هناك الكثير من الملفات التي يعتزم الحريري مناقشتها في موسكو على صعيدي الأمن والاقتصاد. ففي موضوع الأمن سيطلب فيه الحريري أن تدعم الدول المقتدرة الجيش اللبناني بالسلاح كي يستمر في محاربة الإرهاب، أما في ملفات الاقتصاد فسيحمل الحريري موضوع النازحين السوريين في لبنان، لأن لبنان يتحمل أعباء كبيرة نتيجة النزوح السوري إليه، وكذلك موضوع الوضع المالي للبنان، حيث يشهد تراجعا اقتصاديا مستمرا.
عن هذا الموضوع يقول مسلم شعيتو:
هذه الزيارة ليست الأولى للحريري إلى موسكو، فهي واحدة من زيارات متكررة، بدأت مع والده الرئيس الراحل رفيق الحريري، وتستمر اليوم مع الرئيس الحالي سعد الحريري للتنسيق في مجالات مختلفة على أصعدة اقتصادية وسياسية وغيرها. ويعرف القادة اللبنانيون بما فيهم الرئيس الحريري أن روسيا هي الفاعل الأساسي في الشرق الأوسط، ودورها مؤيد للسلام ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى ذلك، يعرف الحريري تماماً أن انتخاب رئيس جمهورية في لبنان ما كان ليتم لولا الوجود الروسي في المنطقة الذي دفع كل الأطراف لأن تكون أكثر عقلانية و تختار رئيسها.
أعتقد أن الفترة الحالية هي اريح للبنان بعدما تخلصت من المنظمات الإرهابية على حدودها بفضل القوات السورية والجيش اللبناني والمقاومة اللبنانية، وهذه القضية ستكون ضاغطة على كل اللقاءات التي سيجريها الرئيس الحريري، بالإضافة إلى أن الرئيس الحريري ينقل أفكارا من المملكة السعودية، وأيضا يتابع مسائل اقتصادية في روسيا، بحكم كونه من المستثمرين في روسيا، وايضا يطمح لتطوير هذه العلاقات. كما أن روسيا لاعب في لبنان إيجابي منذ بداية تاريخ العلاقات الروسية — اللبنانية في أيام الاتحاد السوفيتي و العهد القيصري لغاية الوقت الحالي.
في لبنان بدأوا يتأكدون من أهمية الدور الروسي، بغض النظر عن وجود أطراف لبنانية لا تغير موقفها وهي مرتبطة بشكل مباشر بالولايات المتحدة وتنفذ أجندتها في لبنان، وبغض النظر عن مصالح لبنان، لكن الجيد في الموضوع أن أغلب القوى السياسية وهي أكثر من نصف القوى السياسية والشعبية مؤيدة لروسيا ومؤيدة لمواقفها.
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون