قال المتخصص في العلاقات الدولية دكتور أيمن سمير، في حديثه لـ"سبوتنيك"، حول كلمة سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى الحكومات العربية في القمة العالمية للحكومات، إنها توصيف حقيقي للعالم العربي خلال الفترة الماضية، فما حدث في الدول العربية كان نتيجة لأسباب كثيرة لم يكن فيها أي نوع من أنواع الحكم الرشيد، وكان فيها نوع من الإقصاء والفساد، وحتى الدول التي كان فيها معدل نمو عالية استفاد منها طبقة معينة ولم تستفد منها كل أفراد الشعوب وبالتالي لم تجد بعض الشعوب أمامها سوى الانتفاضات فيما سمي بالربيع العربي، والتي أخذت بعض الأشكال المسلحة وهو ما أدى إلى انهيار هذه الدول حتى الدول التي لم تطلها يد الربيع العربي أصابها خلل اجتماعي وسياسي وأمني.
وهذا المؤتمر وضع النقاط على الحروف، فإما أن تتجه الدول العربية نحو الحكم الرشيد وتكاشف شعوبها وتوزع الثروات بشكل عادل ومقبول، وإما أن تثور الشعوب وتطرد هؤلاء الحكام، وعلى الجانب الآخر قدمت الإمارات نموذجا مختلفا وحققت معدلات نمو مرتفعة جدا وسط الدول العربية، رغم ما تمر به المنطقة من تحديات، وهو ما يؤكد ما حذر منه منذ اثنتي عشرة سنة سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حينما قال موجها حديثه للحكومات العربية "عليكم أن تتغيروا أو أنكم ستُغيَّرون ".
وأعرب سمير عن أسفه للإرادة السياسية الغائبة عن الدول العربية التي تمتلك أدوات ومؤهلات لا توجد في جميع العالم مثلها، حيث أن الإدارة السليمة المبنية على أسس تكنولوجية هي أهم أسباب التقدم، بالإضافة إلى الاستعانة بالشباب وهو ما يغيب عن الحكومات العربية التي لا تطبق قانون المحاسبة.
وأعلن سمير تأييده لانتقاد سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للإدارات الأمريكية تدميرها للعراق ودعمها للثورات العربية، معربا عن أمله أن يبتعد ترامب الرئيس الأمريكي الجديد عن هذه السياسة خاصة وأنه أعلن عن عدم نيته التدخل في شؤون الدول الأخرى إذا لم يتهدد الأمن الأمريكي.
وحول دعوة سمو الشيخ محمد بن راشد إلى الانفتاح على السوق العالمية، قال محمد إسماعيل مسؤول العلاقات العربية في الحزب الناصري خلال حديثه لـ"سبوتنيك" إن الوضع في الإمارات يختلف عن باقي الدول العربية باعتبارها دولة حديثة تستطيع أن تحقق ذلك، أما الدول العربية ذات الحضارة القديمة أو تعدادها السكاني كبير تكون لها حسابات اقتصادية أخرى.
وأكد إسماعيل أن الرسائل التي تضمنتها كلمة الشيخ محمد بن راشد ستصل إلى الحكومات العربية للأخذ بها، فالإمارات أصبحت نموذجا استرشاديا للنجاح الحقيقي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي بفضل فرض دولة القانون.
إعداد وتقديم: يوسف عابدين