أفادت وسائل إعلام عراقية، بأن القوات الأمريكية شرعت في إنشاء قاعدة عسكرية جديدة شمالي البلاد قرب الحدود السورية.
من جانبه، نفى قائد عمليات نينوى في الجيش العراقي، اللواء نجم الجبوري، في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط"، الأنباء عن إقامة قاعدة أمريكية جديدة في المنطقة، مشددا على أنها عارية عن الصحة.
وكانت تقارير أمريكية تتحدث عن مخاوف إسرائيلية من قيام قوات إيرانية في السيطرة على قمة جبل سنجار الذي يعد أقرب نقطة للحدود الإسرائيلية من داخل الأراضي العراقية، حيث لا يفصل بينهما سوى 500 ميل، فهل أخذت الإدارة الأمريكية هذه المخاوف على محمل الجد؟
برنامج "أين الحقيقة" على أثير راديو "سبوتنيك" استضاف المستشار العميد ضياء الوكيل، حيث قال الوكيل عن هذا الموضوع للبرنامج:
"يجب النظر أولا إلى ما يجري في المنطقة من زاوية أوسع، فالمنطقة تمر الآن في أزمة تتشابك فيها مصائر أمم وشعوب، وترتهن بها قضايا السلم والحرب، وتتصارع فيها قوى متنافسة ومتناقضة، بعضها قوى عظمى والأخرى إقليمية، وهي تتصارع على جوائز استراتيجية لا مثيل لها في التاريخ. فالأزمة المتفاقمة الآن تحتوي على مواجهة أمريكية إيرانية، والتي هي ترجمة لتعارض المصالح وصراع النفوذ، وإن الولايات المتحدة تعتقد أن في المنطقة وفي العالم بشكل عام، توجد قوى طامحة تكاد أن تكون قد مدت يدها إلى "المناطق المحرمة" من وجهة النظر الأمريكية، أي أنها تحاول المساس بالمصالح الحيوية للولايات المتحدة. والأمريكان لا يقبلون الخسارة في منطقة الشرق الأوسط، لأسباب تتعلق بالدولة العميقة التي تمثلها شركات البترول العملاقة ومعامل ووكالات ومصانع السلاح الكبرى داخل الولايات المتحدة، وكذلك مؤسسات النقد والمال، وهذه بمجموعها لا تقبل في أن تخسر الولايات المتحدة أو تنسحب من المنطقة، وإيران هي الأخرى لاتريد أن تتخلى عن المكاسب التي حققتها، لذلك يتوقع أن يتصاعد الصراع، والذي من ضمنه الحرب النفسية والإعلامية، وسوف نستمع إلى الكثير من الأخبار عن وجود قواعد عسكرية ومزاعم وجود قوات إيرانية أو مستشارين إيرانيين أو وجود قوات روسية في المنطقة أو قواعد أمريكية، وجميع هذه المزاعم لا تنتمي إلى الواقع الحقيقي الموجود على الأرض."
وأضاف الوكيل، "رغم أن عينها على المنطقة، إلا أن الولايات المتحدة لا ترغب في الانخراط في الصراعات القائمة وهي تعتبر أن المنطقة عالقة في أفخاخ التاريخ وأصبحت منطقة وحول ومستنقعات من الدماء والفشل، لذلك هي لا تريد أن تكون طرفا في الصراع، وبنفس الوقت تعمل على تطبيق استراتيجية الانكماش الاستراتيجي بالاعتماد على القوى المحلية، كما يحصل في شرق سوريا عبر دعمها قوات سوريا الديمقراطية، وهي أيضا تستعمل إسرائيل كعصا غليظة تهوي بها على ظهر كل من يحاول أن يرفع رأسه في مواجهة المخططات الأمريكية في المنطقة."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون