وقال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، إن حزب الله بدأ التفكير في العودة من سوريا، مطالبًا بضرورة دعم اللبنانيين لهذا القرار.
وطرح البعض تساؤلات بشأن إمكانية انسحاب الحزب من سوريا، ضمن تفاهمات إيمانويل ماكرون، ومدى تأثير الأمر على الصراع في سوريا.
تصريحات باسيل
وقال باسيل خلال كلمة له: "مبادرتنا بشقّها السياسي تتضمّن موضوع تحييد لبنان ومناقشته على طاولة الحوار، وبشقها الاقتصادي تتضمّن تسريع ملف استخراج الغاز والنفط بالبر والبحر وترسيم الحدود البرية والبحرية"، في إشارة إلى ما أُطلق عليها اسم "مبادرة التيار الخلاصية".
وأضاف وزير الخارجية اللبناني الأسبق: "موضوع الحياد بمفهومنا هو موضوع إيجابي للبنان، ولكنّه بحاجة إلى حوار وتفاهم داخلي واحتضان إقليمي ورعاية دولية وتسريع الاتفاق على التحييد، لأن طاقة اللبنانيين على تحمّل تبعات مشاكل الغير وصلت لحدّها الأقصى".
وتابع باسيل قائلا: "اللبنانيون مرتبطون بقرار دولي هو القرار 1701 وليسوا مستعدّين ولا يريدون أن يصبح لبنان منطلقا للعمليّات الفدائيّة وإعادة تحويله إلى ساحة لتصفية الحسابات الخارجية"، وانتقد ما جرى خلال زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، إلى لبنان".
وضع إقليمي
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "هناك مستجدات في الوضع السوري، هناك لاعب سوري متحكم في زمام الأمور، ولاعب إيراني، وتدخل إسرائيلي وأمريكي وتركي، وانسحاب حزب الله إذا تم سيكون وفق الأجندة الإيرانية في المنطقة ولا يتعلق بالداخل اللبناني".
وتابع: "ربما يكون هناك تسوية قيد الطبخ في المنطقة، ربما تتضمن انسحاب حزب الله من سوريا، أو ربما إشارة من إيران كبادرة حسن نية بعد العقوبات الأمريكية، وهذا الموضوع يتعلق بالوضع الإقليمي وليس بالوضع الداخلي اللبناني".
وأكد أن "رغم ذلك، فإن الأمر ينعكس على الوضع الداخلي اللبناني، لأنه في حال انسحب حزب الله من سوريا، سيسهل هذا تعاطيه مع الغرب والمبادرة الفرنسية".
من جانبه قال المحلل السياسي السوري، وعضو الوفد الحكومي السابق المفاوض في جنيف الدكتور أسامة دنورة، إن "وجود حزب الله في سوريا كان مرتبطا منذ البداية بضرورات مكافحة الإرهاب، وحماية المناطق الحدودية اللبنانية من تنظيمي "داعش" والنصرة الإرهابيين".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الدولة السورية ومصادر حزب الله أكدت أكثر من مرة أن هذا الوجود مرتبط بحالة الضرورة تلك، أما في حالة انتفاء هذه الضرورة فلا ريب، حيث إن اعتبارات المواجهة المحتملة مع أي عدوان إسرائيلي على لبنان تتطلب تجميع أكبر قدر من الإمكانات العددية والتسليحية لدى حزب الله على الأرض اللبنانية".
وتابع: "ما يحدد بقاء الحزب من عدمه هو قرار يتخذ بناء على معطيات عملية محاربة الإرهاب والاعتبارات الخاصة بالمحور المعادي للإرهاب، وليس بناءً على أية ضغوط إقليمية أو دولية أخرى، وإن كان
وأكد أن "الحزب في هذه الحالة قد ينظر إلى التجاوب النسبي والمدروس مع مبادرة ماكرون على أنه سلوك يستهدف سد الذرائع الغربية وإغلاق مساحة التمايز، الذي قد يكون ظاهريا ما بين الموقفين الفرنسي والأمريكي، وبالتالي يضع حقيقة الأجندة الفرنسية ونواياها المستقبلية على المحك".
ومضى قائلًا: "وجود قوات الحزب على الأراضي السورية يبدو بمثابة ورقة قوة في مواجهة تل أبيب وواشنطن وانخراطهما المتزايد في دعم الإرهاب، ومن هنا فإن هذه الورقة يجب أن تنفق في إطار تسويات تتيح التخلص من الاحتلال الأمريكي والعدوان الإسرائيلي حسبما يرى البعض، فهذه الورقة عامل قوة بيد سوريا وروسيا، أما زوالها فلا يتيح لوحده إسقاط ذريعة الاحتلال الأمريكي والعدوان الإسرائيلي طالما أن ذلك لم يترافق مع سقوط الذريعة الإسرائيلية الأخرى المتعلقة بما تطلق عليه تل أبيب الوجود الإيراني على الأراضي السورية".