https://sputnikarabic.ae/20240124/سياسي-سوداني-لـسبوتنيك-لا-تأثير-لعقوبات-أوروبا-وقوى-إقليمية-ودولية-تحاول-هدم-القوات-المسلحة-1085382788.html
سياسي سوداني لـ"سبوتنيك": لا تأثير لعقوبات أوروبا.. وقوى إقليمية ودولية تحاول هدم القوات المسلحة
سياسي سوداني لـ"سبوتنيك": لا تأثير لعقوبات أوروبا.. وقوى إقليمية ودولية تحاول هدم القوات المسلحة
سبوتنيك عربي
يشهد السودان تطورات متسارعة، خلال الأسابيع الماضية، غيرت الكثير من التوقعات، حيث تقدم الجيش السوداني على حساب قوات الدعم السريع في عدد من المناطق، وجمدت... 24.01.2024, سبوتنيك عربي
2024-01-24T21:00+0000
2024-01-24T21:00+0000
2024-01-24T21:00+0000
حوارات
حصري
العالم العربي
أخبار العالم الآن
أخبار السودان اليوم
الجيش السوداني
قوات الدعم السريع السودانية
https://cdn1.img.sputnikarabic.ae/img/07e8/01/18/1085383675_0:67:1280:787_1920x0_80_0_0_32c7500b99de1f77e589ca69b2c40602.jpg
حول تلك التطورات وإلى أي مدى يمكن أن يصل السودان، أجرت وكالة "سبوتنيك"، المقابلة التالية مع الدكتورمحمد الزين، رئيس المجلس السوداني النرويجي ورئيس مركز "نوبل" الأكاديمي للسلام والديمقراطية وحقوق الإنسان، عضو منظمة العفو الدولية، والخبير القانوني والاستراتيجي الدولي.إلى نص الحوار…بداية ... هل ترى أن تجميد السودان عضويته في منظمة "إيغاد" أعاد مساعي وقف الحرب إلى المربع الأول؟تجميد السودان عضويته في منظمة "الإيغاد" في رأيي هو بداية لمرحلة جديدة، فقد أثبتت الشهور الماضية أن العوامل الخارجية شكلت النصيب الأكبر من الأسباب التي ساهمت في استمرار الصراع حتى الآن، هذا بخلاف العوامل الداخلية بكل تأكيد، فالتمرد الذي قامت به مليشيا الدعم السريع ومحاولتها تنفيذ عملية انقلابية، في 15 أبريل/ نيسان من العام الماضي، كشف أنها جزء من محاور إقليمية ودولية، وأن القضية ليست شخصية بين رئيس مجلس السيادة والقائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق البرهان وقائد الدعم السريع حميدتي.هل هذا يعني أن أطرافا إقليمية هي من أشعلت الأوضاع في البلاد بعد أن اقترب الجميع من تدشين الاتفاق الإطاري في أبريل الماضي؟بالفعل هناك أطراف إقليمية ودولية معلومة للجميع بعضها خليجي والبعض الآخر أفريقي، جميعها كانت وراء تأجيج الصراع وقد تم رفع قضايا ضد بعضها أمام الجنائية الدولية، وللعلم هناك تقرير للجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة بالأدلة والوثائق بأن هناك تدخلا عسكريا واسعا جدا يشمل التخطيط والتنفيذ والإمداد للتمرد، وكذلك مسألة دخول بعض دول الجوار فيما يسمى (عرب جنوب الصحراء) أو المرتزقة من ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى ودول أخرى أوروبية، جميعهم يشاركون في تلك الحرب.لماذا تتآمر كل تلك الدول على السودان من وجهة نظرك؟التآمر على السودان هو جزء من ترتيبات إقليمية ودولية لإعادة ترتيب العالم من جديد، بمعنى أن هناك مشروعا سياسيا اقتصاديا عسكريا أو ما يطلق عليه مشروع (الشرق الأوسط الكبير) أو الجديد، لذا فإن الدول الكبرى في العالم تريد ترتيب المنطقة على مزاجها، وهنا اصطدم التنفيذ في السودان ولم تكن توقعاتهم أن يكون الصدام بتلك الحدة، بل كانوا يتوقعون أن ينتهي الأمر بعد 15 أبريل بأيام قليلة، لكن اتسع نطاق الحرب من الخرطوم إلى دارفور ثم الجزيرة.ذكرت أن السودان الآن على بداية مرحلة جديدة ..ما هي المرحلة التي تتحدث عنها؟نعم نحن على أعتاب مرحلة جديدة بعد تجميد السودان عضويته في الإيغاد على كافة المستويات، فقد استطاع الجيش خلال الأسابيع الأخيرة تحقيق انتصارات برية كبيرة جدا أصابت القوة الضاربة للمليشيات فيما يتعلق بالعتاد الحربي والحشد البشري الكبير، وعلى المستوى السياسي نجد حشدا كبيرا داخل السودان خلف الجيش، في ظل وجود تيار ضخم لما يسمى بالمقاومة الشعبية المسلحة، الجميع الآن في حالة الاستنفار التي أعلن عنها القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويمكننا القول بأن الشعب كله تجيش مع القوات المسلحة في مواجهة مليشيا الدعم السريع المتمردة.بالعودة إلى منظمة "إيغاد".. ما هي الأسباب الواقعية التي دفعت السودان لتجميد عضويته بها؟بعد العديد من الشواهد اتضح لدى الخرطوم بأن الإيغاد ضد عملية السلام في السودان بعد محاولتها سحب البساط من منبر جدة الذي ترعاه المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بعدما توصلوا خلال العام الماضي 2023 إلى اتفاق توصيل المساعدات والتي تقتضي خروج الدعم السريع من الأعيان والمنازل والمساكن المدنية والمستشفيات، لكن بكل أسف دخلت الإيغاد كطرف ثالث أو رابع مع الاتحاد الأفريقي في محادثات جدة، ويبدو أن هدفها كان إغراق المباحثات في ملفات جديدة بعدما كان منبر جدة يناقش ملفين محددين هما ، خروج الدعم السريع من المساكن والمرافق المدنية وتوصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين، دون وجود أي ملف سياسي للنقاش في تلك المرحلة، لكن الإيغاد كطرف لم يكن محايدا وحاول فتح مباحثات جديدة في جيبوتي وأديس أبابا، والمحاولة الأخيرة لجرجرة السودان للوحل، وهنا تنبهت حكومة الخرطوم وأبلغت الإيغاد بعدم قبولها كوسيط أو طرف ثالث في أي مباحثات للسلام، لكن المنظمة استمرت فى عنادها ما دفع الخرطوم لاتخاذ قرار تجميد العضوية، وأصبح الإيغاد ليس لها الحق في أي تدخل.كيف ترى مستقبل الاتحاد الأفريقي ودوره في حل قضايا القارة؟الاتحاد الأفريقي هو تطور طبيعي لرغبة الحكومات والشعوب الأفريقية في الوحدة ووجود آلية موحدة لحل الإشكاليات التي تواجة القارة السمراء على مختلف الأصعدة، لذا فإن وجود الاتحاد مهم وضروري، وبالنسبة للإيغاد تدخلت أطراف بعينها لتمرير أجندات خاصة سواء من الداخل القارة أو من خارجها، الأمر الذي ينعكس على الدول الأعضاء ويؤثر سلبا على الاتحاد ومنظمة الإيغاد.قرار السودان بشأن "إيغاد".. هل يعني قطع كل طرق التعاون مع المنظمة؟تجميد عضويتنا لا يعني رفضنا للمنظمة جملة وتفصيلا، بل هو دق لناقوس الخطر لتصحيح المسار المتعلق بالاتحاد ومنظمة الإيغاد، ودعوة للالتزام بالمواثيق والاتفاقيات ونظام التأسيس، وهذا أفضل بالنسبة لها من الإنجرار خلف المصالح الإقليمية والدولية.كيف ترى خطوة الجيش بتشكيل المقاومة المدنية أو ما يطلق عليه التسليح الشعبي؟الحديث عن تسليح شعبي وحرب أهلية هو ادعاء باطل، الوضع الحقيقي في السودان أنه في العام 2013 صدر قانون يسمى (قانون خدمة الاحتياط) للتعبئة العامة وهو تعديل لقانون سابق صدر، في العام 1982، وخدمة الاحتياط موجودة في كل دول العالم، وهذا ما جرى في السودان، حيث لا توجد مليشيات موالية للجيش، بل لديها قانون الاحتياط والذي قامت بموجبه بدعوة المجندين السابقين للقيام بواجبهم وفق القانون المذكور والأمر أيضا بالنسبة لفئة الشباب ولا يوجد أطفال، لأن القانون حدد عمر التجنيد من 18 عام فأعلى، والسلاح الذي بأيديهم هو تسليح منظم تحت يد الدولة، ووفق القانون السابق ذكره.لماذا رفض البرهان نداء حمدوك للسلام من أديس أبابا بعد توقيع اتفاق تقدم والدعم السريع؟ما تم التوقيع عليه في أديس أبابا بين القوى المدنية "تقدم" برئاسة حمدوك ومليشيا الدعم السريع بقيادة حميدتي، يمكن أن نصفه بأنه إشهار لزواج غير شرعي، وهو ما يعني أن هناك علاقة سابقة غير شرعية فيما بين "تقدم" وبين الدعم السريع، ومن شاركوا في هذا الأمر ربما يصدر قريبا أمر بالقبض عليهم بعدما تلقى النائب العام بلاغات ضدهم تتهمهم بارتكاب جرائم حرب والإرهاب، لذا أعتقد أن اتفاق أديس أبابا ولد ميتا.كيف ترى العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على كيانات وأفراد سودانيين بتهمة ضلوعهم في العنف وتأجيج الصراع؟تلك العقوبات لا تشكل أي ضغط بالنسبة للقوات المسلحة السودانية، لأنها قوة نظامية وإحدى مؤسسات الدولة ولم ترتكب أي من جرائم الإبادة الجماعية ولم تعتدي على شعبها كما فعلت دول أخرى في المنطقة، لكن المجتمع الدولي ومعاييره المزدوجة له أجندة، وما يجري على الأرض هو أمر داخلي حيث تقوم القوات المسلحة بواجبها لمواجهة التمرد، بالتالي من المفترض أن تكون العقوبات باتجاه الطرف الثاني المتمرد والداعمين له، وأرى أن تلك الخطوة الغربية تستهدف القوات المسلحة وإضعافها وليس لوقف الحرب.تتهمون الغرب وأمريكا بازدواجية المعايير وفي نفس الوقت تقدمتم بدعاوى للجنائية الدولية وغيرها من الجهات الأممية ..ما تفسير ذلك؟المحكمة الجنائية الدولية هي تطور طبيعي للقانون الجنائي الدولي الذي عمل على وضع آليات وضوابط قانونية لعدم إفلات المجرمين من العقاب في خمسينيات القرن الماضي واستمر ذلك حتى العام 1998 وصدر النظام الأساسي لروما بتشكيل المحكمة الجنائية الدولية وبدأت عملها في العام 2002 ، والسودان يتعامل مع هذه المحكمة كتعامله مع باقي المؤسسات الإقليمية والدولية بمبدأ حسن النوايا، وهو ما دفعنا لتقديم مذكرة للمدعي العام للمحكمة توضح الجرائم التي ارتكبتها مليشيات الدعم السريع وداعميهم المباشرين، وقد تمت الموافقة على المذكرة بشكل مبدأي، لكن الأمر يتطلب إجراءات وأدلة قد تكون بالغة الصعوبة، ولا زلنا في المرحلة الأولى.في النهاية.. كيف ترى الحل أو المخرج من تلك الأزمة والحرب الحالية؟الحرب عبارة عن وسيلة سياسية تهدف إلى التوصل إلى موقف سياسي محدد، ففي بداية الحرب كان الدم السريع وداعميه يريدون الاستئثار بالسودان وخيراته وموارده وموقعه الجغرافي وفقا لمخططات ومعادلات إقليمية ودولية، هذا الأمر تم إفشاله بالعمليات الحربية التي خاضها الجيش ضد المتمردين، وتعمل القوات المسلحة في تلك الفترة على حسم ودحر ما تبقى من مليشيا الدعم السريع، بمعنى أن الخيار العسكري هو المتاح الآن للقوات المسلحة خاصة بعد التفاف الشعب حولها تحت شعار(جيش واحد شعب واحد)، الأمر الذي يعني أن الشعب يفضل الخيار العسكري لدحر المليشيا، وفي تقديري أن الوضع الآن على المستوى السياسي والعسكري.أجرى الحوار/أحمد عبد الوهاب
https://sputnikarabic.ae/20240117/السودان-يعلن-تجميد-التعامل-مع-منظمة-إيغاد-عشية-قمة-كمبالا-1085082544.html
https://sputnikarabic.ae/20240101/سياسي-سوداني-يوضح-لـسبوتنيك-رسائل-خطابات-البرهان-وحميدتي-ومصير-لقائهما-المرتقب-1084632666.html
https://sputnikarabic.ae/20240123/الخارجية-السودانية-العقوبات-الأوروبية-على-المؤسسات-الاقتصادية-مجحفة-1085322468.html
https://sputnikarabic.ae/20231015/ما-الذي-ينتظر-السودان-بعد-تشكيل-لجنة-دولية-للتحقيق-في-جرائم-الحرب-1082039413.html
https://sputnikarabic.ae/20240119/الجيش-السوداني-يصد-هجوما-للدعم-السريع-غرب-ولاية-سنار-1085180992.html
https://sputnikarabic.ae/20240117/السودان-والي-النيل-الأبيض-يعلن-الجهاد-للدفاع-عن-الدين-والوطن-والعرض-1085113096.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
2024
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
حوارات, حصري, العالم العربي, أخبار العالم الآن, أخبار السودان اليوم, الجيش السوداني, قوات الدعم السريع السودانية
حوارات, حصري, العالم العربي, أخبار العالم الآن, أخبار السودان اليوم, الجيش السوداني, قوات الدعم السريع السودانية
سياسي سوداني لـ"سبوتنيك": لا تأثير لعقوبات أوروبا.. وقوى إقليمية ودولية تحاول هدم القوات المسلحة
حصري
يشهد السودان تطورات متسارعة، خلال الأسابيع الماضية، غيرت الكثير من التوقعات، حيث تقدم الجيش السوداني على حساب قوات الدعم السريع في عدد من المناطق، وجمدت الخرطوم عضويتها في الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) وتراجعت مساعي الحلول السلمية وتعالت الأصوات التي تطالب الجيش بالحسم العسكري بعد تشكيل ما يسمى بالمقاومة الشعبية.
حول تلك التطورات وإلى أي مدى يمكن أن يصل السودان، أجرت وكالة "
سبوتنيك"، المقابلة التالية مع الدكتورمحمد الزين، رئيس المجلس السوداني النرويجي ورئيس مركز "نوبل" الأكاديمي للسلام والديمقراطية وحقوق الإنسان، عضو منظمة العفو الدولية، والخبير القانوني والاستراتيجي الدولي.
بداية ... هل ترى أن تجميد السودان عضويته في منظمة "إيغاد" أعاد مساعي وقف الحرب إلى المربع الأول؟
تجميد السودان عضويته في منظمة "الإيغاد" في رأيي هو بداية لمرحلة جديدة، فقد أثبتت الشهور الماضية أن العوامل الخارجية شكلت النصيب الأكبر من الأسباب التي ساهمت في استمرار الصراع حتى الآن، هذا بخلاف العوامل الداخلية بكل تأكيد، فالتمرد الذي قامت به مليشيا الدعم السريع ومحاولتها تنفيذ عملية انقلابية، في 15 أبريل/ نيسان من العام الماضي، كشف أنها جزء من محاور إقليمية ودولية، وأن القضية ليست شخصية بين رئيس مجلس السيادة والقائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق البرهان و
قائد الدعم السريع حميدتي.
هل هذا يعني أن أطرافا إقليمية هي من أشعلت الأوضاع في البلاد بعد أن اقترب الجميع من تدشين الاتفاق الإطاري في أبريل الماضي؟
بالفعل هناك أطراف إقليمية ودولية معلومة للجميع بعضها خليجي والبعض الآخر أفريقي، جميعها كانت وراء تأجيج الصراع وقد تم رفع قضايا ضد بعضها أمام الجنائية الدولية، وللعلم هناك تقرير للجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة بالأدلة والوثائق بأن هناك تدخلا عسكريا واسعا جدا يشمل التخطيط والتنفيذ والإمداد للتمرد، وكذلك مسألة دخول بعض دول الجوار فيما يسمى (عرب جنوب الصحراء) أو المرتزقة من ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى ودول أخرى أوروبية، جميعهم يشاركون في تلك الحرب.
لماذا تتآمر كل تلك الدول على السودان من وجهة نظرك؟
التآمر على السودان هو جزء من ترتيبات إقليمية ودولية لإعادة ترتيب العالم من جديد، بمعنى أن هناك مشروعا سياسيا اقتصاديا عسكريا أو ما يطلق عليه مشروع (الشرق الأوسط الكبير) أو الجديد، لذا فإن الدول الكبرى في العالم تريد ترتيب المنطقة على مزاجها، وهنا اصطدم التنفيذ في السودان ولم تكن توقعاتهم أن يكون الصدام بتلك الحدة، بل كانوا يتوقعون أن ينتهي الأمر بعد 15 أبريل بأيام قليلة، لكن اتسع نطاق الحرب من الخرطوم إلى دارفور ثم الجزيرة.
ذكرت أن السودان الآن على بداية مرحلة جديدة ..ما هي المرحلة التي تتحدث عنها؟
نعم نحن على أعتاب مرحلة جديدة بعد تجميد السودان عضويته في الإيغاد على كافة المستويات، فقد استطاع الجيش خلال الأسابيع الأخيرة تحقيق انتصارات برية كبيرة جدا أصابت القوة الضاربة للمليشيات فيما يتعلق بالعتاد الحربي والحشد البشري الكبير، وعلى المستوى السياسي نجد حشدا كبيرا داخل السودان خلف الجيش، في ظل وجود تيار ضخم لما يسمى بالمقاومة الشعبية المسلحة، الجميع الآن في حالة الاستنفار التي أعلن عنها القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويمكننا القول بأن الشعب كله تجيش مع
القوات المسلحة في مواجهة مليشيا الدعم السريع المتمردة.
بالعودة إلى منظمة "إيغاد".. ما هي الأسباب الواقعية التي دفعت السودان لتجميد عضويته بها؟
بعد العديد من الشواهد اتضح لدى الخرطوم بأن الإيغاد ضد عملية السلام في السودان بعد محاولتها سحب البساط من منبر جدة الذي ترعاه المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بعدما توصلوا خلال العام الماضي 2023 إلى اتفاق توصيل المساعدات والتي تقتضي خروج الدعم السريع من الأعيان والمنازل والمساكن المدنية والمستشفيات، لكن بكل أسف دخلت الإيغاد كطرف ثالث أو رابع مع الاتحاد الأفريقي في محادثات جدة، ويبدو أن هدفها كان إغراق المباحثات في ملفات جديدة بعدما كان منبر جدة يناقش ملفين محددين هما ، خروج الدعم السريع من المساكن والمرافق المدنية وتوصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين، دون وجود أي ملف سياسي للنقاش في تلك المرحلة، لكن الإيغاد كطرف لم يكن محايدا وحاول فتح مباحثات جديدة في جيبوتي وأديس أبابا، والمحاولة الأخيرة لجرجرة السودان للوحل، وهنا تنبهت حكومة الخرطوم وأبلغت الإيغاد بعدم قبولها كوسيط أو طرف ثالث في أي مباحثات للسلام، لكن المنظمة استمرت فى عنادها ما دفع الخرطوم لاتخاذ قرار تجميد العضوية، وأصبح الإيغاد ليس لها الحق في أي تدخل.
كيف ترى مستقبل الاتحاد الأفريقي ودوره في حل قضايا القارة؟
الاتحاد الأفريقي هو تطور طبيعي لرغبة الحكومات والشعوب الأفريقية في الوحدة ووجود آلية موحدة لحل الإشكاليات التي تواجة القارة السمراء على مختلف الأصعدة، لذا فإن وجود الاتحاد مهم وضروري، وبالنسبة للإيغاد تدخلت أطراف بعينها لتمرير أجندات خاصة سواء من الداخل القارة أو من خارجها، الأمر الذي ينعكس على الدول الأعضاء ويؤثر سلبا على الاتحاد ومنظمة الإيغاد.
قرار السودان بشأن "إيغاد".. هل يعني قطع كل طرق التعاون مع المنظمة؟
تجميد عضويتنا لا يعني رفضنا للمنظمة جملة وتفصيلا، بل هو دق لناقوس الخطر لتصحيح المسار المتعلق بالاتحاد ومنظمة الإيغاد، ودعوة للالتزام بالمواثيق والاتفاقيات ونظام التأسيس، وهذا أفضل بالنسبة لها من الإنجرار خلف المصالح الإقليمية والدولية.
15 أكتوبر 2023, 17:06 GMT
كيف ترى خطوة الجيش بتشكيل المقاومة المدنية أو ما يطلق عليه التسليح الشعبي؟
الحديث عن
تسليح شعبي وحرب أهلية هو ادعاء باطل، الوضع الحقيقي في السودان أنه في العام 2013 صدر قانون يسمى (قانون خدمة الاحتياط) للتعبئة العامة وهو تعديل لقانون سابق صدر، في العام 1982، وخدمة الاحتياط موجودة في كل دول العالم، وهذا ما جرى في السودان، حيث لا توجد مليشيات موالية للجيش، بل لديها قانون الاحتياط والذي قامت بموجبه بدعوة المجندين السابقين للقيام بواجبهم وفق القانون المذكور والأمر أيضا بالنسبة لفئة الشباب ولا يوجد أطفال، لأن القانون حدد عمر التجنيد من 18 عام فأعلى، والسلاح الذي بأيديهم هو تسليح منظم تحت يد الدولة، ووفق القانون السابق ذكره.
لماذا رفض البرهان نداء حمدوك للسلام من أديس أبابا بعد توقيع اتفاق تقدم والدعم السريع؟
ما تم التوقيع عليه في أديس أبابا بين القوى المدنية "تقدم" برئاسة حمدوك ومليشيا الدعم السريع بقيادة حميدتي، يمكن أن نصفه بأنه إشهار لزواج غير شرعي، وهو ما يعني أن هناك علاقة سابقة غير شرعية فيما بين "تقدم" وبين الدعم السريع، ومن شاركوا في هذا الأمر ربما يصدر قريبا أمر بالقبض عليهم بعدما تلقى النائب العام بلاغات ضدهم تتهمهم بارتكاب جرائم حرب والإرهاب، لذا أعتقد أن اتفاق أديس أبابا ولد ميتا.
كيف ترى العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على كيانات وأفراد سودانيين بتهمة ضلوعهم في العنف وتأجيج الصراع؟
تلك
العقوبات لا تشكل أي ضغط بالنسبة للقوات المسلحة السودانية، لأنها قوة نظامية وإحدى مؤسسات الدولة ولم ترتكب أي من جرائم الإبادة الجماعية ولم تعتدي على شعبها كما فعلت دول أخرى في المنطقة، لكن المجتمع الدولي ومعاييره المزدوجة له أجندة، وما يجري على الأرض هو أمر داخلي حيث تقوم القوات المسلحة بواجبها لمواجهة التمرد، بالتالي من المفترض أن تكون العقوبات باتجاه الطرف الثاني المتمرد والداعمين له، وأرى أن تلك الخطوة الغربية تستهدف القوات المسلحة وإضعافها وليس لوقف الحرب.
تتهمون الغرب وأمريكا بازدواجية المعايير وفي نفس الوقت تقدمتم بدعاوى للجنائية الدولية وغيرها من الجهات الأممية ..ما تفسير ذلك؟
المحكمة الجنائية الدولية هي تطور طبيعي للقانون الجنائي الدولي الذي عمل على وضع آليات وضوابط قانونية لعدم إفلات المجرمين من العقاب في خمسينيات القرن الماضي واستمر ذلك حتى العام 1998 وصدر النظام الأساسي لروما بتشكيل المحكمة الجنائية الدولية وبدأت عملها في العام 2002 ، والسودان يتعامل مع هذه المحكمة كتعامله مع باقي المؤسسات الإقليمية والدولية بمبدأ حسن النوايا، وهو ما دفعنا لتقديم مذكرة للمدعي العام للمحكمة توضح الجرائم التي ارتكبتها مليشيات الدعم السريع وداعميهم المباشرين، وقد تمت الموافقة على المذكرة بشكل مبدأي، لكن الأمر يتطلب إجراءات وأدلة قد تكون بالغة الصعوبة، ولا زلنا في المرحلة الأولى.
في النهاية.. كيف ترى الحل أو المخرج من تلك الأزمة والحرب الحالية؟
الحرب عبارة عن وسيلة سياسية تهدف إلى التوصل إلى موقف سياسي محدد، ففي بداية الحرب كان الدم السريع وداعميه يريدون الاستئثار بالسودان وخيراته وموارده وموقعه الجغرافي وفقا لمخططات ومعادلات إقليمية ودولية، هذا الأمر تم إفشاله بالعمليات الحربية التي خاضها الجيش ضد المتمردين، وتعمل القوات المسلحة في تلك الفترة على حسم ودحر ما تبقى من مليشيا الدعم السريع، بمعنى أن الخيار العسكري هو المتاح الآن للقوات المسلحة خاصة بعد التفاف الشعب حولها تحت شعار(جيش واحد شعب واحد)، الأمر الذي يعني أن الشعب يفضل الخيار العسكري لدحر المليشيا، وفي تقديري أن الوضع الآن على المستوى السياسي والعسكري.
أجرى الحوار/أحمد عبد الوهاب
