وأشار هنية إلى أن الهدف من ذلك عدم السماح للقاطرة الأمريكية بالوصول إلى مبتغاها، الأمر الذي يتطلب التحرك في مسارين سياسيين.
وأوضح هنية ملامح الاستراتيجية المقترحة، قائلاً إن المسار الأول يتركز على إنهاء التعويل بل موت عملية التسوية واعتباره موقفا قطعيا فلسطينيا وإقليميا، والثاني إنهاء كل أشكال ومحاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني وصولا للعمل الذي يجعل الاحتلال يدفع ثمن حماقاته وقراراته وخاصة عبر إغلاق جميع مساحات الإقليم أمامه وتحصين البيت الفلسطيني وتحقيق المصالحة بشكل عاجل.
واضاف هنية "منذ اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره الأهوج بنقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس المحتلة ظن قادة الاحتلال أن الطريق قد مهدت لتحقيق ما يعتبرونه الحسم التاريخي في المدينة المقدسة".
وتابع هنية "قادة الاحتلال يعتمدون على فائض القوة الناجم عن قرار ترامب إلى جانب انشغال المنطقة بالحرائق الذاتية المشتعلة في أقطار المنطقة الواقعة تحت استراتيجية نهش الجسد وانشغال كل طرف بهمومه الذاتية".
وأردف هنية "محاولات الاحتلال لتحقيق هذا الحسم جاءت عبر قرارات الليكود تارة أو عبر الكنيست تارة أخرى، حيث إن معركة القدس ومصيرها لا يحسمه الليكود أو الكنيست أو البيت الأبيض فهي منطقة حسمت هويتها العربية والإسلامية عبر التاريخ والدماء ولا يمكن لأي واقع طارئ أن يغير من حقيقتها".
وأضاف هنية "معركة القدس تحسمها شوارع وجبال وتلال وبيوت القدس وبقية الأرض الفلسطينية بما تحويه من إرادة ومقاومة وإصرار وحق قادر أن ينفي كل محاولات التزييف والإجبار والإكراه".
وأعلن ترامب، في السادس من كانون الأول/ديسمبر الجاري، اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقرر نقل سفارة الولايات المتحدة الأميركية إليها، وسط رفض وجدل دولي.
ومنتصف الشهر ذاته، استخدمت واشنطن استخدمت حق النقض "فيتو" في مجلس الأمن، ضد قرار عربي، يرفض الاعتراف بأي تغيير على حدود 4 حزيران/يونيو 1967، ويحظر على الدول إقامة بعثات دبلوماسية في القدس، إلا أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرته بوقت لاحق، بأغلبية 128 دولة مقابل 9 رافضين، وامتناع 9 آخرين.