وهنا نطرح تساؤلات كثيرة حول الأهداف الأمريكية في سوريا بعد دحر "داعش"، وهل سيكون هناك صدام بين القوات السورية والأمريكية في منطقة التنف، وماهو مصير "جبهة النصرة" الإرهابية.
وقد تحدث لإذاعة "سيوتنيك" المحلل السياسي الروسي تيمور دويدار حول التواجد الأمريكي في سوريا وأهدافه قائلا: إن ما تفعله الولايات المتحدة من تدريب لأفراد مسلحة ضد الدولة السورية، وعلى الأرض السورية وخارجها ليس جديدا، ونتذكر كيف دربت المسلحين في تركيا والأردن وغيرها.
وتابع دويدار أما الهدف الرئيسي للتواجد الروسي في سوريا هو القضاء على الإرهاب،على وجه الخصوص القضاء على الإرهابيين الأجانب، لغرض عدم سماح انتشار الإرهاب في روسيا والعالم، إضافة إلى حماية الدولة السورية.
وحول الرسائل الروسية من خلال تصريح رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية والنائب الأول لوزير الدفاع، فاليري غيراسيموف، عن أن المستشارين العسكريين الروس متواجدون في جميع وحدات الجيش السوري تقريبا.
علق المحلل السياسي تيمور دويدار قائلا:
الضباط الروس متواجدون مع الجيش السوري في أماكن القتال وهذا ليس سرا، يقومون بالإرشاد وبعمليات خاصة بالشراكة مع الجيش السوري، هذا دليل على التعاون الوطيد بين الدولتين والتحالف العسكري، وهذه إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة ومن معهم إلى أن هناك ليس فقط الجيش السوري على الأرض وإنما قوات كبرى أيضا. لقد قام الأمريكان بقتل ضباط روس من قبل عبر تزويد المجموعات المسلحة عن أماكن الفرق السورية التي يتواجد فيها مستشارون روس، ونقول لقد بلغ السيل الذبى، وعلى الأمريكان أن ينسحبوا من الأرض السورية، لعدم جدواهم، وكل ما يتحدثون عنه بخصوص مكافحة الإرهاب هراء، فهم لم يكافحوا الإرهاب على الأرض السورية، فمثلا دمروا الرقة، والموصل مدمرة أيضا، فالأمريكان متواجدون هناك لحماية مخططهم الذي يهدف إلى تقسيم دول الشرق الأوسط.
وأكد دويدار أنه سيتم بناء الثقة بين السوريين في مؤتمر الحوار الوطني المزمع انعقاده في أواخر يناير\تشرين الثاني في سوتشي، ولكن لم تنته مهمة الروس في سوريا لأن روسيا مستمرة في محاربة جبهة النصرة، وسوف يتم القضاء على الإرهاب بكل أشكاله في سوريا، ونحن ندرك أن الولايات المتحدة لا زالت تدعم المجموعات المسلحة المصنفة إرهابية، وقد أصبحت الولايات المتحدة أمميا معزولة عن النشاط السياسي بعد كل ما قامت به من تصريحات وأفعال، ونحن في موسكو لا نريد أن تتحول الولايات المتحدة إلى دولة شر، بل نريد أن تغير الولايات المتحدة مسارها، وندعو واشنطن للتعاون.
بينما تحدث الخبير العسكري اللواء محمد عباس عن تدريب الولايات المتحدة لدواعش فارين من الرقة، وقال:
إن التسمية الحقيقية لهؤلاء الدواعش، إنها "جيوش أميريكا البديلة"، فلم تعد الولايات المتحدة ترسل قواتها إلى خارج الحدود في حروب الجيل الرابع، بل إنها تستخدم جيوش من الإرهابيين لتغيير الأنظمة، وتحاول تدمير المجتمعات من الداخل، وإن "داعش" هي صناعة ال"سي اي ايه"، وقد اعترف أردوغان بأن الولايات المتحدة هي من صنعت "داعش"، طبعا هذا ليس جديدا بل وحتى دونالد ترامب قال إن "داعش" هو إحدى منتجات أوباما، وهذا يعني أننا اليوم نواجه عدوا واضحا هو جيش أميريكا البديل، وعندما تمت هزيمة هذه التنظيمات المسلحة ك"داعش" أو "جبهة النصرة" أو "قسد" عسكريا كان لا بد من تبديل وجهها وتبديل زيها واستبداله بزي آخر وأسموه اليوم ب"قوات سوريا الجديدة"، وهم يستخدمون قاعدة التنف لأن تكون قاعدة إمداد لوجستي لهذه المجموعات وتوفر لها الحماية والرعاية والتغطية الجوية، ومنع القوات السورية الوصول إلى قاعدة التنف هو مؤشر واضح على أن الولايات المتحدة تستخدم هذه القاعدة للدعم اللوجستي لقواتها البديلة والتي هي "داعش" إحدى أدوات الولايات المتحدة في صناعة المشاكل وزعزعة الاستقرار في المنطقة، فأمريكا تقاتل بجيوش بديلة من أجل أن تحقق أهدافا جيواستراتيجية وجيوسياسية في المنطقة.
بينما قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إن القوات الجوية الروسية ستدعم الجيش السوري في حال تنامي نشاط الإرهابيين، مضيفا أنه "لهذا الغرض اتخذ القرار المبني على اتفاقية مع دمشق، حول القاعدتين الدائمتين للقوات المسلحة الروسية في طرطوس وحميميم.
وأجاب اللواء محمد عباس على سؤال ،كيف سيكون حال جبهة النصرة في سوريا في عام 2018، قائلا:
"جبهة النصرة" لا تختلف عن "داعش"، ستكون هناك معركة أخرى للجيش السوري في منطقة إدلب لتطهيرها من إرهابيي "جبهة النصرة" كما تم تطهير الميادين والبوكمال من "داعش"، نحن اليوم أمام تحد واضح، فالأميريكي يريد المناورة بهؤلاء المسلحين وينقلهم من مكان إلى آخر، كما يريد الاستمرار في زعزعة الاستقرار في سوريا، والاستمرار في إقامة الحرب وبؤر الاشتعال في هذه المنطقة لتحقيق أهداف جيواستراتيجية واضحة، ولكن معركة إدلب لا تختلف عن المعركة التي تم حسمها في بيت جن جنوب سوريا، وبالتالي تم تقويض المشروع الاسرائيلي، ومعركتنا مع "جبهة النصرة" لا تختلف على الإطلاق عن معركتنا مع "داعش"، إنها معركتنا في مواجهة جيوش أمريكية بديلة.
وأضاف فاليري غيراسيموف "لن نسمح بخروج المسلحين الأجانب من القتال أحياء ليغادروا إلى إفريقيا وأمريكا وآسيا وأوروبا. لن نتيح لهم ذلك".،
هكذا كانت رسائل وزارة الدفاع الروسية إلى الإرهابيين ورعاتهم قبل نهاية عام 2017.
إعداد وتقديم: نزار بوش