وبدأت السفير في الصدور عام 1974، واستمرت في السوق لحوالي 43 سنة، واستطاعت في تلك الفترة أن تكون صوتا هادئا منحازا للقضايا العربية والقومية، ومناهضة للإمبريالية العالمية، وضد الهيمنة الأمريكية التي تحاول فرض نفسها على المنطقة، واستكتبت عددا كبيرا من المفكرين والمثقفين العرب الذي كانوا منحازين بشكل واضح لقضايا التنوير والثقافة.
وكانت السفير اتخذت، في شهر آذار/مارس، قراراً بالتوقف عن الصدور لتتراجع عنه وتقرر خفض عدد صفحاتها من 18 إلى 12، قبل أن تتخذ قراراً جديداً بالإقفال النهائي قبل أسابيع، وأن عددها الأخير سيكون عشية رأس السنة، وأبلغت كل العاملين فيها بذلك. وجاء العنوان الأخير للسفير ليعلن ذلك إذ جاء العنوان الرئيسي للصحيفة "الوطن…بلا السفير"، وأكدت فيه على أن توقفها يرجع لأسباب مادية، وأنها لن تستطيع استكمال مسيرتها في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة. وربطت ذلك بالأوضاع السياسية العالمية، فقالت في وداعها لقرائها "عندما يصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وعندما يسبقه إلى الإليزيه نيكولا ساركوزي ثم فرنسوا هولاند. عندما تفضي "الثورات" في العالم العربي إلى بعض الصور الكاريكاتورية. عندما ينتهي زمن "الكبار" من طراز فيديل كاسترو. عندما تصبح فلسطين القضية والشعار والعَلَم والعنوان مجرد صراع عقاري أو صراع على منصب بين متنازل وعميل. عندما تصبح إيران هي العدو وإسرائيل هي الصديق لمعظم دول الخليج. وعندما يعم الدمار والموت وطننا العربي الكبير من مشرقه إلى مغربه. عندما تنتفي الحدود بين العرب، ليس لمصلحة وحدتهم بل لأجل تقسيمهم وجعلهم مجرد خائفين وطوائف ومذاهب وعشائر. وعندما نعتاد في صباحاتنا ومساءاتنا على صور الإرهاب والتكفير والموت المجاني في مجاهل الحدود والبحور، ويصبح تقهقر السياسة والاقتصاد والثقافة والاجتماع.. والصحافة من البديهيات. وهذه هي أحوال عالمنا العربي ولبنان. وهذه هي أحوال صحافتنا".
رفيقة معظم الصباحات منذ الطفولة وداعاً!#السفير pic.twitter.com/htjUg8Izz7
— MohamadBaker Berjawi (@MBBerjawi) ٣١ ديسمبر، ٢٠١٦
وأعلن الحساب الرسمي لصحيفة السفير على تويتر أنه سينشر عددا تذكاريا، الأربعاء المقبل، لوداع قرائه.
"تحية العمر" إلى قراء #السفير. عدد تذكاري لـ٤٣ سنة يصدر الأربعاء ٤ كانون الثاني ٢٠١٧#وداعا_السفير pic.twitter.com/IP17OOhpel
— جريدة السفير (@assafir) ٣١ ديسمبر، ٢٠١٦
وودع قراء السفير جريدتهم، بالمشاركة على هاشتاغ، (#السفير) و(#وداعا_السفير)، خاصة وأن الصحيفة كان شعارها منذ إصدارها "صوت الذين لا صوت لهم"،
كثيرا هي الأشياء التي نودعها، من الممتلكات للأصدقاء وصولا لكلمات روت عطشنا في صباح كل يوم.
— stephanie p youssef (@stephanie_ysf) ٣١ ديسمبر، ٢٠١٦
بعالمنا لن يبقى للحرية صوت وللتعبير مساحة #السفير pic.twitter.com/xkfWl0AMxJ
واعتبروا أن وقف السفير مع بداية عام 2017، أمر محزن في بداية العام، وخسارة للصحافة العربية واللبنانية.
@rhoba44 @NassiraELM @assafir 😞😏
— Toufoulkan (@3flalis) ٣١ ديسمبر، ٢٠١٦
ونشرت السفير فيديو لرئيس تحرير الجريدة طلال سلمان، وهو يطفئ أضواء مكتبه، ويخرج منه، قبل أن يضيء المصباح وحده مجدداً داخل المكتب مع عبارة "عالطريق"، وفي الخلفية يعلو صوت أغنية "أهو دا اللي صار".