وتابع لبيب:
كان تطبيع العلاقات مع روسيا أساسي لأن بينهما تبادل تجاري كبير جدا يزيد حجمه عن 35 مليار دولار، وبينهما شراكة استراتيجية قوية، فروسيا هي الدولة الأولى التي وافقت على أن يزورها الرئيس التركي. وهذه أعطته قوة كبيرة في وجه ما رأته الحكومة التركية تعنت أوروبي إزاء الانتقادات التي واجهتها تركيا بسبب الاعتقالات الكثيرة، حتى وصل الأمر إلى تصريح الولايات المتحدة الأمريكية بأن هناك إمكانية لتعليق عضوية تركيا في الناتو.
وأشار لبيب إلى أن الهدف التركي من تطبيع العلاقات مع إسرائيل هو تسوية كل الخلافات بين تركيا وبين كل دول الجوار، كي تساعدها إسرائيل أولا في الحفاظ على الأمن القومي التركي لمنع قيام دولة كردية في الشمال السوري على الحدود مع تركيا، ثانيا تعزيز العلاقات بين هذه الدول وزيادتها للتفاعل الاقتصادي معها.
وحول تصريحات رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بأن بلاده اتخذت محاولات جادة لتطبيع العلاقات مع مصر، قال لبيب إن هذا تصريح مستهلك وقيل من قبل تركيا كثيرا.
وعلى صعيد آخر، أكد لبيب أن تصريحات رئيس الوزراء التركي بأن الأسد "أحد الفاعلين" في الساحة السورية، ويمكن أن يبقى في الحكم مؤقتا لمرحلة انتقالية يعكس الازدواجية في المعايير والتصريحات في حديث الحكومة التركية". فهي طرحت تصورا يفصل بين الأسد وبين نظام الأسد، وتقول إن نظام الأسد جزء فعال في العملية السياسية، والأسد نفسه يظل لمرحلة انتقالية. كل هذا الكلام يحمل جزءا كبير من التناقض والبراغماتية التي تعودت عليها الحكومة التركية في سياساتها الخارجية".
وأشار الباحث في الشؤون التركية إلى أن عملية "درع الفرات" تستهدف المسلحين الأكرد في الشمال السوري وتنظيم "داعش"، فالحكومة التركية تستهدف الأكراد لأن هناك تقارب كبير بين أكراد تركيا وأكرد سوريا. وهذا بالطبع يقلقها ولا يرضيها. وبالنسبة لـ"داعش"، استطاعت روسيا وإيران بالتعاون مع أمريكا إخراج تنظيم "داعش" من عدة مناطق وأثبتوا أنهم حليف جيد على الأرض.
وكانت تركيا تصر على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد كشرط أساسي لأي حل ينهي النزاع المسلح في البلاد.
ولكن يلدريم أعلن تحولا في سياسة حكومته، قائلا إن الأسد "أحد الفاعلين" في الساحة السورية، ويمكن أن يبقى في الحكم مؤقتا لمرحلة انتقالية.