سبوتنيك: بداية ضيفي الكريم ترى ما الدافع وراء الاقتراح الفرنسي لمجلس الأمن بوقف العمليات القتالية في حلب خاصة وأن موسكو ترى أنه يأتي من باب استفزازها ودفعها للجوء إلي حق الفيتو؟
الضيف: في تقديري أن الفرنسيين يشتغلون منذ فترة على عنوان يخصهم تحديدا وربما يخص الغرب بمعزل عن الأمريكيين إذ أنه بعد فشل الولايات المتحدة أخيرا في المنطقة تقدم الأوروبي كي يستفيد من طبيعة الحاصل على المستوي السوري ولدينا معلومات تقول إن الاستخبارات الأوروبية وعلي رأسها الفرنسية حاولت أن تأخذ بعض المعلومات الاستخباراتية من الدولة السورية وردت الدولة بأن مقابل هذه المعلومات لابد أن تكون العلاقة طبيعية مع الدولة السورية وأن تكف أطراف العدوان عن دعم هؤلاء الإرهابيين في سوريا وعندما لم تستطع أوروبا وعلي رأسها فرنسا أن تنتزع هذه المعلومات الأمنية حاولت أن ترتب ملفات جديدة وعلي رأس هذه الملفات هو المشروع الفرنسي أمام مجلس الأمن الآن خاصة وأن فرنسا ترى أن الدولة السورية تتقدم وحلفاؤها نحو السيطرة علي حلب .
سبوتنيك: سيدي موسكو تؤيد مقترح المبعوث الأممي لسوريا بالسماح للجماعات المسلحة بالخروج من حلب مع سلاحهم بشرط أن لا يتضمن وقف القصف لمواقع المجموعات المسلحة التي ترفض وقف إطلاق النار وقالت إنها ستقترح علي دمشق الموافقة علي هذه المبادرة. ما تعليقك ؟
الضيف: هناك مجموعة من الرؤى التي ستطرح خلال الساعات والأيام القادمة لأني أعتقد أن حسم ورقة حلب لصالح السوريين سيجعل أطراف العدوان تبحث عن مخارج لها للإبقاء علي حضورها في المشهد في حلب. وهذا ما تؤكده دعوة المبعوث الأممي الأخيرة بخروج المسلحين من حلب مع أسلحتهم ولا أعتقد أن أطراف العدوان قادرة علي أن تؤثر في الورقة الحلبية خاصة وأن هناك قرارا سوريا بحسم ورقة حلب وسحبها من إمكانية الابتزاز والسمسرة.
سبوتنيك: السيد العبود، كيف ترى دعوات المعارضة السورية بإقالة ستيفان دي ميستورا حتي وإن كانت هناك جهات وطنية ترى أن دوره غامض وملتبس ؟
الضيف: علينا أن نراقب أن تحالف أطراف العدوان قد تفكك وعليه لم يعد دي ميستورا مشغلا من قبل كل أطراف العدوان وهناك تناقض فيما بينهم أثر علي ما يحدث علي أرض الميدان وهذا يعني أن المعارضات لم تعد واحدة.
سبوتنيك: قبل أن ننتقل ضيفي العزيز من ملف جلسة مجلس الأمن ترى ماذا يمكن أن يفعل مجلس الأمن أمام هذين المقترحين ؟
الضيف: تحت قبة مجلس الأمن هناك اشتباك سياسي ناتج عن الاشتباك الميداني وفي تقديري سوف يفرض الميدان عناوينه الرئيسية وليس باستطاعة الولايات المتحدة وأوروبا التقدم أما الفيتو الروسي ولا أظن أن تحدث هناك توافقات قبل الانتخابات الأمريكية لأن أي توافق يعني صرفا للاشتباك العسكري في السياسي وهو ما لا يصب في مصلحة الإدارة الأمريكية وعليه مجلس الأمن لن يحسم شيئا لا في القريب ولا في البعيد.
سبوتنيك: ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية حذرت من أن تغيير النظام في سوريا سيؤدي إلى عواقب أسوأ بكثير بالمقارنة مع ما حصل في العراق وليبيا. في رأيك السيد العبود في أي سياق تأتي هذه التحذيرات ؟
الضيف: في تقديري أن الروسي فاهم لطبيعة ما يحدث على المستوى الأمريكي، فالأمريكي فشل تماما في أكثر من عنوان استراتيجي علي مستوى المنطقة والإقليم نتيجة للخلافات الأمريكية الداخلية وعليه فروسيا تضع كل الاحتمالات المقبلة وبالتالي تناقضات الأمريكيين ربما تدفعهم باتجاه عناوين حمقاء وهذا ما يدركه الجانب الروسي جيدا ويرفع من لغة تصريحاته في اتجاه أنه حاضر في كل الاحتمالات القادمة وبظني أنه يرفع صوته كي يردع الجانب الأمريكي في مجموعة من التصريحات التي أطلقها في الفترة الماضية. لكنني اعتقد انه ليس بمقدور الأمريكي لا من قريب ولا من بعيد أن يخوض معركة مفتوحة علي مستوى الإقليم.
سبوتنيك: أخيرا ضيفي الكريم مجلس النواب الروسي الدوما صادق، الأسبوع الماضي، على اتفاقية بين روسيا وسوريا حول النشر الدائم لمجموعة القوات الجوية الروسية في سوريا. تعليقكم علي هذا الأمر ؟
الضيف: الأصدقاء الروس يدركون منذ اللحظة الأولي طبيعة العدوان الذي شن على المنطقة ويدركون أن المسألة ليست مسألة مطالب مستحقة للسوريين أو انتفاضة للسوريين بل يدركون جيدا أكثر من غيرهم بكثير الأدوات التي استخدمت في هذا العدوان لهذا لم يكن مستبعدا أن تستعمل الفيتو أكثر من مرة وبالتالي من خلال هذا القرار الذي أجمع عليه مجلس الدوما باعتقادي أن الأصدقاء الروس يدركون قيادة وبرلمانيين وأحزابا أن الدور الروسي يتوسع ويتمكن أكثر في المنطقة وليس سوريا فقط لصالح شعوب المنطقة أولا وأخيرا.
أجري الحوار: يوسف عابدين
