وتأتي في أولوية هذه الملفات ملف الوضع السياسي الداخلي في العراق لمرحلة ما بعد "داعش"، وكذلك مسألة الانتخابات وعودة النازحين إلى مناطقهم المحررة وعملية إعادة إعمار تلك المناطق.
ويجب القول إن هناك سياسة أمريكية جديدة وقديمة بنفس الوقت، تقوم على أساس الحد من النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط وتقليصه إلى أدنى مستوى ممكن، عبر خلق تحالفات إقليمية هدفها الوقوف بوجه التوسع الإيراني، وخير مثال على ذلك هو الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب،يوم الأحد، الذي انعقد في القاهرة، حيث جاء في القرار الذي تبناه الاجتماع مركزا على ادانة "التدخلات الإيرانية" في شؤون دول الشرق الأوسط.
وقد تكون زيارة رئيس البرلمان العراقي لواشنطن ضمن هذا الإطار، وقد تكون للحصول على الدعم الأمريكي للسنة في الانتخابات المقبلة، على الرغم من أن البعض يقول ان زيارة الجبوري لواشنطن تحمل ملف تأجيل الانتخابات، كون المناطق المحررة لازالت غير مستقرة، كما أن الكثير من النازحين، والذين جلهم من المكون السني، لم يعودوا إلى مناطقهم.
عن هذا الموضوع يقول المحلل السياسي محمد الفيصل لبرنامج الحقيقة:
ان العراق منفتح على محيطه الإقليمي والدولي، كما أن العراق مرتبط باتفاقية استراتيجية مع الولايات المتحدة، وزيارات المسؤولين العراقيين متواصلة لواشنطن.
أعتقد أن هذه الزيارة تدخل في إطار التشاور في العمل التشريعي وتبادل الخبرات السياسية والمعلومات بين البلدين للخروج برؤية مستقبلية لعراق ما بعد داعش، كما أن العراق مقبل على مرحلة سياسية خطيرة متمثلة في الانتخابات القادمة في شهر أيار.
الموقف الأمريكي اليوم داعما لوحدة العراق، حيث أن تقسيمه يمثل خطرا على دول المنطقة، ولولا هذا الموقف الأمريكي الضاغط على القيادات الكردية، لما فشل مشروع الاستفتاء. وهذا الموقف الأمريكي يمثل دعما كبيرا للسيد العبادي والحكومة العراقية. وهذا الدعم ولد دعما أوروبيا وعربيا وإقليميا للعراق، ذلك ما نراه في الانفتاح الخليجي والمصري على العراق، وهذا كله حصيلة الموقف الأمريكي وكذلك حصيلة الانتصارات التي حققها الجيش العراقي ضد الإرهاب.
لدى الأمريكان بعض المؤشرات في أن الشعب العراقي يمقت بعض الوجوه السياسية، ممن لم يكن لديها دور إيجابي في العملية السياسية، واليوم الامريكان يحاولون إيجاد حلول لكل الأزمات التي تشهدها التحالفات السياسية داخل العراق، لذا اعتقد ان الخارطة السياسية العراقية سوف تشهد تغيرات كبيرة في المشهد القادم.
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون