وحول الوضع الراهن وعملية تسليم السلطة للمعتصمين، وموقف الأحزاب والمشهد السياسي المقبل، وخطورة الفوضى أو الاستحواذ من جانب فصيل سياسي وإقصاء الآخرين، أجرت "سبوتنيك" المقابلة التالية مع السياسي والبرلماني، ونائب الأمين العام لحزب "المؤتمر الشعبي" الدكتور بشير آدم رحمة.
- إلى أين تتجه الأمور في السودان بعد تزايد حشود المعتصمين أمام القيادة العامة للقوات المسلحة؟
- المجلس العسكري الانتقالي حدد عامين فقط. هل هذا هو طرح تجمع المهنيين ولماذا إطالة المدة؟
المجلس العسكري حدد عامين كحد أقصى للفترة الانتقالية وهناك أحزاب تتحدث عن عام واحد فقد، في حين يطرح تجمع المهنيين والحرية والتغيير 4 سنوات فترة انتقالية، ويهدف الحزب الشيوعي الذي يقود الحراك من إطالة المدة، حتى يتمكن من محو كل أثر للنظام القديم في كل مؤسسات الدولة، لأن الحزب الشيوعي ليس لدية قاعدة شعبية على الأرض تجعله ينجح في أي انتخابات حرة ونزيهة.
- هل هناك تعارض في التوجهات بين المجلس العسكري وقوى المهنيين والحرية والتغيير؟
النظرة الإقصائية من جانب تجمع المهنيين تتعارض بالفعل مع ما طرحه المجلس العسكري الانتقالي، الذي دعا كل القوى السياسية ما عدا المؤتمر الوطني "الحاكم خلال الفترة السابقة حتى 10 أبريل 2019، فهو معزول خلال الفترة الانتقالية، وطلب من باقي القوى السياسية أن تقدم مقترحاتها فشكل وهيكل الحكومة وفي مجلس الوزراء والمجلس النيابي وذلك من خلال المقترحات أو الترشيح، وبعد ذلك يقوم بالاجتماع مع كل القوى السياسية للاتفاق على أسماء رئيس الوزراء والوزراء والمجلس النيابي، وهذا يتعارض كليا مع نظرة الحزب الشيوعي وتجمع المهنيين الذي هو صنيعة الحزب الشيوعي أيضا.
- وفقا لتلك الرؤية، هناك مخاوف كبيرة على النسيج الداخلي للبلاد؟
التخوف الآن من الحشود التي جاءت من الولايات، خارج الخرطوم، بأن تقوم تلك الحشود باقتحام القيادة العامة للجيش، وإذا حدث هذا سيكون هناك دم في السودان، لأن تلك الحشود لم تأت من أجل النزهة، ومن يحشدون يعلمون جيدا كيف يقومون بتوجيهها، فلو تم توجيه تلك الحشود لاقتحام القيادة العامة ستكون "كارثة".
- كيف ستكون هناك كارثة نتيجة الاقتحام. أليست القيادة العامة منشأة حكومية؟
- ما هي الولايات التي يتم جلب الحشود منها؟
يتم جلب الحشود كما شاهدنا، حيث وصلت الحشود من ولاية عطبرة والقطارف ومدني وغيرها، ولا استبعد حشودا أيضا من المناطق، التي بها أزمات، لأن قوى الحرية والتغيير لها تنسيق خلال تلك الفترة مع ياسر عرمان وهو أحد قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان، وأيضا اللواء محمد المصطفى أحمد يوسف، الذي يتزعم الآن تجمع المهنيين وهو أستاذ في جامعة الخرطوم كان أيضا من عناصر الحركة الشعبية التابعة للراحل "جون قرنق" في جنوب السودان، وكان أيضا وزير في حكومة الإنقاذ، وهو من ساعد في انفصال الجنوب، وهؤلاء لديهم ثارات قديمة مع الجيش السوداني الذي كانوا يحاربونه ودعو إلى تحطيمه لبناء السودان الجديد.
- الحرية والتغيير كما هو معلوم للجميع تضم أطيافا سياسية وحزبية ومستقلين ومهنيين… كيف يمكننا تصدير أن حزب واحد ليس له قاعدة يمكنه قيادة الجميع؟
أولا أنا نائب للأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، أقول لك أن المؤتمر الشعبي لم يوقع على بيان الحرية والتغيير ولسنا أعضاء فيه، أما حزب الأمة فهو عضو ووقع على إعلان الحرية والتغيير رغم أن الصادق المهدي له رأي مختلف وحزب المؤتمر السوداني أيضا له رأي مختلف، لكن القيادة الآن بيد الحزب الشيوعي.
كما قلنا إن قيادة الاعتصامات الآن بيد الحزب الشيوعي، وأمريكا والاتحاد الأفريقي يطالبان المجلس العسكري بتسليم السلطة للمدنيين، إلى من يسلم المجلس العسكري السلطة، وفي حال تسليمها للحزب الشيوعي هناك قوى سياسية كبيرة جدا لن تقبل بذلك وسوف تكون هناك حرب أهلية في السودان، بينما تسليمها للمدنيين من جميع القوى السياسية مجتمعة يمكن أن يكون مقبولا.
- تجمع المهنيين يطالب بإقصاء كل من شارك في حكومة البشير؟
كما قلنا الحزب الشيوعي، هو الذي يقود الشارع الآن وإن اختلفت المسميات، ومطالبتهم بإقصاء كل من شارك، من الأولى تطبيقها على أنفسهم، لأن محمد المصطفى، أحد قيادات الاعتصام تربطه صلة قرابة بالبشير وشغل أحد الوزارات في عصره، ومعروف أنه شيوعي، والآن يقود تجمع المهنيين من أجل استلام السلطة، وهذه قمة التناقضات. نعم المجلس العسكري يريد التسليم للمدنيين ولكن باتفاق.
- ما هي رؤية المؤتمر الشعبي فيما يدور على الساحة السياسية؟
نحن كمؤتمر شعبي طرحنا أن يكون هناك مؤتمر لكل القوى السياسية ولا يتم عزل أو إقصاء أحد سوى المؤتمر الوطني الذي كان يحكم البلاد، وذلك خلال الفترة الانتقالية، وتكوين حكومة مدنية من من أشخاص مستقلين ذوي كفاءة خلال المرحلة الانتقالية التي يتم الاتفاق على مدتها.
أجرى الحوار/ أحمد عبد الوهاب