وجهت السعودية دعوة إلى إيران لمناقشة عودة حجاجها، في الموسم المقبل من الحج، إلى مكة، بعدما قاطعت إيران تلك المناسك العام الماضي على خلفية توترات بين البلدين.
وأعلنت السلطات السعودية، الجمعة الماضي 17 مارس/ آذار، استكمال إيران لكافة الترتيبات اللازمة للمشاركة في موسم الحج المقبل، في خطوة تأتي بعد تكهنات عديدة لفت مصير الحجاج الإيرانيين بعد حرمانهم من أداء المناسك الموسم الماضي لخلافات بين طهران والرياض.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية أنه وبعد "الاجتماع الذي عقده معالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن مع رئيس منظمة الحج والزيارة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد حميد محمدي والوفد المرافق له، فقد استكملت وزارة الحج والعمرة ومنظمة الحج والزيارة الإيرانية؛ كافة الترتيبات اللازمة لمشاركة الحجاج الإيرانيين في موسم حج 1438هـ وفق الإجراءات المعتمدة مع مختلف الدول الإسلامية."
ويعد هذا الخبر بالنسبة للحجاج الإيرانيين فرحا كبيرا، حيث لم يستطع العام الماضي أكثر من 64 ألف حاج من إيران لأول مرة منذ 30 عاما أداء مناسك الحج بسبب عدم وجود توافق بين إيران والسعودية حول مسائل توفير الأمن.
وقد تصاعد التوتر بين السعودية وإيران، عندما شككت طهران بقدرة الرياض على تنظيم موسم الحج بعد حادثة التدافع المأساوية التي أودت بحياة نحو 2300 شخص في عام 2015، بينهم 464 إيرانيا.
ولكن يبدو أن الجليد بدأ بالذوبان. واستطاعت إيران والسعودية التوصل لاتفاق حيث دعت السلطات السعودية الإيرانيين لإجراء المباحثات بشأن مسائل تنظيم الحج.
مع ذلك، يبقى السؤال: هل ضمانات الجانب السعودي ثابتة؟ وهل يصبح حل مسألة تنظيم الحج الخطوة الأولى على طريق إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين؟
يقول الخبير السياسي الإيراني في شؤون الشرق الأوسط، المشارك في المفاوضات مع السعودية سيد هادي افقهي في الحديث مع "سبوتنيك"، إن السعودية استخلصت درسا والتزمت السلطات السعودية بتوفير الأمن لجميع الحجاج لمنع تكرار الحادثة السابقة في منى.
ويرى الخبير الإيراني أن حل مسألة الحج قد يساعد على إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين معربا عن أمله في تحسن العلاقات الإيرانية السعودية في المستقبل.
كما أضاف سيد هادي افقهي، أن السعودية قررت إجراء المباحثات مع إيران لثلاثة أسباب رئيسية. وهي: أولا، الدين. فالأماكن مقدسة في مكة المكرمة والمدينة لا تعد من ممتلكات السعودية الخاصة. ولا تستطيع السعودية منع أداء مناسك الحج لأي مسلم.
والسبب الثاني، سياسية حيث اضطرت السعودية لإعادة النظر في بعض المواقف تجاه إيران إزاء فشلها في إجراء استراتيجيتها في المنطقة. وتحاول السعودية الآن فتح الأبواب من أجل تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إيران.
أما السبب الثالث: فهو اقتصادي. ليس سرا أن رحلة الحجاج الإيرانيين والحجاج الآخرين إلى مكة والمدينة تعود بفائدة اقتصادية على السعودية. وتحصل المملكة على أموال كثيرة من الحج.