قامت إسرائيل بتنفيذ اعتداءات جديدة على سورية في منطقة الكسوة بالقرب من العاصمة دمشق، وجاءت هذه الاعتداءات بعد حوالي ساعة من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني، تلا ذلك حسب الوارد تحشيدات عسكرية سورية على الحدود في منطقة الجولان السوري المحتل وقابلتها تحركات واستعدادات عسكرية إسرائيلية وفتح الملاجئ في المستوطنات الإسرائيلية بعد الحديث عن رد سوري، قد يتبعه رد أوسع محتمل.
تفاصيل هذا الاعتداء وحقيقة الأهداف التي رمت إسرائيل إلى قصفها؟
أهمية الأهداف التي قصفتها إسرائيل وهل حققتتها؟
حجم الخسائر المادية والبشرية جراء هذا الاعتداء؟
إلى أي حد استطاعت وسائط الدفاع الجوي السوري صد الصواريخ الإسرائيلية؟
من أين تم إطلاق الصواريخ تحديداً وماهي أنواعها؟
هل ردت سورية فعلاً بقصف إسرائيل وماهي الأهداف التي قصفتها، ولماذا لم تعلن عن ذلك؟
إلى أي حد وصل التوتر وماهي احتمالات نشوب حرب يتم الحديث عنها حالياً بشكل واسع؟
انعكاس هذه المستجدات بشكلها على المسار السياسي في سورية؟
بهذا الصدد يقول الخبير العسكري الاستراتيجي اللواء أحمد رضا شريقي:
"في الحقيقة الدافع لهذا الاعتداء وغيره من الاعتداءات هو انتصارات محور المقاومة السياسية والميدانية في سورية ولبنان والعراق ، أي إنتصار يجعل المعسكر الصهيوأمريكي إعرابي يجعله يقوم بإجراءات ويقوم ببعض الأفعال التي لاتمت إلى الأصول بأي صلة ، وخاصة مايتعلق منها بالعلاقات الدولية ، والتي لايقبلها العقل والضمير ولا المنطق ، القيادة السورية تعمل على تحديد إتجاه هذه الصواريخ وأعتقد أن هذه الصواريخ جاءت من جهة الجولان السوري المحتل ، ويمكن أن تكون صواريخ أرض أرض أو جو أرض، هذا الموضوع لم يعلن عنه بعد لأن للقوات العربية السورية أهدافها من عدم الإعلان عن مصادر هذه الصواريخ كي يكون الرد في المستقبل يتناسب مع الواقع الذي تعرفونه ، والرد دائما يكون عقلاني ويكون رد في الوقت المناسب ، أما حول الحديث عن رد سوري فوري يوم أمس فحتى الآن لم نستطع أن نعلم بأنه كان هناك رداً سورياً على هذا الإعتداء ، وسورية تحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب وبالطريقة التي تراها مناسبة".
وأردف اللواء شريقي
"لايمكن أن يكون هذا القصف إلا من الجانب الإسرائيلي لأنه هو الذي يستهدف القوات العربية السورية والقوات الرديفة والصديقة وخاصة الخبراء الإيرانيين الذين يعملون على مساعدة الجيش العربي السوري في مكافحة الإرهاب ، وهذه الضربات لايمكن أن تاتي من أي طرف آخر إلا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية من عادتها أن تعلن عن هذه الإعتداءات ، في حين العدو الإسرائيلي يخفي ويحاول أن يتلطى خلف أحداث أخرى ، وعندما تأتي هذه الضربة مباشرة بعد أن قام الرئيس الأمريكي بنقض الإتفاق النووي مع إيران فهذا يدل بشكل مباشر على أنه يريد أن يعبر عن فرحته وعن إمكانية توجيه الضربات لأي هدف على الأراضي السورية ، وذلك بغية جر الولايات المتحدة الأمريكية إلى معركة أو إلى حرب في المنطقة بقصد الإساءة للمنطقة بشكل عام وخاصة للجانب السوري وحلفائه ".
و أشار اللواء شريقي إلى أنه
"يجب أن نتذكر دائما أن الجانب الروسي عندما يعلن أنه سلّم أو سيسلّم القوات المسلّحة السورية صواريخ اس 300 أو 400اس أو ماشابه فهذا يعني أنه قد يكون فعل ذلك قبل الإعلان ، وبالتالي في هذه الحالة الصديق الروسي قد حمّل أعباء هذا الرد للجانب السوري حتى لايصتدم مع الأمريكي أو الإسرائيلي ، بالفعل القوات العربية السورية هي التي أسقطت هذه االصواريخ وكانت الدفاعات الجوية السورية فعالة بما تعنيه الكلمة ، ولكن الأشلاء التي تتطاير عن الصواريخ يمكن أن توقع خسائر كالحرائق وماشابه ، والخسائر البشرية كما ذكرت الأخبار هناك شخص أو شخصين وقعا ضحية هذا العدوان ".
وأضاف اللواء شريقي
"موضوع الحرب بالمعنى الحرفي للكلمة هو مستبعد إلى حد ما، لأن الجانبين لا يرغبان بمثل هذه الحرب والجانب السوري وحلفاؤه أعتقد أن الوقت ليس وقت الحرب مع العدو الإسرائيلي لأن لدينا مهام أهم بكثير من الحرب مع إسرائيل ويجب أن يكون الجيش العربي السوري داخليا بوضع صحيح كي يستطيع أن يعمل على مستوى الحرب، الحرب مع الإسرائيلي حرب وجود وأساسية لأنها إن وقعت ستكون قوية جداً وسيكون لها تأثيرها على كل المنطقة، ويمكن أن تتحول إلى حرب إقليمية، لذا لابد من استقرار الوضع في سورية بشكل عام والقضاء على المجاميع الإرهابية، والجيش العربي السوري بشكل عام بات مستعد لأية حرب، ولكن الظرف والتوقيت يجب أن يكونا مناسبين بشكل يتناسب مع الواقع الجيوسياسي في المنطقة".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق…
إعداد وتقديم نواف إبراهيم
