كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الجمعة، عن مفاوضات بين العراق والسعودية لتشكيل "تحالف جديد"، مشيرة إلى أن هذا التحالف من شأنه أن يعطى الرياض دورا رائدا في إعادة بناء المدن العراقية التي "مزقتها الحروب".
وذكرت "الغارديان" في تقرير نشرته اليوم، واطلعت السومرية نيوز عليه، إن "المملكة العربية السعودية تجرى عددا من المباحثات مع الأطراف العراقية سعيا من جانبها لإعادة العراق إلى الحضن العربي، وإبعاده عن إيران".
عن هذا الموضوع يقول الدكتور عزيز جبر شيال:
العراق ليس بصدد أن يكون عضو في أي تحالف ولا في نيته مستقبلا أن يقيم تحالف بمفهومه السياسي والاستراتيجي، لكن أن يقيم علاقات تعاون وطيدة وقوية مع دول الإقليم ومع دول العالم، أعتقد أن هذا هو طريق الصواب لبلد وضعه كالعراق، لأننا أن قمنا بتحالف مع إيران أو السعودية أو أي دولة أخرى، معنى ذلك أن نجعل من العراق ساحة صراع بين الأطراف المتنافرة. اليوم لدينا في الإقليم الكثير من الأطراف المتنافرة، لذلك العراق في سعيه في توطيد العلاقات مع المملكة العربية السعودية لأسباب عدة، أهمها أن المملكة جارة للعراق بحدود تمتد لمساحة واسعة، وممكن أن يستفيد منها العراق كعمق اقتصادي، لكن كعمق عسكري أو تحالف ضد دولة معينة، أعتقد هذا غير وارد، كون العراق ليس باستطاعته أن يلعب مثل هكذا دور، الأمر الآخر أن دستور العراق لا يسمح بإقامة أي تحالفات فيها نوع من العداء لأطراف أخرى، لذلك الموضوع المطروح بين العراق وبين السعودية هو إنشاء لجنة أو مجلس تنسيقي كاللجان الموجودة بين العراق وتركيا وبين العراق وإيران، لا بل أن العراق عندما دخل في مكتب تنسيق بينه وبين إيران وروسيا الاتحادية وسوريا، قيل كثيرا عن أن هذا محور تحالف، لكن ثبت بالدليل العملي الى أنه لا يعدو عن كونه مكتب تنسيق للأعمال الاستخبارية ذات العلاقة بمكافحة الإرهاب، أيضا بالنسبة للأمر مع السعودية، فإن هذا المكتب أو المجلس التنسيقي يمكن أن يرتقي إلى مستوى التعاون الاستخباري، ولذلك كانت زيارة وزير الداخلية العراقي وزيارة رئيس الأركان السعودي وأيضا زيارات الوفود الشعبية كزيارة السيد مقتدى الصدر وقد تكون أيضاً هناك زيارة للدكتور إياد علاوي وآخرين، وكل ذلك يصب في مسألة تعزيز العلاقات.
اليوم العالم يقوم على أساس تعزيز التعاون ونبذ الصراعات، لذلك نجد أن العالم صوت ضد كوريا الشمالية في مجلس الأمن اعتقادا بأن كوريا الشمالية تمثل تهديدا للسلم والأمن الدوليين، ولذلك ساند حتى حلفاء كوريا الشمالية القرار الدولي بالمقاطعة، لذلك أي دولة تسعى لإقامة تعاون فإنها تقوم بانتهاج طريق الصواب لإدارة مصالحها واحترام مصالح الآخرين. ومن هنا أرى من العقلانية والحكمة في أن لا يكون هناك تحالف، لأن كلمة تحالف يعني أنه موجه ضد طرف آخر، وإذا كان هناك من يرى في أن للعراق مصلحة في إقامة تحالف فإنه واهم ومخطئ، لأن مثل هذا الموضوع سوف يثير حفيظة إيران، وهذا ليس من مصلحة العراق، كون النفوذ الإيراني كبير وواسع جدا في العراق، إضافة للعلاقات الطائفية والدينية التي لا تسمح لأي حكومة في استعداء إيران أو إقامة تحالفات مع دولة أخرى في حالة صراع مع إيران، لكن لا إيران ولا غيرها يملي إرادته على العراق، بيد أن المنطق والعقل يقول لابد لنا من الذهاب بهذا الاتجاه. كذلك يجب أن يكون العراق مخلص وأمين في ترطيب الأجواء بين دول المنطقة، ومن مصلحته إقامة علاقات مع السعودية وإيران بنفس المستوى، وحيث ما توفرت فرصة لإدامة زخم هذه العلاقات يكون ذلك من الأفضل.
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون