وتشهد ساحات درعا وحلب مع حدودها المتصلة بالجانب التركي بشكل أساسي، أشد المعارك المتجددة مؤخرا بين فصائل "الحر" و"جبهة النصرة" اللذين وضحت معالم اتفاقهم الضمني في الكثير من المعارك بريف حلب ضد عناصر تنظيم "داعش"، كل هذا يأتي بعيدا تلقائياً عن خطوط الجيش السوري الذي يقف مشاهدا تحطيم أعدائه في بيوتهم الداخلية، ما أضاف لقواته إيجابية تقدمها بضربات استباقية غير متوقعة المعالم للإرهابيين في جبهات القتال.
سباق الحدود
شهد يوم السبت الماضي تمكن فصائل الجيش الحر مع فصائل مسلحة أخرى من دخولها لقرية الراعي الاستراتيجية على الحدود السورية التركية شمال حلب، بعد معارك عنيفة مع إرهابيي تنظيم "داعش" في مناطق سيطرتهم بالاتصال مع الحدود، إلا أن الأخير تمكن من استعادة ما خسره قبل أيام، بعد سقوط عشرات القتلى في صفوف الطرفين.
حسب مصادر خاصة لـ"سبوتنيك"، والتي أكدت أيضا فشل إرهابيي جبهة النصرة من تثبيت أي نقاط متقدمة في حريتان ورتيان وما حولها بعد معاركهم، خلال اليومين مع عناصر التنظيم والذين خسروا حوالي 65 تقريباً من مقاتليهم في تلك المعارك، إلا أن الطيران السوري أكمل المشهد بقصفه لتجمعات الفصائل التي حاولت التمركز في نقاط بالقرب من مدينة حلب بريفها الغربي.
وبينت المصادر، أن ريف حلب الشمالي والشرقي بشكل خاص يشهد حالة صراع كبيرة بين الفصائل الإرهابية المتعددة الانتماءات والتمويل، من الزنكي إلى أحرار الشام والجبهة الشامية وجبهة النصرة وعناصر تنظيم داعش بالإضافة إلى ما تبقى من فصائل تابعة لمسلحي الجيش الحر في محاور إدلب وحلب المتصلتين بالإضافة لبعض النقاط على حدود البلاد الملاصقة للجانب التركي.
"داعش" في الجنوب
ويشهد محور جنوب البلاد السورية في أرياف مدينة درعا الجنوبية بالموازاة مع الحدود الأردنية عودة الاشتباكات والاقتتال الداخلي بين فصائل النصرة والفصائل المنشقة عنها المبايعة لداعش في الأيام الماضية.
وقال مصدر ميداني من درعا لـ"سبوتنيك"، "أن وتيرة الاشتباكات عادت من جديد في أرياف درعا بعد وصول الدواعش لعمق حوض اليرموك مؤخراً، والممتد من الريف الغربي الجنوبي لدرعا إلى القنيطرة وصولاً إلى مدينة نوى، وخصوصا أن فصائل شهداء اليرموك والمثنى واللذين تعرضا للاتهام من المجموعات الإرهابية في درعا، بمبايعتهم لداعش في كل من مناطق وقرى الشجرة والشبرق وعين الذكر، غير المسريتيه وجملة وعادين وكويا".
مضيفا، أن هذه المناطق هي نقاط تماس مباشرة للاقتتال بين الفصائل المسلحة المنضوية للمعارضة المقاتلة داخليا بريف درعا والفصائل المبايعين للدواعش، غير عشرات القتلى والخسائر التي لحقت بالطرفين في الآونة الأخيرة، وخصوصا بعد سلسلة الاغتيالات التي طالت ما يدعى "جيش ثوار سوريا" ومقتل عدد كبير من قياداته، والذي كان إرهابيو المثنى المبايعين لداعش المتهم الأول بهذه الاغتيالات بالقرب من ريف القنيطرة المتاخم لريف درعا.
مبينا، أن هذه الخلافات باستمراريتها، هامة جدا لمصلحة الجيش السوري، حيث أدت لتدعيم التقدم البري المتوقف حاليا بعد إبرام هدنة وقف إطلاق النار الذي تلتزم به القوات الحكومية السورية بشكل كامل، وسارعت بشكل أكبر لعمليات المصالحة الوطنية في مناطق المسلحين مع وفود حكومية رسمية للعودة إلى الحياة الطبيعية وتسوية الأوضاع.
