ساعتان من الزمن أحيتها وسط حضور وتفاعل غير مسبوق من الجمهور الحلبي الشاب، خصوصاً عندما ردّد معها تلك الأغنية الوطنية بصوت واحد: "تعلى وتتعمر يا دار محمية أبراجك".
"فايا يونان" هي ابنة الـ 25 عاما، بدأت شهرتها حين أطلقت في العام 2014 أغنية مشتركة مع اختها "ريحان يونان"، تلك الأغنية التي نالت شعبية واسعة بين أبناء بلدها ثم وصل صوتها لمسافات أطول على امتداد دول الوطن العربي وذلك عبر قناتها الإلكترونية ضمن موقع "يوتيوب".
تأثرت "فايا" في غنائها بالعديد من الفنانين التي كانت موسيقاهم لا تفارق آذانها، فسمعت القدود الحلبية منذ الصغر. فكان لصوت صباح فخري الأثر الأكبر الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من أصالتها. هذا الاسم الذي لطالما كان ولايزال عنواناً ورمزاً لتلك المدينة التي اشتهرت بتميز فنها. كونها المدينة الأقدم ضمن سجلات التاريخ.
لم تكتفِ "فايا" بهذا النوع الأصيل من الغناء السوري بل تجاوزته لتصل حدود مصر فكانت تحفظ أغلب مطالع أغاني الفنانة الراحلة لأم كلثوم وسماعها المستمر لأغاني الموسيقار المصري الراحل "سيد درويش"، إضافة إلى اطلاعها على أغانٍ من المغرب العربي إلا أن صوت السيدة "فيروز" كان الصوت الوحيد الذي لم يفارق إحساسها مطلقاً. فكان ملهمها الأول.
هذا الصوت الشجي الذي تكاد أن لا تخلوه منه أي إذاعةٍ عربية أو عالمية حول العالم. ليلامس بذلك يومياً أرواح ملايين المستمعين يومياً حول العالم.
غنت "فايا" على العديد من الأماكن والمسارح فكان منها مسرح "بيار أبو خاطر "ومسرح الجامعة الأميركية في لبنان ومسرح الجامعة نفسها في دبي، إضافة إلى مسرح الأوديون في الأردن ومكتبة الإسكندرية في مصر.
كما وتعتبر "فايا" أول مغنية تَحصل على تمويل عن طريق شبكة الإنترنت وذلك لإنتاج مشروعها الذي أطلقت عليه اسم "أحبُ يديك":
"عيناك حُلمي الذي سيكون
كبيراً كما يحلم المتعبون
كبيراً كخير بلادي…
يداك تلوّح للعائدين
وتحمل خبزاً إلى الجائعين
أحبُ يديكَ.
أكثر و أكثر أحبُ بلادي.
ستكون لي لو تعشق الأوطان مثلي
سأكون لك لو عاد للأوطان أهلي
عرسي هنالك حيث يحملني فؤادي
وأموت فيكَ أموت فيك!
متى تموت على بلادي..
أحبك كي ندوس على المدافع
وتضيق بالأطفال ساحات الشوارع
ومتى يعود الصبح من بين الرماد؟
سأموت فيكَ أموت فيك.
وقد أخونك مع بلادي ".
تلك الأغنية كانت إحدى أغنيات ألبومها الأول، الذي تم إطلاقه في تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2016، ليحمل بين طياته 9 أغنيات لتكون هذه الأغنية شرارة الانطلاقة الأولى في مسيرة الألبومات المسجلة، بادئة مسيرة مشوارها الفني والمهني بخطوات قوية واثقة.
(جميع المواضيع في قسم المدونات تعبر عن رأي كاتبها)