مهرجان للعسل في دمشق بمشاركة نحالي سوريا ولبنان والأردن... صور
© Sputnik . Muhammad Alnajm
تابعنا عبر
أطلق اتحاد النحالين العرب الدورة الرابعة من مهرجان العسل السوري بمشاركة 50 شركة متخصصة في تربية النحل وإنتاج العسل الطبيعي من سوريا ولبنان والأردن.
وتأتي إقامة هذا المهرجان السنوي في ظل تعافي قطاع تربية النحل السوري بعد سنوات الحرب التي أدت إلى تضرر هذا القطاع الحيوي بشكل كبير بعد أن حققت سوريا زيادة في عدد خلايا النحل وصل إلى أكثر من 700 ألف خلية في عام 2010 وبنسبة تقترب من 1% من نحل العالم، وأنتجت حينها /3200/ طن من العسل، وهي نسبة كبيرة إذا ما قيست مساحة البلاد التي لا تتجاوز الـ 185 ألف كيلومترا مربعا، بمساحة اليابسة التي تقارب 150 مليون كيلومتر مربع.
قطنا: تنوع المراعي رفع جودة عسل النحل السوري
وأشار وزير الزراعة السوري المهندس محمد حسان قطنا الذي افتتح المهرجان في مدينة تشرين الرياضية في دمشق في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، إلى أن "مهرجان العسل السوري هو فرصة للترويج لقطاع تربية النحل عربياً ودولياً لتطوير النمط الغذائي العربي صحيا، وتخفيف الأعباء الصحية".
أهم ما يميز تربية النحل في سوريا هو تميز مراعي التغذية وتعددها وتنوعها بما يرفع من جودة عسل النحل السوري وتميزه على المستويين المحلي والدولي.
مهرجان للعسل في دمشق بمشاركة (نحلات) سوريا ولبنان والأردن
© Sputnik . Muhammad Alnajm
ولفت الوزير قطنا إلى ضرورة الاستفادة من التقنيات الحديثة اللازمة لمساعدة النحالين للتعريف بأفضل المناطق لتغذية النحل لضمان إنتاجية أعلى لخلايا النحل والعمل لإعداد خريطة بالمراعي الطبيعية للنباتات الرحيقية والنحلية بمختلف المحافظات السورية لمساعدة المربين على معرفة أماكن وجودها والوقت اللازم للانتقال إليها ومعرفة القدرة النباتية على استيعاب عدد محدد من الخلايا بالتعاون مع الوحدات الإرشادية التابعة لوزارة الزراعة".
ونجحت سوريا في إعادة ترميم قطاع تربية النحل مجددًا بعد نحو 12 عامًا من الحرب التي دمرت نحو 630 ألف خلية نحل كانت تملكها البلاد، وأوقفت عمل أكثر من 30 ألف نحال.
وأخيرا، شهد قطاع تربية النحل انتعاشه من جديد كما زاد إنتاج سوريا من العسل الطبيعي بعد عودة النحالين إلى مناطقهم واستئناف العمل في هذا القطاع، بعد عودة الاستقرار إلى مجمل الأرياف السورية فيما بدأت حركة التصدير تبصر النور مجددا.
دعبول: النحالون العرب يكافحون’’الفاروا’’ في سوريا
بدوره أوضح رئيس فرع سوريا لاتحاد النحالين العرب في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، أن "مهرجان العسل السوري لهذا العام يضم 50 مشاركاً من مختلف المحافظات السورية ونحالين مشاركين من لبنان والأردن ومن المقرر أن يقوم وفد عراقي بزيارة المعرض خلال هذا الأسبوع، وتتميز الدورة الحالية من المهرجان بازدياد حجم ونوعية المعروضات، فهناك شركات متخصصة في موضوع سلامة منتج النحل وخطوط إنتاج وتعبئة العسل التي لا تمسها الأيدي، وهناك حرص من هذه الشركات على الفوز بجائزة أفضل عسل وأفضل جناح".
وحول طريقة تحكيم مسابقة أفضل عسل سوري والغاية منها، قال: "في كل مهرجان عسل لدينا ثلاث مناح نعمل عليها وهي مسابقة أفضل عسل ومسابقة أفضل جناح مشارك وتكريم أكبر نحال، بالنسبة لمسابقة أفضل عسل حرص المشاركون على تقديم أفضل عينات العسل بهدف الفوز الذي يمنحه حافزاً أكبر نحو العملية التسويقية وسمعة حسنة لمنتجاته في السوق وحسب العرف المتداول عالمياً بمسابقات العسل بالمنظمة الدولية لتربية النحل "الابيمونديا".
وأضاف: "سنلجأ إلى أسلوبين الأول يتمثل بالتحليل الكيميائي لجهة مركبات النحل من خلال "إنزيم دياستيز" ونسبة الرطوبة ونسبة الغلوكوز والفركتوز والمالتوز والسكروز وHMF (هيدروكسي ميثيل فورفورال)، حيث يعطي التحليل الكيميائي مؤشرات عن عينة العسل وهويته، وسنعتمد على آلية التذوق من خلال تقييم الناحية الفيزيائية لقوام وطعم ولون ونكهة العسل ثم نجمع العلامتين لمنح العلامة النهائية للمتسابق، ويتم تصنيف الفائزين الأول والثاني والثالث، وقد تم أخذ عينات من كل المشاركين وتم إرسال العينات إلى مخابر التحليل الكيميائي وستعلن النتائج في اليوم الأخير من المهرجان".
اتحاد النحالين العرب أطلق، في آذار/مارس الماضي، مشروعًا استراتيجيًا لمكافحة آفة ’’الفاروا’’ يهدف إلى تأهيل مربين مبتدئين جدد في قطاع النحل بمختلف المحافظات السورية بهدف تشجيعهم على دخول سوق العمل.
وأوضح دعبول أن "اتحاد النحالين العرب يسعى لإيجاد خريطة تسهل عمل للنحالين من خلال مساعدتهم في تحديد حمولة وأمكنة مراعي النحل، وعدد الخلايا بما يحقق استفادة أكبر من المراعي الطبيعية لتغذية النحل السوري".
وأردف: "مشروع استراتيجيات مكافحة ’’الفاروا’’ هو مشروع مشروع سوري عراقي مصري يجمع بين فرع سورية لاتحاد النحالين العرب ومركز أبحاث النحل العراقي واتحاد النحل بالقاهرة بالإضافة لوزارة الزراعة السورية والمنظمة الفيدرالية لحوض المتوسط للنحل، ويهدف المشروع إلى وضع استراتيجيات وتأهيل مدربين لمكافحة "الفاروا" وهي ألد أعداء النحل وتشكل خطراً حقيقياً على الثروة النحلية، وتعتمد فكرة المشروع على استعمال حمض الأوكساليك لمكافحة الفاروا وهو مادة عضوية لا تبقي أثراً للمبيدات أو الصادات الحيوية في العسل".
وأكمل المهندس دعبول: "في المرحلة الأولى تم تدريب/48/ مدرباً بالتعاون مع وزارة الزراعة السورية تأهلوا لكي يقوموا بتدريب النحالين على الطريقة الصحيحة لمكافحة ’’الفاروا’’ على المستوى الوطني، وسيتم في المرحلة الثانية من المشروع في الربيع القادم معالجة /20/ ألف خلية نحل، من خلال هؤلاء المدربين المنتشرين في جميع المحافظات السورية، بغية حصول النحال على نحل صحي معافى من ’’الفاروا’’ إلى حد بعيد".
مهرجان للعسل في دمشق بمشاركة (نحلات) سوريا ولبنان والأردن
© Sputnik . Muhammad Alnajm
وزار سوريا أخيرا وفد من منظمة ’’الأبيميد’’ بالإضافة إلى أساتذة من جامعة روما الإيطالية وشاركنا معهم في إجراء بعض التجارب لتقدير الحجم الحقيقي والنتيجة الأفضل لمعالجة الفاروا.
وتابع دعبول: "من المقرر أن يزور سوريا في الفترة القادمة مدربون من إيطاليا والعراق ومصر للمشاركة في هذه الحملة الوطنية لمعالجة الفاروا على النحل السوري، مما ينعكس على الإنتاج كماً ونوعاً، فنحصل على خلايا صحيحة معافاة تنتج كميات أكبر من العسل، وعلى منتجات عسل خالٍ من الأثر المتبقي للمبيدات والصادات الحيوية، ونسعى للاستمرار في الحملة حتى العام 2025".
الحسناوي: الموزاييك الجميل للعسل السوري يعود لتنوع الطبيعة
من جانبه أشار منتصر صباح الحسناوي نائب رئيس اتحاد النحالين العرب في تصريح خاص لـ "سبوتنيك" إلى أن "العراق يشارك في مهرجان العسل السوري منذ انطلاقته، والذي يدل على تطور قطاع النحل في سوريا، من خلال عرض منتجات النحل الغذائية والمكملات العلاجية التي تستخدم منتجات النحل الخام من عسل وبروبليس وشمع ضمن مكوناتها وكذلك في طرق تعبئة وتصنيع المنتجات التجميلية"، مضيفاً أن "سوريا تتميز بطبيعة متنوعة وهذا التنوع ينعكس على تنوع الإنتاج في قطاع تربية النحل، ويعطي موزاييكاً جميلاً من أنواع العسل الذي تتميز به سوريا عن كثير من البلدان.
وحول حملة مكافحة آفة الفاروا في سوريا، قال الحسناوي وهو مدير مركز أبحاث نحل العسل العراقي: "هذا المشروع هو عبارة عن دراسة قمت بإعدادها وتم تقديمها لمنظمات أوروبية، وقد استضافتها سوريا وبدأنا في تنفيذها وقطعنا مراحل جيدة فيها، ويمكن أن يطبق هذا المشروع في بلدان عربية أخرى، وقد استفاد منه الكثير من النحالين السوريين خاصة فيما يتعلق بالمعلومة الموجودة لديهم حول ماهية الفاروا وكيفية التعامل معها والعلاجات المستخدمة لمكافحتها، وكان هناك استجابة كبيرة لهذا المشروع من قبل هؤلاء النحالين".
الداعور: ظروف قاسية مرت على النحالين السوريين خلال الحرب
من جانبه أشار رئيس الاتحاد النحالين الأردنيين أحمد الداعور في تصريح لـ "سبوتنيك"، إلى أن "المشاركة الأردنية تأتي بهدف تبادل الخبرات والمنافع المشتركة في طرق تربية النحل واستخراج العسل والاطلاع على آخر التطورات التي يشهدها قطاع العسل وعلى آخر المستجدات في قطاع تربية النحل في سوريا بعد الظروف القاسية التي مرت على النحالين السوريين خلال الحرب".
في نفس السياق صرح النحال اللبناني محمد حيدر حسن ممثل اتحاد النحالين في لبنان لـ "سبوتنيك"، قائلاً: "إن تنظيم مهرجانات عسل النحل يساهم في تطوير قطاع تربية النحل في الوطن العربي عموماً وهي تربط المنتج بالمستهلك وتساعده على ترويج منتجاته بنفسه دون الاعتماد على الشركات إضافة إلى التعريف بالمنتجات الجديدة التي يصنعها النحالون".
مهرجان للعسل في دمشق بمشاركة (نحلات) سوريا ولبنان والأردن
© Sputnik . Muhammad Alnajm
الطبيعة المتنوعة منحت العسل السوري جودة عالمية
على صعيد عودة قطاع النحل إلى سابق عهده في سوريا قبل الحرب أوضح مربي النحل عبد السلام السحلي في تصريح لـ"سبوتنيك" أن "الحرب أثرت كثيراً على مربي النحل.
وأوضح: "نحن نعتمد على مراعٍ بعيدة وكنا نوزع خلايا النحل في جميع أنحاء سوريا وبسبب الحرب انحسرت حركتنا ضمن نطاق ضيق جداً، ثم تحسن الوضع لاحقاً وعدنا إلى عملنا ونشاطنا السابق وأصبح بالإمكان نقل النحل إلى المناطق الآمنة".
وأضاف:" لكن المعوق الأساسي اليوم لإنتاج العسل هو كلفة النقل بسبب ارتفاع ثمن الوقود لأننا كمربي نحل نقصد أماكن هطول الأمطار ونمو المراعي والأزهار لنقل المناحل إليها، وهذا يزيد من كلفة النقل، مما انعكس على سعر العسل وعلى القيمة الربحية للمشروع ككل".
وكان حجم عملنا أكبر بكثير قبل الحرب والآن مع تعافي بلدنا نأمل أن يتحسن الوضع الاقتصادي وأن يتم إدخال النحالين ضمن الدعم الزراعي كبقية قطاعات الزراعة لأن تربية النحل تعد أقوى الحلقات الرابطة لدعم النباتات والزراعة عموماً (تلقيح الأزهار).
وحول تسويق منتجات النحل في سوريا وخارجها، قال: "العسل السوري مطلوب في الأسواق الخارجية وتاريخياً كانت سوريا تعرف باسم "أرض السمن والعسل" نظراً لطبيعتها المتميزة ونباتاتها فأرض الشام مباركة والفصول فيها تمنح الطبيعة نباتات متمايزة مما يعطي جودة مميزة للعسل، ونحن نعتمد في تصريف المنتجات داخلياً على المعارف أكثر من السوق العامة حيث لا نحصل على السعر المناسب لعدم قدرة الكثيرين على معرفة العسل الجيد، ولذلك نتعامل مع أطباء ومتعالجين وأناس يعملون في مجال المساعدات الطبية وهم يمثلون سوقنا الأكبر، ولدينا حاليا حوالي /200/ خلية نحل".
تتميز سوريا بتنوع طبيتعها كالجبال المرتفعة والصحراء والبادية والمناطق البرية الوعرة التي لم تصل إليها يد البشر بعد في أعمال الزراعة، ولذلك تتميز سوريا تتميز عالمياً بالعسل ومنتجات النحل حيث تحتضن الطبيعة السورية مساحات واسعة من النباتات الطبية".
واعتبر النحال حسن فتيحة أن "مهرجان العسل يعتبر فرصة لبيع العسل بشكل مباشر من المنتج للمستهلك بسعر أقل، وهو ما يحقق زيادة في نسبة المبيعات" لافتاً إلى "ارتفاع تكاليف التنقل بالنحل وارتفاع تكاليف مستلزمات خلايا النحل من خشب وشمع وغيره مما انعكس على الأرباح".
تربية النحل تحتاج إلى صبر ووقت طويل
في ذات الشأن، أكد النحال إبراهيم فتايني لـ "سبوتنيك" أن "تسويق المنتجات الطبيعية في السوق المحلية أمر مهم جداً وهذا ما نحتاجه على الدوام وخاصة في مناطقنا الملائمة لتربية وصناعة أفخر وأجود أنواع العسل بالرغم من كل التحديات التي يمكن أن يواجهها النحّال أثناء التحضير وتجهيز هذه الصناعة التي تحتاج صبر ووقت طويل" موضحاً أن "الفائدة المرجوّة من المهرجان تتمثل بتصريف الإنتاج بشكلٍ أوسع وأسرع إلى جانب التوعية بأن العسل يشكل قيمة غذائية ودوائية عالية في آن معاً، لذلك من الضروري تأمين كلّ أدوات ومستلزمات تربية النحل في كل المحافظات والعمل على نشر ثقافة تربية النحل".
قطاع تربية النحل استعاد جزءاً من مكانته قبل الحرب
وتحدثت المهندسة نور أوطي باشي لـ "سبوتنيك"، وقالت: "هدف المهرجان بالأساس هو التقارب بين المنتجين والمستهلكين بصورة مباشرة دون وساطة، وتعريف المستهلكين بأهمية هذا الصنف الغذائي والدوائي".
الدعم الذي حظي به قطاع تربية النحل في سوريا ساعد على استعادة جزء من مكانته قبل الحرب، حيث نجح التدخل الإيجابي والعمل الجماعي المشترك بين وزارة الزراعة واتحاد النحالين السوريين والعرب وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتحقيق التعافي والنهوض وعودة عجلة إنتاج العسل السوري للدوران، فضلاً عن جهود النحالين والمربين لتأمين دخول منتجاتهم للأسواق العربية بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي .
الحصار الاقتصادي أثر سلباً على إنتاج العسل
وقال النحال عبد القادر سوادي لـ "سبوتنيك": "أول مرة أشارك في مهرجان العسل لتقديم أهم أنواع العسل الجديدة غير المطروحة سابقاً في الأسواق، وقد أثر الحصار الاقتصادي على عملية إنتاج العسل ومع ذلك تظل سوريا معطاءة دائماً، فالعسل السوري مرغوب في الأسواق وهو يضاهي الأعسال العالمية، ويضم جناحنا نحو 20 نوعاً من العسل منها عسل (السدر والمحلب والجيجان وحبة البركة والشوكيات والحمضيات والقرصعنة والكزبرة والدردار والزعتر والبرسيم وغيرها..).
أثر الحصار النفطي على تربية النحل وعلى نقل الخلايا والعسل، ولدينا حوالي 500 خلية نحل، وقد تأثر إنتاج العسل العام الماضي نتيجة الطقس البارد الذي استمر فترة أطول من المعتاد.
وقال أحمد عجاج الذي يعمل في مجال صناعة خلايا النحل ومستلزماتها الخشبية: "نقوم بتصنيع خلايا النحل العادية التقليدية "لانجستروث" ومصائد غبار الطلع، وقمنا بتطوير صناعة خلايا النحل وحواجز ملكات النحل ومصائد العكبر، وصنعنا كذلك خلايا منزلية وخلايا حدائقية تحتوي مصائد غبار الطلع".
