في ساعة متأخرة من مساء يوم الاثنين التاسع من الشهر الحالي، بدأ الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة في مخيم الفارعة، شهدت اقتحام منزل الصالحي للوصول إلى منزل مجاورٍ لاعتقال أحد المطلوبين للجيش.
تفاجأت والدة الصالحي المريضة بالأصوات داخل منزلها ولم تعلم حقيقة الاقتحام بعد، فظنت أنَّ لصوصاً اقتحموا منزلها وبدأت بالصراخ، فقام محمد مسرعاً على صراخ والدته، وبدأ برفع يديه ليبعد المقتحمين عن والدته، في الوقت الذي بدأ إطلاق النار عليه وسط ذهول الأم، بحسب رواية مسؤول لجنة الخدمات في مخيم الفارعة ياسر أبو كشك.
ثوانٍ معدودة كانت الفاصلة بين صراخ الأم وسقوط ابنها أرضاً بست رصاصات اخترقت جسده، في حين ترك الجنود الإسرائيليين الشاب محمد ينزف آخر قطرات دمه، والأم في حالة الدهشة والفزع، وأكملوا طريقهم للبيت المجار لاعتقال بعض المطلوبين.
لم تصدق الأم الستينية أن ابنها أُعدم أمام عينيها وهي عاجزة، ودخلت في حالة من الصدمة، ورغم محاولات "سبوتنيك" حملها على الحديث لكن دون جدوى، بعد أن فقدت من يؤنس وحشتها ويعيلها، وبعد فراغ المنزل من أي صوتٍ عداها.
ويتابع أبو كشك، "أطلقت القوات الإسرائيلية النار على جسد محمد بعد إصابته، في صورة تؤكد على همجية هذا الاحتلال، وتعطش جنوده للدم".
وأشار إلى أن، "محمد الصالحي يسكن في بيت بسيط جداً بنته لهم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين نظراً لحالة الفقر الشديد الذي تعاني منه العائلة، خاصة بعد أن توفي والده الذي كان يبيع العطور على بسطة صغيرة ليعيل عائلته".
بعد موت الوالد بدأ محمد رحلة العمل مبكراً من أجل إعالة نفسه ووالدته الكبيرة المريضة، وأصبح يبيع الحلوى أمام المدارس للأطفال، حيث أنه لا يملك أي أقارب في منطقة مخيم الفارعة.
وعبر الفلسطينيون عن غضبهم واستنكارهم لمقتل الصالحي، مؤكدين أن دماؤه لن تذهب هدراً، في الوقت تصاعدت فيه وتيرة المواجهات مع جنود الجيش الإسرائيلي عقب مقتله.
واعتبرت وزارة الأسرى والمحررين الفلسطينية، أن الجيش الإسرائيلي أعدم الأسير المحرر الصالحي، وقتله بشكل متعمد بعد إطلاق ضابط مخابرات اسرائيلي النار على رأسه بصورة مباشرة بعد اقتحام منزله في المخيم.