المواطن مهند معلا من ريف اللاذقية كان لديه اكتفاء ذاتي قبل الأزمة، إلا أنه أصبح حالياً وبعد التدهور المعيشي الذي أصاب بلاده يعتمد كغيره وبشكل أساسي على صناعة الدبق وصيد الطيور المهاجرة غير المقيمة في بلاده وبيعها للمواطنين بأسعار مناسبة، حتى يستطيع العيش طوال أشهر السنة، فهو ليس لديه دخل آخر.
يبدأ مهند مع زوجته وولده كما يروي لـ"سبوتنيك"، بقطاف الثمار في شهر آب (أغسطس) من كل عام عن أشجار الدبق المزروعة في حديقة منزله ويتم قطاف الثمار على عدة مراحل حسب نضجه.
وأوضح معلا أنه بعد عملية القطاف يقوم بتجميع الثمار في منزله لتبدأ عملية التصنيع وفصل اللب عن القشرة من خلال مضغها في فمه ووضعها في وعاء لصناعة كمية مناسبة من عيدان الدبق ويقوم بهذه المهمة مع زوجته إيمان وولده، وبعدها يضع المواد الأساسية لصنع الدبق منها مادة الغليسرين لمنع تجمد الدبق في الجو البارد، والعسل الطبيعي "البلدي" من أجل مقاومة المادة للحرارة، وأخيراً اللون "الصبغة" بأنواعها الثلاثة الأبيض، الأخضر، العسلي، والهدف من اختيار اللون الأخضر حتى يتناسب مع الطبيعة الخضراء، أما اللون العسلي يتناسب مع المناطق الصحراوية التي تحوي أعشاب يابسة، بينما يناسب الأبيض أشجار التين حتى يجذب الطائر ويلفت انتباه الطائر في الليل.
وبعد خلط المواد مع الدبق يقوم مهند بلف الدبق على أعواد من الزيتون يحدد طولها حسب رغبة الزبون والمنطقة التي سيتم استخدامها في الصيد، ومن ثم تقوم زوجته وابنه بعملية التكتكة وهي عملية برم عود الدبق بين راحتي اليدين داخل برميل لفصل البذور عن المادة اللاصقة، ومن ثم يتم تشمسيه مدة ثلاثة أيام على سطح المنزل حتى يصبح جاهزا للصيد.
واعتبر معلا مهنة صناعة الدبق من التراث ورثها عن آبائه وأجداده، وأصبح يعتمد عليها بشكل أساسي في معيشته في ظل الأزمة التي سببت في تدهور ظروفه، كما أن سعره ليس ثابتاً وتلعب عوامل الجو في تحديده، ففي حال كان الجو ماطراً ينخفض سعره وترتفع مع صحو الجو وارتفاع درجات الحرارة، علماً أنه يوجد فوائد من أوراق شجرة الدبق لعلاج مرضى السكري بغليها ومن ثم شرابها، ويصلح بقايا الثمار كعلف للحيوانات.
وختم محدثنا بأنه يوجد إقبال من قبل المغتربين السوريين في كندا — أمريكا — تركيا- أستراليا — لبنان على شراء مادة الدبق لصيد الطيور البرية، فعند زيارتهم للبلاد يقومون وبشكل شخصي بشراء الدبق ونقله إلى خارج سوريا لصيد الطيور.