وترتفع وتيرة الإجراءات الأمنية في محيط المكان المكتظ بالإعلاميين والمدنيين فالقادمون هم جنرالات في الجيش الروسي وقادة عسكريون سوريون.
أمام مدخل المعهد السياحي في مدينة اللاذقية والذي أحتضن المناسبة يقف أيضاً الجنود الروس إلى جانب نظرائهم في الجيش السوري, أحاديث مشتركة جمعت بينهم سمع أصدائها جميع من كان يجاورهم المكان, ثمة تغيرات جوهرية طرأت مؤخراً على العلاقة بين البلدين ساهمت فيها شراسة الحرب ومضاعفاتها, إلى جانب الفرقة الموسيقية العسكرية الروسية والتي عزفت لحن التقارب الناري بين الدولتين، يقف الجندي "فلاديمير" المدجج بمعدات الحرب الفردية فهو حسب قوله لمراسل "سبوتنيك" عاصر تفاصيل الميدان العسكري في سورية من خلال عمله ضمن القاعدة العسكرية الروسية في "حميميم", ورغم أنه لا يجيد التكلم بالعربية بطلاقة ولكن كلماته القليلة كانت كفيلة بالإجابة عن سبب تواجده, حيث قال أنه أنهى مهمته في سوريا منذ أيام ويحق له السفر إلى عائلته المقيمة في ضواحي موسكو، إلا أنه لم يذهب وفضل البقاء وهو يشعر بالارتياح والسعادة لوجوده في هذه الفعالية التي تكرم حسب قوله زملاءه الذين قضوا في الحرب السورية.
التقارب الثقافي والتاريخي بين البلدين والذي كان يتصدر برنامج أيام الصداقة الروسية السورية والتي عادة ما تشكل الأعمال الفنية كالموسيقى والرقصات الفلكلورية, إضافة لمعارض الرسم فقرات حضرت بخجل, فجديد هذا العام ملفات أكثر عمق وأهمية بالنسبة للدولتين منها امتزاج دماء الجنود الروس بالأرض السورية والتضحيات الكبيرة التي قابلهم فيها المقاتلون في الجيش السوري عندما هبوا لنداء سقوط الطيار الروسي فوق مناطق المسلحين في ريف اللاذقية مضحين بأنفسهم من أجل بقائه على قيد الحياة.
وشهدت الفعالية التي أقيمت بحضور العماد "الكسي كيمقائد" قائد مركز التنسيق الروسي في سوريا حفلا تكريمياً لمجموعة من ذوي شهداء الجانبين الروس ومن بينهم "أوليفر اناتوليفيتش بيشكوف" الذي أسقطت المضادات التركية طائرته على الحدود السورية.