أوضح السياسي السوري، المشارك في مفاوضات جنيف المتوقفة حاليا، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، أن الوقت لن يطول قبل أن تعلن قوات سوريا الديمقراطية، التي يهيمن عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، بدء معركة جديدة، ستبدأ من مدينة تل رفعت، الأمر الذي سيكون مفزعا بالنسبة لتركيا، التي تتخذ من الأكراد عدوها الأول، ويعتبرهم الرئيس التركي مصدر الإرهاب في بلاده.
وأضاف "المعركة تهدف من جهة إلى تشتيت جهود داعش، ومنعه من التمكن من الدفاع عن مناطق بعينها، ومن جهة أخرى ستربك التنظيم لمنعه من إدراك الخطة التي يحاربه بها الأكراد، فلن يعرف ما إن كانت هذه المعارك المفتوحة ضده جميعها جدية وستستمر، أم بعضها يهدف فقط إلى التغطية على المعركة الأساسية".
وتابع "تركيا هي أكثر الأطراف تضررا من الاجتياح الكردي للمدن على الشريط الحدودي مع سوريا، خاصة ما يتعلق بتقدم قوات سوريا الديموقراطية غرب نهر الفرات باتجاه مدينة منبج، الأمر الذي يعتبر خطا أحمر بالنسبة لتركيا، وتجاهد تركيا لمنع تجاوز هذا الخط الأحمر طوال العام الجاري، ما يؤكد أن معركة منبج —حسب رأي محللين- صفعة قوية لمصداقية أنقرة وهيبتها".
ولفت إلى أن ما يزيد من قوة الصفعة الموجهة إلى مصداقية تركيا، ما بدا وكأنه فشلها التام — أمام الولايات المتحدة الأمريكية- في التخلص من تنظيم "داعش" الإرهابي، فالولايات المتحدة سبق أن منحت أنقرة مدة 6 أشهر فقط، لكي تنتهي من أمر تنظيم "داعش"، لكن أردوغان لم يف بالوعد الذي قطعه على نفسه بإنجاز المهمة.
وأكد أن الولايات المتحدة تعرف تماما أن إردوغان لم يفشل في إنجاز مهمة القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي، وتدرك أن إردوغان عزز عوامل صمود تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، من خلال دعمه في السر، للزج به في الصراع بينه وبين الأكراد، بجانب عمله على إشعال فتنة كردية ـ عربية، تمنع الأكراد من الاستقرار في المناطق التي يسيطرون عليها، والتي يفضل أن تكون تحت سيطرة "داعش" بدلا من الأكراد.