تقرير- سبوتنيك. وقبل أن تصدر الخارجية المصرية بيانها عن التهديدات التركية، أمس الأربعاء، رد محافظ العاصمة المصرية ، القاهرة، عاطف عبد الحميد، الثلاثاء 6 فبراير/ شباط، بإعلان حذف اسم السلطان العثماني "سليم الأول" من أحد شوارع العاصمة، وشن حملة لتغيير أسماء الشوارع المسماة بأسماء ما وصفهم بـ"الغزاة".
ومن جانبه أرجع الدكتور محمد صبري أستاذ التاريخ المعاصر، الذي اعتمد محافظ القاهرة على دراساته في إصدار القرار، توقيت صدوره في الوقت الحالي إلى مرور 500 عام على الاحتلال العثماني المصري، موضحا لـ"سبوتنيك" أن أي اسم سلطان أو شخص قام باحتلال مصر لا يجب تخليده في شوارع القاهرة. مضيفا أنه بصدد إعداد دراسة تاريخية لمطالبة السلطة التنفيذية بتغيير أسماء كل الشوارع في جميع محافظات التي تحمل أسماء محتلين.
ولفت أستاذ التاريخ، لا يصح أن يستمر إطلاق اسم "نابليون بونابرت" على أحد شوارع مدينة طنطا بمنطقة الدلتا، أو "قمبيز" وهو اسم سلطان فارسي محتل، على أحد شوارع منطقة مصر الجديدة، وكذلك رموز الاحتلال الإنجليزي لمصر "كرومر" و" ألمبي"، وأوضح أنه لم يعد الدراسة بهدف سياسي، لأن مصر لا تستطيع تغيير المسميات التركية في شوارعها وميادينها، ولكن يمكنها على الأقل أن تبدأ بإزالة أسماء المحتلين أيا كانت انتماءاتهم.
في المقابل قال الكاتب حمدي أبو جليل مؤلف كتاب «القاهرة: شوارع وحكايات» لـ"سبوتنيك" إن القرار لا يخرج عن كونه مكايدة سياسية ضد تركيا، لافتا إلى وجود عشرات الشوارع والمساجد والآثار المسماة باسم ملوك ورجال الدولة العثمانية في مصر، لافتا إلى أن الحكم العثماني هو مرحلة مهمة في تاريخ مصر، ولا يمكن التعامل معها بهذه السهولة.
وضرب أبو جليل مثالا بجامع "الكخيا" الذي أنشئ في عهد الأمير عثمان كتخدا، الموجود بحي "الأزبكية" وسط القاهرة، وبميدان لاظوغلي " ثاني أشهر ميادين القاهرة بعد ميدان التحرير"، الذي سماه محمد علي باشا الذي حكم مصر في الفترة من 1805 حتى 1848، المعروف بـ"مؤسس الدولة الحديثة" على اسم نائبه محمد لاظوغلي رئيس وزراء مصر عام 1808.
واعتبر الكاتب المتتبع لتسمية الشوارع في مصر، قرار محافظ القاهرة مجرد رد فعل سياسي لن تتبعه إجراءات أخرى مماثلة، لافتا إلى أنه عقب ثورة 1952 قامت السلطة في مصر وقتها بإزالة تماثيل المنتمين لأسرة محمد علي في القاهرة، باستثناء تمثال إبراهيم باشا، أحد مؤسسي الجيش المصري، ومع ذلك استمرت من وقتها وحتى الآن باقي المسميات التركية للشوارع والمساجد والميادين.
ولجأت تركيا نفسها إلى استخدام أسماء الشوارع كعقوبة سياسية، في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، خلال مرحلة توتر مع الإمارات على خلفية الحديث عن تاريخ الحرب العالمية الأولى ودور الجنرال العثماني، فخر الدين باشا، الذي كان يتولى قيادة القوات العثمانية في المدينة المنورة.
ورفضت أنقرة انتقادات موجهة للضابط الراحل تتعلق بالظروف الإنسانية الصعبة التي شهدتها المدينة خلال الحرب، وردت بإطلاق اسمه قبل أسابيع على الشارع الذي تقع فيه السفارة الإماراتية في أنقرة، كما أعادت تسمية المنطقة برمتها باسم "جادة المُدافع عن المدينة المنورة".