وأضاف حطيط بأن "بوتين، وبرغم الانتصار الكبير في حلب، لم يتعامل باستعلاء واستكبار، ولم يذهب بعيدا في سكرة الانتصار، فهو يدرك أن العدوان على سوريا هو عدوان كوني واسع تشارك فيه، لا بل تقوده، الولايات المتحدة، وبالتالي فإنّ ثمة حاجة إلى الحديث مع الأمريكيين لإنهاء الأزمة السورية، ووقف هذا العدوان".
وشدد حطيط على أن الرئيس الروسي يدرك أن "وضع حد للأزمة السورية لا يمكن أن يكون عسكرياً، لأن الفريق الآخر قد يلجأ إلى أشكال أخرى من القتال، لاستنزاف روسيا، وتقويض ما تحقق من انتصارات، لا سيما في حلب".
ورأى حطيط أن موقف بوتين "يأتي من منطلق السياسي المحنك والواقعي والبعيد النظر، فهو تمسك بالانتصار واستند إليه للدعوة إلى حوار جاد تشارك فيه كل الأطراف".
وحول ما إذا كان ذلك يعكس رهان القيادة الروسية على مواقف الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب إزاء سوريا، قال حطيط إن
هذا الموقف هو رهان واختبار للإدارة الأمريكية في آن معاً، خصوصاً أن ترامب وعد بتغييرات استراتيجية في سوريا، لجهة التخلي عن شعار إسقاط النظام والتركيز على محاربة الإرهاب، بما يلتقي مع السياسة الروسية.
وحول دلالات الإعلان عن توقيع مرسوم نشر القوة الصاروخية الجوية في سوريا، تزامناً مع خطاب بوتين، رأى حطيط أنه "من منظور عسكري، يتأكد لنا أن روسيا تفرق بين المواجهة العسكرية الحالية مع الإرهاب، وبين العلاقات البينية مع سوريا، بشكل يرتقي إلى مستوى التحالف الاستراتيجي، ويجعل حدود الأمن والفضاء العسكري الاستراتيجي لروسيا على المتوسط دائمة بشكل ثابت"، معتبراً أن "لهذا التدبير من دلالات عسكرية بالغة أقلها التأكيد على أن الوجود الروسي في سوريا ليس ظرفياً بل استراتيجياً.