"أخذت إجازة أمومة لأن زوجتي تكسب مرتبا أكبر بعملها الوظيفي وهذا من مصلحة العائلة. طبعا هذا لم يخيفن: لقد أوليت اهتماما كبيرا بالأطفال، أما الأقارب والأهل فكانوا يقدمون لنا الدعم. أحاول الآن أن أجمع بين عملي ومنزلي بنفس الوقت ولكن هذا لا ينجح بشكل جيد لأنه يستغرق الكثير من الوقت وألاقي فيه صعوبة كبيرة، بعد إجازة الأمومة أصبحت أقدّر كثيرا هؤلاء النساء اللواتي يربين أطفالهن، إنها مهمة صعبة للغاية".
الحفاظ بشكل تقليدي على توزيع العمل
لم يحظ هذا الاتجاه بعد بشعبية في جميع أنحاء البلاد كما يتصور المرء. يقول المحلل السياسي والعضو في المجلس العام للوكالة الاتحادية لشؤون الشباب ، نيكولاي كالميكوف، أن الغالبية العظمى من الأسر الروسية لا تزال تحافظ على التقسيم التقليدي للمسؤوليات العائلية، وبنفس الوقت تذهب المرأة في إجازة أمومة، لكن حسب الخبير ، ستزداد حالات الآباء الذين سيمضون إجازات الأمومة، ويتبع بهذا الصدد قائلا: "على الرغم من تزايد اجازات الأمومة للاباء، لا يزال مجتمعنا في الغالب يلتزم المواقف التقليدية بشأن هذه المسألة، أي أن النساء يتحملن مسؤولية تربية الأطفال أكثر من الرجال، وكقاعدة عامة، يذهب الآباء في إجازة أمومة إما لأسباب صحية أو عندما تكون مهنة زوجاتهم أفضل بكثير، ولكن تبقى هذه حالات فردية لها ظروفها الخاصة، وأضاف كالميكوف: لا يجب أن ننظر بتعجب واستغراب الى الآباء الذين يمضون اجازات الأمومة".
من سيكون الأفضل بالنسبة للطفل؟
عادة تعتبر رعاية الأم الأفضل للطفل خلافا لعناية الأب، ولكن لاريسا أوفتشارينكو، الأستاذة في العلوم النفسية تقول أن الأطفال يشعرون بنفس القدر من الحس مع كل من أمهاتهم وآبائهم، وأضافت أن الشيء الرئيسي هو أن يحظى الأطفال بالرعاية والاهتمام، وتابعت تقول: "عموما الطفل لا يهمه من سيكون بجواره أكثر، أمه أم أبيه، الشيء الرئيسي هو أن يكون أحدهما إلى جانبه وبهذه الطريقة ينمو بصحة أكثر وسعادة، وهذا سوف يلعب دورا مهما للغاية عندما يكبر".