نقدم اليوم قراءة في التطورات الدراماتيكية الحالية بخصوص القضية السورية وخاصة بعد التدخل الإيراني المباشر لأول مرة وبشكل علني بقصف مواقع لتنظيم "داعش" الإرهابي في دير الزور من قبل الحرس الثوري الإيراني انتقاماً للتفجيرات التي وقعت في إيران موخراً وكان تنظيم "داعش" الإرهابي قد أعلن مسؤوليته عنها آنذاك، سبق ذلك إسقاط طائرة حربية سورية من نوع سوخوي 22 من قبل قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة حيث أسقطت الطائرة داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة السورية خلال قيامها بطلعة جوية لقصف مواقع لتنظيم "داعش" الإرهابي.
للبحث في مجريات هذه الأحداث وتفاصيل هذه التطورات نستضيف في حلقة اليوم، من إيران الخبير بالشؤون السياسية السيد حسن هاني زاده، ومن دمشق الخبير العسكري الاستراتيجي العميد هيثم حسون.
الخبير بالشوؤن السياسية السيد حسن هاني زاده يقول بهذا الصدد: جاءت هذه العملية النوعية مباشرة ردا على الاعتداء الأخير من قبل تنظيم "داعش" في طهران، وكان هناك معلومات قد وصلت إلى إيران بأن هذه العملية جاءت بمشاركة من إسرائيل والولايات المتحدة والسعودية، وهناك غرفة عمليات كانت قد دشنت في الرياض خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض، ودسها للمجموعات الإرهابية بالقيام بعمليات إرهابية داخل إيران بمشاركة من ضباط من الاستخبارات السعودية والمخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي.
وأضاف زاده قائلاً: هذا الرد المباشر من قبل إيران بعد أن قام تنظيم "داعش" الإرهابي بهذه العمليات الإرهابية في طهران، جاء كرسالة لـ"داعش" بأن إيران ستطارد المجموعات الإرهابية أينما وجدت، وهي رسالة لإسرائيل والولايات المتحدة والسعودية بأن إيران لديها الإمكانية بالرد على أي اعتداء عليها من أي كان ومن أي دولة سواء من الولايات المتحدة أو السعودية أو من إسرائيل.
وأردف السيد زاده قائلاً: الولايات المتحدة أثبتت أنها تدعم المجموعات الإرهابية في سورية والعراق، والإجراء الأمريكي الأخير المتمثل بإسقاط الطائرة الحربية السورية في أطراف الرقة يدل على أن الولايات المتحدة تدافع الآن عن المجموات الإرهابية في سورية، وهذه العمليات جاءت من داخل حدود إيران رداً على المجموعات الإرهابية في دير الزور، وإيران مستعدة لضرب أي مجموعة تحاول أن تزعزع الاستقرار في داخل إيران وايران مستعدة لأي احتمالات والأمور وصلت إلى حد التصادم العسكري بين إيران والولايات المتحدة التي تخرق كل القوانين والأعراف الدولية.
أما الخبير العسكري الاستراتيجي العميد هيثم حسون فيقول: في الحقيقة، يعتبر هذا الدخول الناري الأول من نوعه لإيران إلى جانب الدولة السورية في مواجهة الإرهاب، وهذه الضربة لها مجموعة من الأهداف أو الرسائل التي أرادت إيران إيصالها لعدة أطراف، الأول هو رسالة إلى الولايات المتحدة بأن إيران جادة في وقوفها إلى جانب الدولة السورية وخاصة بعد الاعتداءات الأمريكية المتكررة على الدولة السورية والتي كان آخرها يوم أمس حيث تم إسقاط طائرة حربية سورية.
ورسالة أخرى موجهة إلى السعودية ودول الخليج التي تسعى دائماً إلى التقليل من قوة وقدرة إيران والتأثر بها، وهناك رسالة أخرى تحصيل حاصل تتلخص في إظهار الدعم الإيراني الكامل والمستمر للدولة السورية والجيش السوري لمكافحة الإرهاب على الجغرافيا السورية.
أما عن إسقاط الطائرة الحربية السورية فيقول العميد حسون: جاء إسقاط الطائرة السورية من قبل الولايات المتحدة بهدف إرسال مجموعة من الرسائل إلى عدة أطراف منها إلى الطرف الروسي لتقول بأن الولايات المتحدة مازالت متواجدة بقوة في الشمال السوري وهي صاحبة الكلمة من خلال المجموعات الإرهابية الأخرى والمتمثلة بما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية"، وهي رسالة إلى الجيش السوري الذي حقق تقدماً كبيراً على محور السخنة الرصافة نحو محافظة الرقة، ماجعل القوات الكردية في موقف شبه محاصر في أكثر من اتجاه من قبل الجيش السوري، ومنع مخطط إرسال "داعش" لإقامة خطوط دفاعية أمام الجيش السوري.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم