ضاعت فجأة كل الجهود المبذولة في تحقيق المصالحة وعملية الاتفاق التي كانت تجري بين الحكومة السورية من جهة وبين المجموعات الإرهابية المسلحة التي كانت تسيطر على منطقة وادي بردى نبع الفيجة وماحولهما في جنوب العاصمة السورية دمشق من جهة أخرى، إثر قيام المجموعات الإرهابية المسلحة باغتيال مسؤول ملف المصالحة في منطقة بردى اللواء أحمد الغضبان، وعادت الاشتباكات بين الجيش السوري والمجموعات الإرهابية المسلحة المسيطرة على هذه المنطقة، كما وتم إخراج جميع ورش الإصلاح التي كانت تقوم بإعادة تأهيل كل المنشآت والمرافق لإعادة المياه إلى 6 ملايين من سكان العاصمة ومحيطها بعد انقطاع المياه لثلاثة أيام بسبب التفجيرات والأعمال التخريبية التي قامت بها هذه المجموعات الإرهابية المسلحة سابقاً ولاحقاً.
وعادت الأوضاع إلى أسوأ ما كانت عليه من ذي قبل، أي قبل الاتفاق على خروج المسلحين، الذي لم يتم تطبيقه، ولم يعد واضحاً كيف يمكن أن تنتهي هذه الأزمة في ظل التسارع السياسي الحاصل نحو التوجه إلى أستانا عاصمة كازاخستان التي ستحتضن عملية التفاوض بين الدولة السورية والفصائل المسلحة في الأيام القادمة.
إذا قد يكون هذا الأسفين الجديد التي حاولت المجموعات الإرهابية المسلحة والقوى الإقليمية والدولية الداعمة لها دقه في الجسد السوري ، ما قد يجل منه حجر عثرة كبيرة من الصعب إزالتها من طريق الذهاب الى الأستانة ، وقد يتعقد الوضع أكثر مما يتصور البعض إن لم يتم التعامل بجدية مع هذا الواقع الجديد.
وهنا تظهر مجموعة من التساؤلات أهمها:
ماهي الإجراءات التي يمكن أن تتخذها الحكومة السورية بهذا الشأن وكيف ستتعامل مع هذه التطورات الخطرة، التي قد تنسف عملية المصالحة والتفاوض مع المسلحين لإخلاء هذه المناطق وإعادة الحياة الطبيعية إليها كغيرها من المناطق الأخرى؟
هل ستتخطى الدولة السورية هذه التطورات وتذهب باتجاه التركيز على متابعة التفاوض مع المجموعات المسلحة، بدلاً من أن تذهب إلى التعامل عسكرياً مع الأوضاع السائدة، التي سوف تتسبب بخسائر مادية في الممتلكا والبنى التحتية ويبقى سكان العاصمة دمشق تحت رحمة قطع مياه الشرب عنهم؟
إلى أي حد سيؤثر بالفعل هذا العمل الإرهابي المنظم على مسار عقد لقاء أستانا في الموعد المحدد؟
التفاصيل في حوارنا مع رئيس لجنة المصالحات الوطنية في مجلس الشعب السوري الدكتور خير الدين السيد
