كان من بين توجهات عمل العلماء خلال الحرب الوطنية العظمى، حل المشاكل ذات الأهمية الدفاعية، والبحث عن معدات الدفاع وتصميمها، والمساعدة العلمية للصناعة، وتعبئة المواد الخام للبلاد.
يذكر التاريخ أعمال العالمة زيناييدة ييرمولييفا التي لا تقدر بثمن، فهي الشخص وراء إنقاذ حياة جنود الجيش الأحمر، فقد تمكنت من وقف تفشي الكوليرا وحمى التيفوئيد بين القوات السوفيتية خلال معركة ستالينغراد في عام 1942، كما لعبت دورًا مهمًا في انتصار الجيش الأحمر في تلك المعركة الاستراتيجية.
تطوير المضاد الحيوي "البنسلين"
المهمة الأخرى التي وقفت أمام زيناييدة هي إنتاج المضاد الحيوي، البنسلين في البلاد، وقد تمكنت من تنفيذها عام 1943 حيث بدأ الإنتاج الضخم للمضاد الحيوي السوفيتي، "كروستوزين"، ما أدى إلى انخفاض معدل وفيات الجرحى والمرضى بنسبة 80 في المئة. بالإضافة إلى ذلك، وبفضل إدخال الدواء الجديد، تمكن الأطباء من تقليل عدد عمليات البتر بمقدار الربع، مما سمح لعدد كبير من الجنود بتجنب الإعاقة والعودة إلى الخدمة.
وحصل بنسلين العالمة على اعتراف دولي، فقد أثبت أن فعاليته أقوى بمرة ونصف من فعالية البنسلين الإنجليزي الذي تم ابتكاره في ظروف المختبرات المجهزة بكل شيء ضروري.
القضاء على الألغام النازية وزيادة إنتاج الدبابات
والأمر الثاني الذي واجهه العلماء هو تحدي الألغام المغناطيسية التي وضعها النازيون عند مخارج القواعد البحرية السوفيتية لتدمير السفن.
وبفضل أبحاث معهد لينينغراد للفيزياء، تم إنشاء طرق فعالة لحماية السفن في أغسطس/ آب 1941، وحماية الجزء الأكبر من سفن الأسطول السوفيتي.
من جهته طور عالم المعادن الشهير أندريه بوشفار، سبيكة خفيفة جديدة، سيلومين الزنك، التي استخدمت لتصنيع محركات المعدات العسكرية.
ولعب اللحام الكهربائي الجديد دورًا أساسيًا في زيادة عدد الآلات المنتجة. حيث قدم يوجين باتون مساهمة كبيرة في إنشائه. بفضل عمله، ظهرت طريقة اللحام القوسي، مما جعل من الممكن زيادة معدل إنتاج الدبابات بعشرات المرات.
العثور على حقل نفط
اضطر العلماء الجيولوجيون للبحث عن مصادر جديدة للطاقة بعدما احتلت ألمانية الفاشية جزءا كبيرا من الأراضي السوفيتية فاقترح الأكاديمي أندريه تروفيميوك مبدأ جديدًا للبحث عن النفط، على عكس النظريات الجيولوجية السائدة في ذلك الوقت. وبفضل هذا تم العثور على حقل نفط في منطقة باشكورستان.
إنتاج الأكسجين السائل
وزادت الحاجة إلى إنتاج الأكسجين السائل من الهواء خلال الحرب لصناعة المتفجرات ويرتبط حل هذه المشكلة في المقام الأول باسم الفيزيائي المتميز بيوتر كابيتسا، الذي قاد البحث. وطور تركيب الأكسجين التوربيني في عام 1942.
تعد قائمة الإنجازات البارزة للعلماء السوفييت خلال سنوات الحرب ضخمة. وأشار رئيس أكاديمية العلوم في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية، سيرغي فافيلوف، إلى أن إحدى الحسابات الفاشية الخاطئة العديدة التي أدت إلى فشل الحملة ضد الاتحاد السوفيتي كانت الاستخفاف بالعلم السوفيتي من قبل النازيين.
