بداية ضيفي الكريم ماذا يعني من وجهة نظرك الفشل الأممي في التصويت وانسحاب بعض أعضاء مجلس الأمن خلال كلمة مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة السيد الجعفري؟
بداية ندعو بالرحمة لشهدائنا والشفاء العاجل لجرحانا، ودعنا نؤكد أن ما رأيناه من مشهد داخل مجلس الأمن لا نعول عليه لأن جميع الأمة العربية والشعب السوري على وجه الخصوص بات يدرك تمام الإدراك الهيمنة الأمريكية على مجلس الأمن والأمم المتحدة وأن الإدارة الأمريكية هي من تدعم الإرهاب ولا سيما في سوريا على وجه الخصوص.
وما تعليقك السيد الشامي علي انتقاد السعودية وقطر لمصر علي خلفية تصويت مصر لصالح المقترح الروسي؟
بات الأمر معروفا لشعوب هذه الأمة أن إسرائيل التي تسيطر على الإدارة الأمريكية إنما تريد أن تفتت الأمة العربية من خلال تفتيت القوى العربية العظمى الثلاث وهي مصر وسوريا والعراق ومن هذا الجانب كان هذا الموقف الإيجابي المصري بالتصويت لصالح المقترح الروسي الذي أزعج عربان المنطقة وأدوات أمريكا وإسرائيل في المنطقة من السعوديين والقطريين.
في نفس يوم انعقاد مجلس الأمن نواب بريطانيون طالبوا بعقد جلسة طارئة لبحث تنفيذ عمل عسكري في سوريا وضرب المطارات العسكرية متهمين دمشق وروسيا باستهداف المدنيين. هل هناك ثمة ربط بين توقيت هذه الدعوة والأهداف الغربية التي أصبحت معلنة؟.
مما لا شك فيه أننا ندرك أن ما تتخذه الولايات المتحدة من قرارات إنما يخطط له في مجلس العموم البريطاني وبريطانيا هي من تخطط وأمريكا هي من تنفذ مع حلفائها في المنطقة لكن ما أريد أن أؤكده هو أن أي عملية عسكرية ضد المطارات السورية ستتسع بعدها دائرة الحرب وتخرج خارج حدود جغرافيا الجمهورية العربية السورية وستطال إسرائيل لأننا بعد هذه السنوات العجاف لم نعد ننتظر وستمتد الحرب خارج الحدود.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رد على جزئية ضرب المطارات العسكرية في سوريا بأنها لعبة خطرة في ظل وجود القوات الروسية في سوريا ؟ هل تتوقع أن يقدم الغرب علي مثل هذه الأفعال في ظل وجود الدب الروسي؟
أعتقد أن هذه الضجة الإعلامية التي نسمعها اليوم لن تلقى آذانا صاغية إن كان هناك ثمة حكماء في الغرب لأنه كما ذكرت الدب الروسي اليوم أبدى رأيه في هذا ونحن كدولة سورية وكشعب سوري نؤكد أن الأشقاء الروس منذ احتلال فلسطين أثبتوا للشعوب العربية أنهم أكثر إخلاصا وأكثر صدقا من الإدارة الأمريكية وما سمعناه بالأمس من تصريح السيد لافروف في تعقيبه علي هذا الأمر ووصفه بأنه لعبة خطيرة ولن تقف روسيا مكتوفة الأيدي أمام هذا الأمر ولا سيما أن قواتها على الأراضي السورية بطلب من الدولة السورية وهو ما ينذر بأتون حرب عالمية ثالثة وبالتالي عليهم إعادة الحسابات.
كيف رأيت تصريحات نائب وزير الدفاع الروسي حول إنشاء قاعدة بحرية دائمة في طرطوس والجدوى من وجود مثل هذه القاعدة في هذا التوقيت؟
وجود هذه القاعدة في البحر المتوسط بالتأكيد هو بناء على طلب من الدولة السورية والشعب العربي السوري لأننا ندرك بأن المحيط الذي يأتمر بأمر أمريكا وإدارتها وأمر إسرائيل هم من يعملون على ذلك فاليوم عندما يتخذ مثل هذا القرار من إدارة روسيا الاتحادية فهو في صالح الشعوب العربية ونحن ندعمها ونؤكد أننا لا نعتدي على أحد.
هل ترى سيدي أن الحديث عن هذه القاعدة البحرية يؤكد ما ذهبتم إليه من أنه ربما نكون علي أبواب حرب عالمية قادمة؟
أنا أريد أن أؤكد كسياسي أن هناك نظاما عالميا جديدا سوف يكون خلال الأشهر والسنوات القادمة وأن ثمة إعادة بناء جديدة ستكون في الولايات المتحدة سواء نجح ترامب أو كلينتون وأن ثمة نظاما عالميا جديدا سيكون بقيادة روسيا.
أخيرا ضيفي الكريم هل تنتظر سوريا شيئا من المجتمع الدولي وأقصد هنا الأمم المتحدة ومجلس الأمن؟
عندما تبنت روسيا طلبا بوقف إطلاق النار ورأينا هذا الموقف المخزي من الغرب ومن أمريكا في عدم الاستجابة فإن هذا يؤكد أنهم من يدعمون الإرهاب ونحن نأمل كشعب سوري في صحوة من المجتمع الأممي ومن مجلس الأمن لكن للأسف الشديد قد عرفناهم عبر السنين الطويلة مرهونين بالقرار الأمريكي واللوبي الصهيوني.
أجري الحوار: يوسف عابدين
