، وهم الذين حرقوا "الهويات الإسرائيلية" عندما حاولت الحكومة المحتلة للجولان السوري تجنيس الدروز وإلحقائهم بالطوائف الموجودة في الدولة.
"هذه دموع التماسيح، إسرائيل صاحبة المؤامرة على سوريا، بالاتفاق مع الرجعية العربية والولايات المتحدة والغرب للقضاء عل سوريا ودورها الوطني في المنطقة"، هذا ما قاله لـ"سبوتنيك"، العضو العربي في الكنيست الدكتور عبد الله أبو معروف.
وأكد أبو معروف أن أهل السويداء متمسكون بأرضهم ووطنهم وصامدون في وجه كل أشكال التنظيمات التكفيرية على الأرض السورية، وأنهم سيقاومون المعتدي، كما قاوموا كل المحتلين والطامعين في الأرض السورية، بدءاً من الصليبيين، مروراً بالتتار والفرنسيين، وانتهاء بإسرائيل والتنظيمات التكفيرية، التي "ترعاها دول عربية وأجنبية".
يقطن "بنو معروف"، أو كما يسمّون "الموحدون" في منطقة جبل الدروز في محافظة السويداء السورية والجولان المحتل، وكذلك في مناطق قريبة من العاصمة كجرمانا، ويبلغ تعدادهم حسب الإحصايات الرسمية نحو 700 ألف نسمة.
ويعد الثائر الدرزي "سلطان باشا الأطرش"، أشهر الدروز السوريين، الذي قارع الاستعمار الفرنسي في العام 1925، ورفض إنشاء "دولة درزية" في منطقة جبل الدروز، وكان له ولجماعته الدور المؤثر في انسحاب القوات الفرنسية، وإعلان استقلال سوريا.
وتعرض الدروز السوريون في الجولان المحتل منذ العام 1967، لحصار إسرائيلي استمر أكثر من ستة أشهر، قام الشبان الدروز خلالها بإحراق البطاقات الإسرائيلية، رافعين شعار "لا بديل عن الهوية السورية"، واعتقلت قوات الاحتلال العديد منهم وزجتهم في السجون، فهل بعد كل ذلك ستستطيع إسرائيل "ترويض" الدروز السوريين، بإظهار عين العطف والتعبير عن "القلق" من مصيرهم في ظل الحرب الشعواء التي يشنها الإرهابيون على كل شبر من الوطن السوري؟!