سبوتنيك: بداية ضيفي الكريم كيف ترى في هذا التوقيت دعوة معهد الاستشراق الروسي لتنظيم اجتماع لممثلين عن الفصائل الفلسطينية السياسية لبحث سبل تجاوز الصراع الداخلي بينها وإحياء الوحدة الوطنية من حيث التداعيات والأسباب والنتائج؟
الضيف: هذا جهد من معهد الاستشراق يتطابق مع تصورات وتوجهات القيادة الروسية والحضور الروسي المتنامي في منطقة الشرق الأوسط والدور الروسي الذي له تأثير مع كل الأطراف الفلسطينية على الساحة، وبالتالي روسيا تستطيع أن تلعب دورا مهما جدا في إعادة إحياء جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية وأيضا في عملية السلام في الشرق الأوسط خصوصا بعد الحضور الروسي في الأزمات وتحديدا الأزمة السورية.
سبوتنيك: بمزيد من التفاصيل إن تكرمت حول هذا الاجتماع المرتقب، ماهي الأجندة المطروحة له والنتائج المرجوة منه؟
الضيف: وجهت الدعوة لكافة الأطراف الفلسطينية لحضور هذا الاجتماع ولهؤلاء المتخصصين سيكون هناك دور إيجابي في إعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطينيي وهو منظمة التحرير الفلسطينية.
سبوتنيك: يتزامن مع هذه الدعوة المؤتمر الدولي للسلام بباريس والمتوقع منتصف هذا الشهر يعني تقريبا في نفس موعد اجتماع معهد الاستشراق الروسي. كيف يمكن الربط بين هذين الحدثين؟ وأيهما سيستفيد من الآخر؟
الضيف: نحن مع أي جهد دولي يرتكز إلى المرجعيات الدولية بخصوص القضية الفلسطينية، والجهد الذي يبذله معهد الاستشراق أراه يصب في مصلحة القضية التي تستند على الشرعية الدولية، ومؤتمر باريس يستند على الشرعية الدولية، وسياسة روسيا الاتحادية في حل أزمات الشرق الأوسط والتي تتميز فيها عن غيرها كالولايات المتحدة الأمريكية أنها تستند إلى الشرعية الدولية بخصوص حل الصراع العربي الإسرائيلي.
سبوتنيك: هل هذه رسالة من الجانب الروسي لقضية بالغة الأهمية وهي الشأن الداخلي الفلسطيني؟ وماذا ينتظر الفرقاء في الداخل الفلسطيني حتى يتحدوا لمواجهة عدو واحد؟
سبوتنيك: بعد قرار مجلس الأمن بإدانة الاستيطان، نتنياهو يتخوف من مؤتمر باريس للسلام ويتمنى تجنب أي تحركات محتملة في مجلس الأمن الدولي ضد سياسات حكومته بعد هذا المؤتمر. كيف ترى هذا التصريح من نتنياهو وكيف يمكن استغلاله لصالح القضية الفلسطينية؟
الضيف: إسرائيل وسياساتها المتعاقبة وخصوصا اليمين الاستيطاني العسكري الذي يحكم دولة إسرائيل الآن يتخوف من أي مؤتمر له علاقة بالمرجعيات الدولية ويحاول جر الفلسطينيين دوما إلى الحوارات الثنائية لأن كل سياساته يعترف المجتمع الدولي بعدم شرعيتها وباعتراف وزير الخارجية الأمريكي في آخر أيامه أن الشعب الفلسطيني يعاني من الاحتلال الإسرائيلي.
سبوتنيك: وإذا كانت إسرائيل لا تلتزم بالقرارات الدولية ولا تمارس عليها أية ضغوط تذكر من قبل المجتمع الدولي فلم القلق إذا؟
الضيف: هذه المرة تقلق بشكل جدي لأنه في السابق لم يكن هناك إدانة من مجلس الأمن وتتخوف في لحظة من اللحظات أن يصدر المجتمع الدولي قرارا يلزم إسرائيل تحت البند السابع بالانسحاب والرجوع إلى حدود الرابع من حزيران وتنفيذ حل الدولتين الذي يؤمن به المجتمع الدولي باعتباره في صالح الشعبين.
سبوتنيك: بين موسكو وباريس أين العرب من القضية الفلسطينية؟
الضيف: للأسف بحكم الأزمات التي يعيشها العرب الفترة الأخيرة من العراق إلى سوريا وتحديدا في سيناء مصر التي هي أم العرب أصبح الوضع ينعكس سلبا على القضية الفلسطينية، وعليه الشعب الفلسطيني في موقف ضعف في البعد العربي وفي موقف قوة في البعد الدولي والأممي. ونتمنى أن تنتهي الأزمات العربية، وأن يكون للعرب دورا مهما وضاغطا لصالح الشعب الفلسطيني، وتكون عملية اتخاذ قرارات ملزمة عبر مؤتمرات دولية وعبر مجلس الأمن أكثر فاعلية إذا كان العرب موحدين وغير منقسمين.
سبوتنيك: في رأيك متى ترى القرارات الخاصة بالحق الفلسطيني النور أم تراها ستظل حبيسة الأدراج والمؤتمرات؟
الضيف: كفلسطيني متفاءل بغض النظر متى ستكون هذه القرارات مادام الشعب الفلسطيني مؤمن بحقه وأنه سوف يعيش في دولة حرة على أرضه كبقية شعوب العالم وهذا اليوم سوف يأتي عاجلا أم آجل، إما عبر القرارات الدولية وإما عبر النضال الوطني المستمر والذي شرعته كل الشرائع الدولية.
أجرى الحوار: يوسف عابدين