انصاعت فرنسا لضغوط قائد حلف شمال الأطلسي، إذ أعلن وزير دفاعها، لي دريان، خلال وجوده في واشنطن أن قرار عدم تسليم روسيا سفينتين عسكريتين من طراز "ميسترال"، صنعتهما فرنسا من أجل روسيا، هو قرار نهائي.
ولكي تحفظ فرنسا ماء الوجه تضطر إلى دفع تعويضات قدّرها وزير الدفاع الفرنسي بـ1.2 مليار يورو، مشيرا إلى أن تدبير هذا المبلغ أمر عسير بسبب تدهور الوضع الاقتصادي. ولهذا لا ترى فرنسا مفرا من البحث عمن يشتري ما لا يجوز بيعه إلى روسيا بسبب "الأزمة في أوكرانيا". ونوه وزير الدفاع الفرنسي إلى أن إيجاد من يشتري السفينتين المهيأتين للانضمام إلى الأسطول الروسي "أمر غير يسير".
وفي الحقيقة، أوقعت فرنسا نفسها في مشكلة يصعب تسويتها. وذلك لأن لا أحد يريد شراء سلعة تطرحها فرنسا للبيع.
وقال وزير الدفاع الفرنسي، ردا على سؤال وجهه له صحفيون إن محادثاته في واشنطن لم تتناول موضوع بيع السفينتين إلى الولايات المتحدة، وأضاف أنه يتمنى أن تشتريهما الولايات المتحدة. وضحك صحفيون على هذه الأمنية.
وكانت فرنسا قد عرضتهما على حلف شمال الأطلسي وكندا وأستراليا وبلدان أخرى. وقوبل العرض الفرنسي في كل مكان بالرفض. ولا تحتاجهما القوات البحرية الفرنسية أيضا.
وإزاء ذلك، أعلن النائب الفرنسي تييري مارياني، وهو وزير النقل السابق، ما يعتبره حلاً للمشكلة التي وقع بلده فيها، إذ ناشد بلدان الاتحاد الأوروبي مجتمعة شراء السفينتين لتستخدمهما في البحر المتوسط لمساعدة المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا. ولم تستجب العواصم الأوروبية لهذه المناشدة.