عمان تتوسط في محادثات غير معلنة بين التحالف بقيادة السعودية وحركة «أنصار الله» وملامح اتفاق
قالت عدة مصادر إن هناك محادثات غير معلنة بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة «أنصار الله» الحوثية بوساطة عمانية للوصول إلى وضع شروط لاتفاق سلام لإنهاء الحرب في اليمن.
ويتمحور الحديث حول على خطوات لرفع الحصار عن الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون ومطار صنعاء مقابل تعهد الجماعة بإجراء محادثات للتوصل إلى هدنة.
وتعهد عبد الملك الحوثي لوفد عماني زار صنعاء هذا الشهر بخوض مناقشات لوقف إطلاق النار فور رفع الحصار وذلك تماشيا مع أحدث اقتراح من مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيث.
وقالت المصادر إن الرياض منفتحة على اتفاق لكنها "ستحتاج إلى بعض الضمانات الإضافية من عمان وإيران"، ولكل منهما علاقات وثيقة مع الحوثيين.
وقال المحلل السياسي ،عبد الحفيظ الحطامي في حديثه لراديو «سبوتنيك»:
«إن هناك جهودا دولية من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة عبر مبعوثها إضافة إلى عمان التي تبذل جهودا كبيرة كان آخرها وصول وفد عماني لصنعاء ولقائه بزعيم جماعة «أنصار الله» الذي اشترط رفع الحصار عن ميناء الحديدة وفتح مطار صنعاء كحسن نية، مضيفا أن المملكة العربية السعودية أبدت قدرا من المرونة وطالبت بضمانات حقيقية لعدم اطلاق الصواريخ».
وأوضح ،الحطامي، أن «التخوف من قبل السعودية وأيضا الحكومة الشرعية بأنه في حالة فتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء بدون أي خطوات من الطرف الآخر فإن ذلك قد يؤدي لدخول المزيد من الأسلحة، كما أعرب عن اعتقاده أن الوضع سيبقي مفتوحا وأن هذه الجهود ستؤول إلى الفشل كبقية الجهود السابقة حيث لا تستطيع أي من الكيانات الوطنية المتعددة اتخاذ قرار مستقل الأمر الذي يزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في اليمن».
السعودية ترسل أول سفير لقطر بعد المقاطعة فهل تفتح الطريق أمام البقية؟
قالت وكالة الأنباء القطرية إن وزير الخارجية استقبل سفير السعودية الجديد لدى الدوحة، وهو أول سفير تعيده الدول العربية التي اتفقت على إنهاء خلاف مع قطر في وقت سابق هذا العام.
كانت السعودية والإمارات ومصر والبحرين اتفقت في يناير/ كانون الثاني على إنهاء المقاطعة التي فُرضت على قطر في منتصف عام 2017 واستعادة العلاقات السياسية والتجارية وروابط السفر مع الدوحة. وأخذت الرياض زمام المبادرة بين الدول الأربع في إعادة العلاقات.
وتحركت الرياض والقاهرة لإعادة بناء العلاقات مع الدوحة بوتيرة أسرع من الإمارات من خلال محادثات ثنائية، منذ الاتفاق المدعوم من الولايات المتحدة، لكن جميعها باستثناء البحرين أعادت العلاقات التجارية وروابط السفر مع الدوحة.
وفي حديثه لـ «عالم سبوتنيك» قال دكتور فهد المكراد الباحث السياسي وأستاذ العلاقات الدولية في الكويت:
«إنه لا شك أن عودة العلاقات السعودية القطرية شيء طبيعي بعد المحادثات، وكذلك - نفس الشيء - سوف تعود العلاقات أيضا مع مصر والإمارات وكل الدول المقاطعة سابقا لقطر، وسوف تعود هذه العلاقات كما كانت في ظل الصورة الأشمل لعودة العلاقات الطبيعية بين هذه الدول بلا شك».
وأضاف المكراد أنه «لا يعتقد أن التقارب بين مصر والسعودية وقطر يختلف عنه مع البحرين والإمارات ولكن قد يكون هناك بعض الجفاء أو وقفة النفس كما تسمى في الخليج بين الأشقاء. مع ذلك، وفي حقيقة الأمر، فإن العلاقات سوف تعود كعلاقات دبلوماسية طبيعية وإن كان هناك بعض التحفظات خصوصا من قبل البحرين إلا أنها أساسا علاقات طبيعية في الواقع. كما أوضح المكراد أن «الخلاف الإيراني الخليجي هو المحرك الرئيسي فالبرنامج النووي لإيران لا شك أنه يلقي بظلاله على دول الخليج وبالتالي وحدتها في مواجهة اعتقادها بالخطر الذي يأتي من الضفة الشرقية ضد دول الخليج وهو ما ينعكس سلبا على دول الخليج لذلك تتحد هذه الدول لمواجهة الخطر النووي الذي يحدق بها».
أول تصريحات الرئيس الإيراني الجديد تخطب ود الجيران وتتمسك بالقوة الصاروخية
أيد الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي المحادثات بين إيران والقوى الكبرى لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، لكنه رفض بوضوح الاجتماع مع الرئيس الأمريكي جو بايدن حتى لو رفعت واشنطن جميع العقوبات.
وفي أول مؤتمر صحفي يعقده منذ انتخابه ، قال رئيسي، وهو أحد المحافظين في بلاده، إن الأولوية في السياسة الخارجية لبلاده ستكون لتحسين العلاقات مع دول الجوار في الخليج، ودعا السعودية إلى وقف التدخل في اليمن على الفور.
وقال رئيسي، مؤكدا موقف المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، "أنشطة إيران في المنطقة وبرنامج الصواريخ الباليستية غير قابلة للتفاوض".
وقال الخبير بالشؤون الإيرانية محمد شمص:
«إن السياسات الإيرانية ثابتة لأنها ترسم في مطبخ القرار الإيراني الذي يشرف عليه المرشد الأعلى للثورة الإسلامية إضافة إلي مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية. وبالتالي، فإن هناك ثوابت في السياسة الخارجية الإيرانية سواء على مستوي العلاقة مع دول الجوار العربية أو مع الغرب والولايات المتحدة الأمريكية وتابع "إن الرئيس المنتخب يختلف عن سابقيه في أنه منسجم إلى حد كبير مع المرشد الأعلى للثورة الإسلامية"، مؤكدا أن الرئيس المنتخب سيتمسك أكثر بالحوار مع دول الجوار العربية».
وحول العلاقة مع الغرب والولايات المتحدة أوضح، شمص، أن الرئيس الإيراني أكد أنه متمسك ببنود الاتفاق النووي وأن هناك موقف إيراني واضح - هو إزالة العقوبات وعندها يمكن لإيران وللجميع أن يعودوا إلى الاتفاق النووي. كما أعرب عن اعتقاده أن «القرار اتخذ من الجانبين الإيراني والسعودي لإعادة العلاقات الدبلوماسية لكن آليات التنفيذ بحاجة إلى وقت لتهيئتها».
للمزيد من التفاصيل والأخبار تابعوا «عالم سبوتنيك»…
