كما أكدت المجموعة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، والتي تترأسها روسيا والولايات المتحدة وفرنسا، في بيانها، أن الرئيسين الأرمني سيرج ساركسيان والأذربيجاني إلهام علييف اتفقا على إجراء جولة محادثات جديدة بهدف استئناف مفاوضات التسوية الشاملة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي شارك في الاجتماع إلى جانب زميليه الأمريكي والفرنسي، إن الالتزام بالهدنة ووقف إطلاق النار سيتم وفقا لما تم التوصل إليه من اتفاقات في عامي 1994 و1995.
كما أشار لافروف في تصريحات صحفية بعد الاجتماع، إلى أن رئيسي أرمينيا وأذربيجان سيبحثان في يونيو/حزيران القادم، تحديد موعد ومكان عقد لقائهما المقبل الذي سيواصلان فيه مناقشة أبعاد الهدنة.
وأكد وزير الخارجية الروسي أن "إيجاد حل وسط ممكن دائما"، مضيفا أن "روسيا وفرنسا والولايات المتحدة التي تترأس مجموعة مينسك، تسعى إلى المضي قدما إلى تسوية النزاع بشأن قره باغ بشكل شامل".
وقال إن هذه العملية ستجري على الأرجح على مراحل في ظل الوضع المتوتر إلى حد كبير في العلاقات بين جانبي النزاع، مؤكدا أن هناك إمكانيات للتوصل إلى اتفاق بشأن أبعاد المرحلة الأولى من التسوية. وأضاف أن صياغة هذه الأبعاد تمت في إطار الوساطة الروسية والمواقف المشتركة للرؤساء المناوبين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وأكد لافروف أن هناك ما يسمح بالاعتقاد أن "المفاوضين من أرمينيا وأذربيجان سيسعون إلى صياغة حلول وسط"، مضيفا "سنساهم في ذلك بكل الطرق الممكنة.
يذكر أن ليلة الأول إلى الثاني من أبريل/نيسان الماضي شهدت تجددا واسع النطاق للاشتباكات بين طرفي النزاع في إقليم قره باغ الجبلي. وحملت أرمينيا وجمهورية قره باغ من جهة، وأذربيجان من جهة أخرى، بعضهما البعض وقتذاك مسؤولية الإقدام على فتح النيران وبدء الهجمات على خط التماس. ورغم إعلان وقف إطلاق النار في الخامس من أبريل/نيسان استمر القصف المتبادل بمعدل 300 مرة في اليوم حتى الأحد الماضي أي قبل ساعات من وصول الرئيسين ساركسيان وعلييف إلى فيينا.
وتفيد المعلومات المتوفرة بسقوط مئات القتلى والجرحى من الجانبين منذ الثاني من أبريل/نيسان الماضي، في أخطر تجدد للمواجهات المسلحة بينهما في إقليم قره باغ الجبلي منذ إعلان الهدنة هناك عام 1994.
وتجدر الإشارة إلى أن الخلاف بين أرمينيا وأذربيجان بسبب قره باغ ذي الأغلبية الأرمنية نشب في عام 1988، عندما أعلن الإقليم خروجه من جمهورية أذربيجان التي كانت وقتذاك إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي. وأدى النزاع المسلح في المنطقة إلى فقدان أذربيجان سيطرتها على الإقليم. ومنذ عام 1992 تجري مفاوضات لتسوية النزاع في إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.