https://sputnikarabic.ae/20220911/نقاد-ومخرجون-يتحدثون-لـسبوتنيك-عن-السينما-السعودية-وإشكالية-الهوية-1067590674.html
نقاد ومخرجون يتحدثون لـ"سبوتنيك" عن السينما السعودية وإشكالية "الهوية"
نقاد ومخرجون يتحدثون لـ"سبوتنيك" عن السينما السعودية وإشكالية "الهوية"
سبوتنيك عربي
يطرح سؤال "الهوية" على الساحة الفنية السعودية، خاصة فيما يرتبط بالسينما، إشكالات عدة، في ظل تباين الآراء بشأن ما قدم حتى الآن. 11.09.2022, سبوتنيك عربي
2022-09-11T13:30+0000
2022-09-11T13:30+0000
2022-09-11T13:30+0000
السعودية
تقارير سبوتنيك
https://cdn1.img.sputnikarabic.ae/img/101736/94/1017369485_0:0:3641:2048_1920x0_80_0_0_8aa8f9946948c793d1b31df46fcb8198.jpg
البحث عن الهوية في الأعمال السينمائية يطرح بشكل أكبر من الفنون الأخرى، خاصة أن بعض عوامل نجاحها دائما ما ترتبط بالجمهور وأذواقه، في حين أن أعظم الأعمال التي قدمت وعاشت في وجدان الجمهور هي ما ارتبطت ببيئته وعكست واقعه.رقم حضور السينما السعودية منذ خمسينيات القرن الماضي مع أول عمل سينمائي "الذباب"، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت طفرة كبيرة على مستوى الإنتاج وأعداد الأعمال والمشاركات الدولية.تتباين الآراء حول امتلاك السينما السعودية لهويتها، أو أنها في طور البحث عن الهوية، لكن بعض النقاد يشيرون إلى مؤشرات غير إيجابية تتمثل في تأثر بعض الكتاب أو المخرجين بالأعمال الهوليوودية، الأمر الذي يمكن أن ينعكس على طول الفترة التي تحتاجها السينما السعودية لتعبر عن هويتها.إن التأكيد على فكرة مواكبة انشغالات المتلقي الفنية، يعني البحث في ما يصوغ مسارات التحولات الاجتماعية والهموم الإنسانية في حبكة قوية متينة قادرة على أن تخلد في الذاكرة وتصبح علامة فارقة ومميزة في سماء الفن السابع.ومثل هذا الهدف قد لا يتحقق، إذا ما بقيت السينما بعيدة عن النصوص القيمة التي صنعت مجدها، والتي استطاعت أن تجعل من الأعمال الأدبية العالمية المسرحية والقصصية معينًا لا ينضب لأفلامها، حسب ما تشير الدكتورة فايزة يخلف، في كتاباتها عن السينما العربية وإشكالية الكتابة للشاشة.خطوات أولىحول واقع السينما السعودية في الوقت الراهن، تقول المخرجة السعودية هناء العمير، إن السينما السعودية قدمت حتى الآن عدة أفلام تتراوح ما بين الفنية والتجارية، وإنها تحاول أن تتلمس خطاها بشكل أكبر، مع تطور الدعم والمهرجانات ووجود صالات السينما، وتزايد أعدادها بشكل مستمر.وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك"، أن المساعي والمحاولات تهدف للتعبير عن البيئة السعودية بأشكال مختلفة، وأن بعض التجارب تميزت في تقديم هذه البيئة مثل فيلم: "حد الطار" وفيلم "آخر زيارة" وفيلم "شمس المعارف" وبلوغ وقوارير" إضافة لتجارب أخرى مميزة.مرآة المجتمعوترى أن بعض الأفلام سعت لأن تكرس المدينة وملامحها كأفلام محمود صباغ وفيلم "رولم" لعبدالإله القرشي، متابعة: "العديد من الأفلام الطويلة التي يتم تصويرها حالياً، أعتقد أنها حاولت التعبير عن البيئة السعودية في مراحل زمنية مختلفة بشكل كبير".ولفتت إلى أن معظم المخرجين والمخرجات سعوا بدأب إلى أن يعبروا عن المجتمع بأشكال وأساليب مختلفة. موضحة أن ذلك يعود لرغبة صناع الأفلام بالمملكة رؤية أنفسهم ومدنهم وقضاياهم وتفاصيل حياتهم على شاشة السينما، وهو ما انعكس في حضور المجتمع وتفاصيله في معظم الأفلام.واستطردت العمير: "أعتقد أن السينما السعودية في مرحلة البحث عن هوية، فهي لازالت سينما ناشئة ولازالت الصناعة في طور التأسيس".في الإطار قال الناقد السعودي محمد العباس، إن ما قدمته السينما السعودية حتى الآن على درجة من التواضع، بسبب حداثة التجربة، ولكونها ناشئة ضمن ظرف تاريخي معروف.خبرة غير كافيةويرى في حديثه لـ"سبوتنيك" أنه لا وجود لذلك الفيلم الذي يجسد التاريخ الوجداني ويضع السينما السعودية في دائرة الضوء، مع انعدام الخبرة، وعدم وجود كفاءات عارفة بصناعة السينما، وكذلك التبعثر في سينما التجريب والسينما الشعرية، حسب قوله.وأوضح أنها تظل في دائرة الارتجال ومحاولة الحضور، من خلال اجتهادات قد تؤدي في نهاية المطاف إلى نصاب سينمائي، خصوصًا بعد توفر الدعم المؤسساتي لصناعة الأفلام، ووجود فضاء اجتماعي مرحب ومشجع لمجمل التجارب والمحاولات السينمائية.بشأن التجارب التي حملت بعض ملامح المجتمع السعودي، يوضح العباس، أن بعض الأفلام القليلة جدًا عبرت عن البيئة السعودية، وأن هذا العدد الضئيل يعكس التشوش الحاصل في اهتمامات صُناع الأفلام.يشير العباس إلى أن الانصراف عن الواقعية الاجتماعية، مردها تأثر الجيل السينمائي بالنمط الهوليوودي، ومحاولة تقليد الآخر الغربي، باعتباره مرجعية فنية وموضوعية. موضحا أن السبب يعود إلى كون بعض صناع الأفلام قد تربوا على أفلام "الأكشن" والخيال العلمي وسينما الإبهار، التي شكلت مرجعية ضاغطة.العزوف عن المحليةولفت إلى وجود حالة من العزوف لدى صناع الأفلام عن اشتقاق موضوعات أفلامهم من الروايات ذات المرجعية المحلية، بالنظر إلى حالة الاعتداد بالنفس التي يعاني منها معظمهم، وأنهم يؤلفون ويخرجون وينتجون وأحيانًا يمثلون، ولذلك تخرج تلك الأفلام في نهاية المطاف وكأنها مفرغة من روح المكان وبيئية العمل، حسب قوله.بعض الأعمال يشير إليها الناقد السعودي باعتبارها مرآة المجتمع السعودي هي: وجدة، "بركة يقابل بركة، حد الطار، جوي، عايش وغيرها" إذ تعتبر وثيقة الصلة بالواقع، وتعكس جوانب تفصيلية لحياة الإنسان في السعودية ضمن مراحل مختلفة.كما تقدم الأفلام التي أشار إليها العباس المكان بصدقية تعزز من قدرتها على تمثيل الواقع الاجتماعي.تتسم المرحلة السينمائية الحالية بالتباين الكبير بين ما يقدم على الساحة، وهو ما يتكرر معه سؤال الهوية الذي يطرح مبكرا، ربما خوفا من الانسياق وراء هويات أخرى وتجاهل الهوية المحلية.يشير الناقد السعودي إلى أن السينما السعودية لم تمتلك حتى الآن هويتها أو خطابها الفني الخاص، وأنها بلا أسئلة جوهرية ولا مقترحات جمالية، إذ تعاني من الضعف بالدرجة الأولى على مستوى الموضوعات أو السيناريوهات، وأنها أكبر معضلة تعاني منها السينما السعودية سواء على المستوى الفني أو الموضوعاتي، وبالتالي على المستوى الهوياتي.وشدد على أن السينما السعودية لا يمكنها أن ترسم ملامح هويتها من دون اكتسابها لشخصيتها الموضوعية.الانفصال عن الواقعوتوقع أنها تعاني طويلًا بسبب ازدراء صناع السينما للأعمال الأدبية، أو ربما عدم قدرتهم على امتصاص رحيق تلك الأعمال وتحويلها إلى سيناريوهات، تعزز أركان الهوية السينمائية.وبحسب العباس فإن أحد أهم العوامل السلبية يتمثل في حالة من الانفصال ما بين صناع السينما والواقع، الأمر الذي يعطل بناء هوية سينمائية وثيقة الصلة بالمكان والإنسان السعودي.خطوات نحو الهويةفيما أكدت الفنانة السعودية سماح زيدان، أن الانفتاح الحاصل فيما يتعلق بالسينما والتلفزيون يقود إلى البحث عن الهوية حتى وإن استغرق الأمر بعض السنوات.وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك"، أن تنوع الأفلام والتجارب والمحاولات في البدايات تكون متعددة، لكن ما يترك أثره لدى الجمهور هو ما سيبقى ومعه تبدأ عملية تحديد الهوية، خاصة أن الجمهور يتعلق ويرتبط بشكل أكبر بالأعمال التي تمس واقعه.ولفتت إلى أن بعض الأعمال حملت ملامح الواقع السعودي المعاش، وبعضها لا يرتبط بالواقع السعودي، لكن بعض الأعمال التي فازت بجوائر في المهرجانات الدولية تعبر عن الواقع السعودي، وهو ما يؤكد أن السير نحو امتلاك السينما السعودية هويتها يتم حتى وإن كان بخطوات بطيئة.مراحل النموفيما قالت المخرجة السعودية هاجر النعيم، إن الحكم على السينما السعودية في مراحل النمو المبكرة غير ممكن، لكنها في تقدم مستمر ووتيرة ثابتة.وترى أن الإنتاج السعودي ما زال في محاولات وتجارب جيدة بعضها يمثل المجتمع بشكل جزئي، وأن عدة أعمال نجحت في الوصول إلى شرائحها المستهدفة.البحث عن الهويةوأضافت في حديثه لـ"سبوتنيك" أن "بعض الأعمال السينمائية والتلفزيونية لديها من العناصر التي تمثل المجتمع السعودي، ولا أود ذكر أعمال معينة بالتحديد كون لا يوجد عمل متكامل باعتباره مرآة للمجتمع السعودي".وترى أن العمل الفني لا يتقيد بكونه مرآة للمجتمع، بقدر أن يكون حقيقيا عندما تراه، وأن الأفلام والمسلسلات تختلف في تركيبتها عن الأعمال الوثائقية التي من واجبها نقل الحقيقة كما هي.بشأن سؤال الهوية وما قدمته السينما السعودية حتى الآن، تابعت النعيم: "كل سينما تكتسب هويتها من صناع الأفلام المحليين وأصواتهم، وباعتبار السينما السعودية هي وليدة السنوات القليلة الأخيرة، ونظرا إلى تنوع الأصوات والمدارس في المملكة، أعتقد أن السينما السعودية ستكون ذات هوية مختلفة، مازالت تتشكل بتجارب صناع الأفلام".تباين في الآراءفيما يرى المخرج السينمائي حيدر سمير في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن السينما السعودية قدمت للسينما الكثير، وأصبحت منافسا قويا للسينما في الخليج والعالم العربي.ولفت إلى أن بعض الأفلام التي أنتجت حتى الآن تعبر عن البيئة السعودية منها "قرقيعان، حد الطار". مشيرا إلى أن السينما السعودية امتلكت الهوية بالفعل، في ظل الحاجة إلى التنوع بما يتماشى مع ذائقة الجمهور.وصلت دور العرض في المملكة منذ انطلاقها في أبريل/نيسان 2018 إلى 56 داراً تضم 518 شاشة في 20 مدينة وعرض فيها أكثر من 1000 فيلم.
https://sputnikarabic.ae/20210411/-السعودية-تدعم-صناع-السينما-المحليين-بتخفض-أسعار-تذاكر-الأفلام-الوطنية-1048650734.html
السعودية
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
2022
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
السعودية, تقارير سبوتنيك
نقاد ومخرجون يتحدثون لـ"سبوتنيك" عن السينما السعودية وإشكالية "الهوية"
يطرح سؤال "الهوية" على الساحة الفنية السعودية، خاصة فيما يرتبط بالسينما، إشكالات عدة، في ظل تباين الآراء بشأن ما قدم حتى الآن.
البحث عن الهوية في الأعمال السينمائية يطرح بشكل أكبر من الفنون الأخرى، خاصة أن بعض عوامل نجاحها دائما ما ترتبط بالجمهور وأذواقه، في حين أن أعظم الأعمال التي قدمت وعاشت في وجدان الجمهور هي ما ارتبطت ببيئته وعكست واقعه.
رقم حضور السينما السعودية منذ خمسينيات القرن الماضي مع أول عمل سينمائي "الذباب"، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت طفرة كبيرة على مستوى الإنتاج وأعداد الأعمال والمشاركات الدولية.
تتباين الآراء حول امتلاك السينما السعودية لهويتها، أو أنها في طور البحث عن الهوية، لكن بعض النقاد يشيرون إلى مؤشرات غير إيجابية تتمثل في تأثر بعض الكتاب أو المخرجين بالأعمال الهوليوودية، الأمر الذي يمكن أن ينعكس على طول الفترة التي تحتاجها السينما السعودية لتعبر عن هويتها.
إن التأكيد على فكرة مواكبة انشغالات المتلقي الفنية، يعني البحث في ما يصوغ مسارات التحولات الاجتماعية والهموم الإنسانية في حبكة قوية متينة قادرة على أن تخلد في الذاكرة وتصبح علامة فارقة ومميزة في سماء الفن السابع.
ومثل هذا الهدف قد لا يتحقق، إذا ما بقيت السينما بعيدة عن النصوص القيمة التي صنعت مجدها، والتي استطاعت أن تجعل من الأعمال الأدبية العالمية المسرحية والقصصية معينًا لا ينضب لأفلامها، حسب ما تشير الدكتورة فايزة يخلف، في كتاباتها عن السينما العربية وإشكالية الكتابة للشاشة.
حول واقع السينما السعودية في الوقت الراهن، تقول المخرجة السعودية هناء العمير، إن السينما السعودية قدمت حتى الآن عدة أفلام تتراوح ما بين الفنية والتجارية، وإنها تحاول أن تتلمس خطاها بشكل أكبر، مع تطور الدعم والمهرجانات ووجود صالات السينما، وتزايد أعدادها بشكل مستمر.
وأضافت في حديثها لـ"
سبوتنيك"، أن المساعي والمحاولات تهدف للتعبير عن البيئة السعودية بأشكال مختلفة، وأن بعض التجارب تميزت في تقديم هذه البيئة مثل فيلم: "حد الطار" وفيلم "آخر زيارة" وفيلم "شمس المعارف" وبلوغ وقوارير" إضافة لتجارب أخرى مميزة.
وترى أن بعض الأفلام سعت لأن تكرس المدينة وملامحها كأفلام محمود صباغ وفيلم "رولم" لعبدالإله القرشي، متابعة: "العديد من الأفلام الطويلة التي يتم تصويرها حالياً، أعتقد أنها حاولت التعبير عن البيئة السعودية في مراحل زمنية مختلفة بشكل كبير".
ولفتت إلى أن معظم المخرجين والمخرجات سعوا بدأب إلى أن يعبروا عن المجتمع بأشكال وأساليب مختلفة. موضحة أن ذلك يعود لرغبة صناع الأفلام بالمملكة رؤية أنفسهم ومدنهم وقضاياهم وتفاصيل حياتهم على شاشة السينما، وهو ما انعكس في حضور المجتمع وتفاصيله في معظم الأفلام.
واستطردت العمير: "أعتقد أن السينما السعودية في مرحلة البحث عن هوية، فهي لازالت سينما ناشئة ولازالت الصناعة في طور التأسيس".
في الإطار قال الناقد السعودي محمد العباس، إن ما قدمته السينما السعودية حتى الآن على درجة من التواضع، بسبب حداثة التجربة، ولكونها ناشئة ضمن ظرف تاريخي معروف.
ويرى في حديثه لـ"
سبوتنيك" أنه لا وجود لذلك الفيلم الذي يجسد التاريخ الوجداني ويضع السينما السعودية في دائرة الضوء، مع انعدام الخبرة، وعدم وجود كفاءات عارفة بصناعة السينما، وكذلك التبعثر في سينما التجريب والسينما الشعرية، حسب قوله.
وأوضح أنها تظل في دائرة الارتجال ومحاولة الحضور، من خلال اجتهادات قد تؤدي في نهاية المطاف إلى نصاب سينمائي، خصوصًا بعد توفر الدعم المؤسساتي لصناعة الأفلام، ووجود فضاء اجتماعي مرحب ومشجع لمجمل التجارب والمحاولات السينمائية.
بشأن التجارب التي حملت بعض ملامح المجتمع السعودي، يوضح العباس، أن بعض الأفلام القليلة جدًا عبرت عن البيئة السعودية، وأن هذا العدد الضئيل يعكس التشوش الحاصل في اهتمامات صُناع الأفلام.
يشير العباس إلى أن الانصراف عن الواقعية الاجتماعية، مردها تأثر الجيل السينمائي بالنمط الهوليوودي، ومحاولة تقليد الآخر الغربي، باعتباره مرجعية فنية وموضوعية. موضحا أن السبب يعود إلى كون بعض صناع الأفلام قد تربوا على أفلام "الأكشن" والخيال العلمي وسينما الإبهار، التي شكلت مرجعية ضاغطة.
ولفت إلى وجود حالة من العزوف لدى صناع الأفلام عن اشتقاق موضوعات أفلامهم من الروايات ذات المرجعية المحلية، بالنظر إلى حالة الاعتداد بالنفس التي يعاني منها معظمهم، وأنهم يؤلفون ويخرجون وينتجون وأحيانًا يمثلون، ولذلك تخرج تلك الأفلام في نهاية المطاف وكأنها مفرغة من روح المكان وبيئية العمل، حسب قوله.
بعض الأعمال يشير إليها الناقد السعودي باعتبارها مرآة المجتمع السعودي هي: وجدة، "بركة يقابل بركة، حد الطار، جوي، عايش وغيرها" إذ تعتبر وثيقة الصلة بالواقع، وتعكس جوانب تفصيلية لحياة الإنسان في السعودية ضمن مراحل مختلفة.
كما تقدم الأفلام التي أشار إليها العباس المكان بصدقية تعزز من قدرتها على تمثيل الواقع الاجتماعي.
تتسم المرحلة السينمائية الحالية بالتباين الكبير بين ما يقدم على الساحة، وهو ما يتكرر معه سؤال الهوية الذي يطرح مبكرا، ربما خوفا من الانسياق وراء هويات أخرى وتجاهل الهوية المحلية.
يشير الناقد السعودي إلى أن السينما السعودية لم تمتلك حتى الآن هويتها أو خطابها الفني الخاص، وأنها بلا أسئلة جوهرية ولا مقترحات جمالية، إذ تعاني من الضعف بالدرجة الأولى على مستوى الموضوعات أو السيناريوهات، وأنها أكبر معضلة تعاني منها السينما السعودية سواء على المستوى الفني أو الموضوعاتي، وبالتالي على المستوى الهوياتي.
وشدد على أن السينما السعودية لا يمكنها أن ترسم ملامح هويتها من دون اكتسابها لشخصيتها الموضوعية.
وتوقع أنها تعاني طويلًا بسبب ازدراء صناع السينما للأعمال الأدبية، أو ربما عدم قدرتهم على امتصاص رحيق تلك الأعمال وتحويلها إلى سيناريوهات، تعزز أركان الهوية السينمائية.
وبحسب العباس فإن أحد أهم العوامل السلبية يتمثل في حالة من الانفصال ما بين صناع السينما والواقع، الأمر الذي يعطل بناء هوية سينمائية وثيقة الصلة بالمكان والإنسان السعودي.
فيما أكدت الفنانة السعودية سماح زيدان، أن الانفتاح الحاصل فيما يتعلق بالسينما والتلفزيون يقود إلى البحث عن الهوية حتى وإن استغرق الأمر بعض السنوات.
وأضافت في حديثها لـ"
سبوتنيك"، أن تنوع الأفلام والتجارب والمحاولات في البدايات تكون متعددة، لكن ما يترك أثره لدى الجمهور هو ما سيبقى ومعه تبدأ عملية تحديد الهوية، خاصة أن الجمهور يتعلق ويرتبط بشكل أكبر بالأعمال التي تمس واقعه.
ولفتت إلى أن بعض الأعمال حملت ملامح الواقع السعودي المعاش، وبعضها لا يرتبط بالواقع السعودي، لكن بعض الأعمال التي فازت بجوائر في المهرجانات الدولية تعبر عن الواقع السعودي، وهو ما يؤكد أن السير نحو امتلاك السينما السعودية هويتها يتم حتى وإن كان بخطوات بطيئة.
فيما قالت المخرجة السعودية هاجر النعيم، إن الحكم على السينما السعودية في مراحل النمو المبكرة غير ممكن، لكنها في تقدم مستمر ووتيرة ثابتة.
وترى أن الإنتاج السعودي ما زال في محاولات وتجارب جيدة بعضها يمثل المجتمع بشكل جزئي، وأن عدة أعمال نجحت في الوصول إلى شرائحها المستهدفة.
وأضافت في حديثه لـ"
سبوتنيك" أن "بعض الأعمال السينمائية والتلفزيونية لديها من العناصر التي تمثل المجتمع السعودي، ولا أود ذكر أعمال معينة بالتحديد كون لا يوجد عمل متكامل باعتباره مرآة للمجتمع السعودي".
وترى أن العمل الفني لا يتقيد بكونه مرآة للمجتمع، بقدر أن يكون حقيقيا عندما تراه، وأن الأفلام والمسلسلات تختلف في تركيبتها عن الأعمال الوثائقية التي من واجبها نقل الحقيقة كما هي.
بشأن سؤال الهوية وما قدمته السينما السعودية حتى الآن، تابعت النعيم: "كل سينما تكتسب هويتها من صناع الأفلام المحليين وأصواتهم، وباعتبار السينما السعودية هي وليدة السنوات القليلة الأخيرة، ونظرا إلى تنوع الأصوات والمدارس في المملكة، أعتقد أن السينما السعودية ستكون ذات هوية مختلفة، مازالت تتشكل بتجارب صناع الأفلام".
فيما يرى المخرج السينمائي حيدر سمير في حديثه لـ"
سبوتنيك"، أن السينما السعودية قدمت للسينما الكثير، وأصبحت منافسا قويا للسينما في الخليج والعالم العربي.
ولفت إلى أن بعض الأفلام التي أنتجت حتى الآن تعبر عن البيئة السعودية منها "قرقيعان، حد الطار". مشيرا إلى أن السينما السعودية امتلكت الهوية بالفعل، في ظل الحاجة إلى التنوع بما يتماشى مع ذائقة الجمهور.
وصلت دور العرض في المملكة منذ انطلاقها في أبريل/نيسان 2018 إلى 56 داراً تضم 518 شاشة في 20 مدينة وعرض فيها أكثر من 1000 فيلم.
