وأثار جمال لوحات الطلبة من ثانوية ببغداد أجادوا المرح عليها بالألوان والفرش بمساعدة مدرس الفنية "علي"، إعجاب كبيراً من العراقيين والعرب على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بنشرها في الصفحات الكبيرة والمجاميع المعنية بالفن ومنها "كروب IRAQI TOUCH (لمسة عراقية)" الذي يضم أكثر من 122 ألف شخص من مختلف مدن العراق والدول ما بين فنان ورسام بكل الطرق من كلا الجنسين.

وتحدث المدرس علي غازي رحيم عبد الله، لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، الاثنين، عن مشروعه للرسم في ثانوية طالب السهيل للمتميزين الكائنة في منطقة الكاظمية ذات الطابع المقدس، شمالي العاصمة بغداد،

"مشروع تعليم الطلبة الرسم باحترافية كالكبار، عمل عليه منذ خمس سنوات استطعت فيها تمكينهم من إنجاز 10 أعمال فنية حتى الآن بعد أن كانت تتراوح ما بين 3- 4 أعمال فقط في العام الواحد، إضافة إلى التمثيل المسرحي في عيد المعلم يشاركني به طلبتي".
ويلتقط الأستاذ علي، مع كل طالب أجاد رسم لوحته باحترافية، من كل مراحل المدرسة من صفها الأول المتوسط وحتى الصف الأخير للسادس المرحلة المنتهية، صوراً فوتوغرافية للذكرى، توثق حبهم لمعلمهم الفريد من نوعه في المدارس العراقية التي غالباً ما يكون درس الفنية فيها معتمداً على رسم منظر طبيعي للطالب أو لذويه الذين ينجزونه نيابة عنه في البيت.

وذكر المدرس الأعمال الفنية العشرة التي حققها مع طلبته لهذا العام، وهي: بالرسم على السيراميك، وعلى الزجاج، وعلى المرآة، وحرق الجلد، والخشب بنوعيه الكلاسيكي القديم والحديث وحفره، وطرق وضغط النحاس، والرسم بالترتر، وتغيير شكل الخط من الأسود إلى عدة ألوان باستخدام الحرارة.
وأعرب المدرس عن أسفه، من عدم اهتمام الجهات المعنية بمواهب الطلبة والرسم في المدارس العراقية دون أن تقام لها معارض فنية خاصة عدا المدرسية، منوهاً بنشاط مسرحي يعمل عليه كل عام في عيد المعلم مع طلبته.

ويحاكي عبد الله، مع طلبته في مهرجان بعيد المعلم، واقع التلاميذ وأستاذهم بإخراج وموسيقى تصويرية تسجل كلها ويبثها معهم على موقع اليوتيوب بعد عمل على السيناريو والترتيبات تستغرق 60 يوماً من التحضير.
المدرس علي من مواليد 13 أكتوبر/تشرين الأول 1981، وهو خريج معهد الفنون الجميلة، ولكونه من العشرة الأوائل في دفعته بقسم التصميم، أكمل دراسته في كلية الفنون الجميلة/قسم التربية الفنية، ونظراً لجهوده النادرة في تعليم الطلاب، وكفاءته انتقل من مدرسة في أطراف بغداد، إلى ثانوية طالب السهيل الخاصة بالمتميزين.
وفي ختام كلامه، استذكر المدرس علي، لحظات من حياته عاشها بمعاناة كثيرة حولها كلها إلى إبداع يُدرس للطلبة كل عام دراسي يضع فيه لمساته ليس على أنامل تلاميذه فقط، بل على معالم المدرسة بتزيين جدرانها بالألوان الزاهية وأعمال فنية بزرع الزهور فوق أصص مشكلة من إطارات السيارات الملونة بفرشهم.

وعلى صفحة المدرس علي في موقع التواصل الاجتماعي، يعلق تلاميذه لوحاتهم المتنوعة والشاملة لكل الشخصيات المحلية والعالمية المعاصرة والمتجددة، ومنشورات تبين حبهم لمدرسهم غير المتعالي عليهم.