موسكو- سبوتنيك
اعتبر فلاديمير سوتنيكوف، كبير الخبراء في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أن موقف الولايات المتحدة من باكستان، وانتقاداتها لها يثير تساؤلات بشأن النوايا الحقيقية للولايات المتحدة من وراء إعلانها عن مكافحة الإرهاب.
وأشار الخبير، في حديث لوكالة "سبوتنيك"، إلى أن الرئيس الأميركي أعرب عن عدم رضاه عن نتائج مكافحة باكستان للتطرف الإسلامي والإرهابيين.
وقال سوتنيكوف: "في الحقيقة، إن باكستان في وضع حرج الآن. ومع ظهور مسلحي "داعش" في أفغانستان يصبح الوضع أكثر حدة. إذ لا تسيطر الحكومة في كابول على الأوضاع في شمال البلاد، والمسلحون يتسللون من أفغانستان إلى باكستان. وبغض النظر عن العمليات التي يقوم بها الجيش، لا ينجح الباكستانيون في مهمة القضاء على الخطر الإرهابي".
وأشار سوتنيكوف إلى نمو عدم الثقة بالولايات المتحدة في باكستان، حيث تعد واشنطن بمساعدة إسلام آباد في مكافحة الإرهاب عسكريا وماليا، لكنها لا تستعجل في تقديم هذه المساعدات. وأورد كمثال على ذلك الفضيحة المتعلقة بتوريد 8 مقاتلات أمريكية من طراز "أف 16" لباكستان، حيث دفعت باكستان ثمن المقاتلات، ولكن لم تحصل عليها.
وأضاف سوتنيكوف أنه ليس من المفاجئ أن تتعزز قناعة الباكستانيين بخيانة الولايات المتحدة لحلفائها، وعرقلة تطويرها، خاصة أن الولايات المتحدة تربط دائما بين تقديم المساعدات وضرورة حضورها العسكري بالمنطقة.
وقال الخبير: "لقد توجه الأميركان غير مرة في السنوات الماضية إلى الحكومة الباكستانية بطلب نشر وحدات عسكرية أميركية في أراضي باكستان. ويدور الحديث عن وحدات خاصة قبل كل شيء، لكن ذلك يعني انتهاك سيادة باكستان".
ويرى سوتنيكوف بالتالي، إن موقف واشنطن من باكستان، وتعاملها معها بمثابة دولة مارقة لا تريد مكافحة المتطرفين، يثير تساؤلات مشروعة: هل بالفعل تسعى الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب والتطرف الإسلامي و"الجهاديين"؟ أو هي تستغل شعارات التصدي لخطر الإرهاب كذريعة لتوسيع وتعزيز حضورها العسكري في الشرق الأدنى وآسيا الجنوبية؟
والجدير بالذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما حذر في خطابه أمام الكونغرس من أن أفغانستان وباكستان قد تصبحان "ملاذا آمنا جديدا" للجماعات الإرهابية.
