وعلّق الباحث في الشؤون التركية وأستاذ الحضارات الدكتور أبو زيد جابر، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، الاثنين، على تصريحات "يلديريم"، بأنه سيسير على نهج الرئيس رجب طيب أردوغان، قائلا "يقصد أنه سيكرس دكتاتورية أردوغان في تركيا، وسيكون خادمه الأمين ومنفذ كافة رغباته وأحلامه".
وأضاف "أردوغان لم يأت ببن علي يلديريم ويطيح بسلفه داوود أوغلو، إلا ليحقق له كل ما يتمناه، فيحصل من خلاله على السلطات الواسعة التي يريدها، من خلال تعديل الدستور وإتاحة مزيد من السلطات التنفيذية لرئيس الجمهورية وتحويل تركيا إلى نظام رئاسي شامل، أي أن يلديريم ليس رئيس وزراء بقدر ما هو آلة سيستخدمها أردوغان ضد شعبه".
وتابع "الرئيس التركي يريد "بروازا" اسمه رئيس الوزراء، ولكن دون أي صلاحيات حقيقية، فبمجرد تمسك أوغلو بصلاحياته كرئيس للوزراء وحضوره اجتماعات الحكومة خلال العام الماضي بدون إردوغان، بدأت المشاكل تدب بين الطرفين، كما أن أزمة مخالفة أوغلو لتصريحات رئيس البرلمان — التي جاءت من إردوغان نفسه — بشأن ضرورة محو العلمانية من الدستور وأسلمته، هي ما أشعلت الوضع بشكل حقيقي بينهما".
وأكد أن الخلافات بين إردوغان وأوغلو تعددت جوانبها، ولكنها بدأت مع تشكيل الحكومة، ومحاولة فرض إردوغان لأحد أقاربه ورئيس الوزراء الجديد ليكونا وزيرين، وهو ما لن يسمح به الرئيس التركي مرة أخرى، وهو يدرك أن الضمانة الحقيقية لعدم تكرار مثل هذه الخلافات لن تكون إلا بتعيين رئيس للوزراء لا صوت له، ويكون ولاؤه وحده للرئيس.