وفي اليوم نفسه طلب البرلمان العراقي من الحكومة إنهاء وجود كل القوات الأجنبية في البلاد.
وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات اقتصادية على العراق إذا قررت بغداد طرد الجنود الأمريكيين البالغ عددهم 5200 جندي.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن "جميع" القادة العراقيين أبلغوه في مجالس خاصة بأنهم يؤيدون الوجود العسكري الأمريكي في بلدهم، على الرغم من المطالبات العلنية بخروج الجنود الأمريكيين من العراق.
على صعيد متصل، أعلن وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أن الحكومة العراقية تؤيد بقاء جنود ألمان على أرضها ضمن التحالف الذي يقاتل تنظيم "داعش" (تنظيم إرهابي محظور في روسيا). بعدما أعلن الجيش الألماني في 7 يناير/ كانون الثاني سحب جزء من جنوده المنتشرين في العراق لمهمات تدريب، ونقلهم إلى الأردن والكويت، بسبب التوتر في المنطقة.
من جانبه نفى فاضل أبو رغيف الخبير الأمني العراقي من بغداد دقة ما قالته "نيويرك تايمز" من أن هناك استئنافاً للعمليات العسكرية الأمريكية حتى اللحظة، مشيرا إلى أن قرارا مثل هذا لا يجرؤ أحد من الساسة على أخذه، لأن الفصائل ترفض قرارا مثل هذا وهي المتحكمة تماما في قرار مثل هذا.
وأضاف أبو رغيف أن العقوبات التي هدد بها ترامب في مقابل إجلاء القوات الأمريكية، عاد ليتراجع عنها مرة أخرى، لذا فلو حدثت فسيتحمل مسؤوليتها من طالب بإنهاء الاتفاقية الأمنية الموقعة عام 2008 مع واشنطن.
وأشار أبو رغيف إلى أن موقف العراقيين من رحيل القوات الأمريكية يختلف عن الموقف من القوات الألمانية لأن العراق لا يتحسس من قوات "الناتو" ويحتاجها للدعم التقني والتدريبي.
أما صادق الطائي، الكاتب والمحلل السياسي العراقي من لندن، فقال:
"إن المطالبات العراقية السياسية والشعبية برحيل القوات اأامريكية كانت زوبعة في فنجان، لأنه حتى الآن لا يوجد ما يشير إلى رحيل القوات الأمريكية".
وأضاف الطائي أن "موقف العراق من القوات غير الأمريكية، موقف مرحب و يمكن تفسيره بالصراع الدائر بين طهران وواشنطن على أرض العراق؛ فالقوات غير الأمريكية ليست طرفا في هذا الصراع، مشيرا إلى أن الأطراف الموالية لإيران داخل العراق تحاول ان تكسب ورقة على حساب أمريكا".
وفي السياق ذاته، قال خبير الشأن الأمريكي إميل أمين من القاهرة:
إن الصراع الأمريكي الإيراني على أرض العراق لم ينته ولن ينتهي، لأن إيران تفكر ليس كدولة بقدر ما تفكر كثورة، لافتاً إلى أن قرار رحيل الأمريكيين عن العراق ليس قرارا عراقيا شعبيا أو سياسيا وإنما هو قرار أمريكي بالدرجة الأولى والأخيرة.
المزيد من التفاصيل في حلقة الليلة من برنامج "بوضوح"...
إعداد وتقديم: خالد عبد الجبار