وأضاف بارسيك أن من إسهامات الشعب السوري في الحضارات الإنسانية هي الأبجدية التي انطلقت من سوريا إلى العالم، إضافة إلى أن سوريا سجلت أول وأقدم اتفاقية سلام في العالم تعود إلى عام 2350 قبل الميلاد التي تمت بين مملكتي ايبلا ومرسال، ومن ثم اتفاقية كاركميش، وكذلك أقدم تدوين موسيقى في اوغاريت، إضافة إلى أقدم كنيسة منزلية في دورا اوروبوس وأقدم تصوير لطائر الحمام والغصن الأخضر في مدينة تدمر.
ولفت بارسيك إلى أن المؤشرات السياحية كانت كبيرة قبل الأزمة، حيث وصل عدد السياح عام 2010 نحو 8 ملايين ونصف المليون سائح وساهمت في 14 % من الناتج الوطني حينها وكذلك 3010 آلاف فرصة عمل، إلا أن الأزمة التي تتعرض لها سوريا أثرت على المقومات التاريخية والأثرية في سوريا وسببت في خروج 1468 منشأة سياحية من الخدمة منها 365 فندق، و 1103 مطعم، وتوقف قسم كبير من المكاتب السياحية عن العمل، وفقدان أكثر من 262 ألف فرصة عمل، وتدمير المنشآت السياحية والكنائس والمساجد، إضافة إلى التنقيب غير المشروع عن الآثار في مناطق التي دخلتها المجموعات الإرهابية المسلحة.
ووجه الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي الذي أصر على حضور أعياد الميلاد في سوريا رسالة من قلب عاصمتها دمشق بأن سوريا بخير وأصبحت أقوى مما كانت عليه وهي تواقة إلى تثبيت دعائم هذه القوة، مستبشراً بالأيام القادمة التي ستشهد الفرح والسعادة.
وأكد الرفاعي لـ"سبوتنيك" على استعادة الحيوية لقطاع السياحة في سوريا الذي يبدأ الآن وليس غداً ومن يريد أن يدعم سوريا فليأتي لزيارتها ويشاهد الأمن والاستقرار وإصرار الشعب السوري على تحقيق التقدم والازدهار، علماً أن دعم المنظمة لسوريا لم يتوقف وتجسد بتقديم سوريا في جميع المحافل الدولية بكل قوة وثقة ورفع علمها الوطني.
وأضاف الرفاعي أن المنظمة على استعداد لدعم سوريا في حملة إعلامية بعنوان "سوريا الآن" ولا يجوز الانتظار أكثر من ذلك لاسيما أن السياحة هي صناعة أمل وتفاؤل لذا لابد من البداية الآن وليس غداً.
وطرح الرفاعي خلال اجتماعه مع الفعاليات السياحية السورية إلى ضرورة البدء بحملة إعلامية كبيرة لزيارة مقاصد سياحية معينة في سوريا، وإصدار القوانين والأنظمة التي ترافق عملية التطوير السياحي، بالتوازي مع مساعدة المنظمة في مجال التأهيل والتدريب للقوى العاملة في سوريا، والتركيز على إعداد الإحصائيات عن الواردات السياحية والسياح.
وقدم وزير السياحة السوري المهندس بشر يازجي عرضاً عن الخطط المستقبلية لمشاريع الاستثمار السياحي مع التحضير لعدة مواضيع منها التعليم والتدريب والترويج السياحي والقرارات السياحية التي بدأت فيها الوزارة بالتوازي مع جدول الأعمال الذي سيكون بالتعاون بين وزارة السياحة ومنظمة السياحة العالمية في جميع مفاصل العمل بما ينعكس على المواطن السوري من ناحيتي التنمية والاقتصاد.
وطالب عميد كلية السياحة في جامعة دمشق الدكتور تيسير زاهر بالتأكيد على الحملة الإعلامية الترويجية الخارجية لسوريا، ونشر ثقافة السياحية الداخلية كونها ضعيفة، مع ضرورة الدقة في الأرقام والبيانات للسائحين، علماً أن السياحة لم تتوقف خلال فترة الأزمة من خلال قيام الوزارة بتنشيط السياحة الداخلية.
وكان الرفاعي الذي يزور سوريا قد تولى منصب الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية عام 2009 وتعتبر المنظمة أحد وكالات منظمة الأمم المتحدة المتخصصة، حيث تجتمع مع المنظمات الدولية الأخرى في الأمم المتحدة مرتين سنوياً.