السفير الروسي بدمشق: لم نفعل في أوكرانيا ما فعلته الولايات المتحدة بالرقة والباغوز
17:43 GMT 24.03.2022 (تم التحديث: 08:14 GMT 25.03.2022)
© Sputnik . Mohammad Damour
تابعنا عبر
قال السفير الروسي في سوريا ألكسندر يفيموف: "نحن لن نترك سوريا بدون مساعدة وسنستمر في تقديم المساعدة لها في جميع المجالات.
وخلال لقاء مشترك مع نائب وزير الخارجية السوري بشار الجعفري تحت عنوان: "الحرب الأوكرانية وتداعياتها على سوريا والمنطقة" أوضح السفير يفيموف أن "هدف العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا تهدف إلى تحرير أوكرانيا من النازية وأن تكون حيادية وأن تعترف باستقلال جمهوريات شبه جزيرة القرم ولوغانسك ودونيتسك".
وحول السبب في طول مدة العملية العسكرية الروسية قال: "إننا لا نشن هجمات على المواقع المدنية بل نستهدف فقط البنية التحتية العسكرية في أوكرانيا فيما يقوم النازيون الجدد والقوميون المتطرفون باستخدام السكان المدنيين كدروع بشرية ولا يسمحون لهم بالخروج من مناطقهم عبر الممرات الإنسانية التي أنشأتها القوات الروسية" مضيفاً أن "النازيين الجدد في أوكرانيا يستخدمون نفس الأساليب التي اتبعها الإرهابيون في سوريا".
وأضاف يفيموف: نحن نهتم بالسكان المدنيين ودائما نقوم بضربات دقيقة على مواقع البنية التحتية العسكرية فقط فيما يقوم القوميون النازيون في أوكرانيا بإطلاق النار من الأسلحة الثقيلة على المواقع المدنية في لوغانسك ودونيتسك ويستهدفون السكان المدنيين بشكل مقصود، وتم فرض عقوبات لا سابق لها على روسيا ويحاولون حصارها وجمدوا الأموال الروسية لديهم لكن هذه العقوبات ستسمح لنا أن نكون أقوى مثلما حدث مع سوريا".
وأردف قائلاً: "نحن نحرص على حياة كل مواطن أوكراني أما القوميون المتطرفون فيطلقون النار على كل من يحاول الخروج من المناطق الأوكرانية عبر الممرات الإنسانية، وكان من الممكن أن نقوم بالعملية العسكرية بوتيرة أسرع كما فعلت الولايات المتحدة في الرقة والباغوز (بلدة بريف دير الزور شرقي سوريا دمرها الجيش الأمريكي بالكامل فوق ساكنيها) حيث دمرت كل شيء هناك لكن هذا ليس أسلوبنا" مضيفاً: "هم يصادرون أموال المواطنين الروس في دولهم دون أي شرعية ويطردون الطلاب الروس من جامعاتهم وكذلك الفنانين الذين يعملون في المجال الثقافي في أوربا".
السفير الروسي بدمشق ألكسندر يفيموف خلال لقاء خاص مع اتحاد الكتاب العرب في دمشق، سوريا 24 مارس 2022
© Sputnik . Mohammad Damour
وأشار يفيموف إلى أن الازمة في أوكرانيا بدأت منذ انقلاب عام 2014 عندما جاء المتطرفون الأوكرانيون الى السلطة ومنعوا كل أشكال العلاقات مع روسيا مضيفا أن "السكان الروس في جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك رفضوا الخضوع لهذه السياسات من قبل القوميين المتطرفين الذين ارتكبوا مذابح بحق سكان دونباس على مدى 8 سنوات" وقال: "جئنا إلى أوكرانيا لنحررها من النازيين الجدد والقوميين المتطرفين وليس لدينا نية لاحتلالها".
وأوضح السفير الروسي بدمشق أن الجانب الأوكراني استخدم الأسلحة الثقيلة للهجوم على سكان جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك وكان لديه خطة للهجوم على شبه جزيرة القرم التي هي أرض روسية مشيراً إلى أن "العملية العسكرية الروسية الخاصة كشفت وجود عدد كبير من المختبرات البيولوجية في أوكرانيا كانت تستخدم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لإنتاج الأسلحة البيولوجية بهدف استخدامها ضد روسيا ولذلك لم يكن لدينا خيار آخر غير العملية العسكرية".
وقال يفيموف: "لقد دخلنا تاريخاً وعهداً جديداً ستزول منه الهيمنة الأمريكية على العالم وسنعمل لكي ينتهي عهد عملة الدولار كعملة عالمية، وقد قرر الرئيس بوتين بيع الغاز الروسي بالعملة الوطنية (الروبل) مما أحدث هستيريا لدى دول الغرب، واليوم أمامنا الفرص والإمكانيات بشكل أكبر فكل شيء أصبح واضحاً وجميع الأطراف أظهرت وجوهها الحقيقية".
بدوره أشار نائب وزير الخارجية السوري بشار الجعفري إلى أن "المخاوف الروسية مبررة ليس فقط من توسع الناتو شرقاً أو إدخال السلاح الغربي إلى أوكرانيا؛ فهناك مخاوف تتعلق بالوجود الروسي في المنطقة ككل" وقال: "أمامنا فرصة تاريخية لا ينبغي أن تضيع لتصحيح التاريخ السياسي كما قال الرئيس بشار الأسد ونحن في سوريا لسنا حياديين من الأزمة في أوكرانيا، فأمن روسيا من أمن سوريا وهكذا ننظر إلى علاقتنا التحالفية معها".
وأضاف الجعفري: "روسيا اكتشفت اليوم حلفاء حقيقيين يقفون معها في السراء والضراء ليس من باب المصلحة وإنما من باب القناعة، وقد وقفت روسيا معنا 11 عاماً وقاتلت معنا واستشهد العديد من الضباط والجنود الروس في سوريا ولذلك نحن في خندق واحد".
وحول انعكاسات الحرب الأوكرانية على المنطقة قال الجعفري: "الانعكاسات ستكون مباشرة بالربح والخسارة ونحن شركاء لروسيا في هذه المواجهة مع الغرب الذي أساء إلينا كثيراً، والذي لم يتورع عن إنشاء /44/ مخبر سري لإجراء الاختبارات الجرثومية ولإنتاج الأسلحة البيولوجية، مضيفاً أن "الحرب الأوكرانية أظهرت من يعمل وفق المبادئ ومن يعمل "بزنس" في السياسة، وكشفت من يقف مع روسيا ومن يقف ضدها وكشفت عورات المجتمع الدولي والأسرة الدولية".
وأضاف الجعفري: "نحن مستفيدون من الأزمة الأوكرانية سياسيا وسترتد علينا إيجابيا من الناحية السياسية وسلبا من الناحية الاقتصادية، والعالم كله متضرر من هذه الأزمة وأكثر المتضررين هم من فرضوا العقوبات على روسيا وعلى أنفسهم عمليا".
وحضر اللقاء الذي دعا إليه اتحاد الكتاب العرب حشد كبير من السياسيين والمفكرين ورجال الدين السوريين وممثلي ومراسلي وسائل الإعلام السورية والعربية والدولية.
9 فبراير 2022, 12:36 GMT
