المظاهرات ليست صدفة... خبير عراقي يتوقع "ثورة عارمة"

أكد الدكتور قصي المعتصم الخبير العسكري والاستراتيجي العراقي، على تأزم الوضع وازدياد حدة التظاهرات وامتدادها لمحافظات جديدة في العراق، الأمر الذي قد يتحول إلى ثورة عارمة قد تصيح بكل شيء.
Sputnik

وقال المعتصم، في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك"، اليوم الأحد 15 يوليو/تموز، إن حركة الاحتجاجات تطورت بشكل خطير ووصلت إلى 13 محافظة ودخلت إلى صلاح الدين وسامراء وانسحبت القوات الأمنية في كركوك، وهناك قلق حكومي، و"بكل تأكيد أن تلك الاحتجاجات لم تأت مصادفة، لكنها نتيجة لوصول المواطن العراقي لحالة من اليأس بعد أن فشلت الحكومات المتعاقبة في إحداث أية إصلاحات، في الوقت الذي يرى المليارات تدخل إلى خزينة الدولة ولا ينال منها شيء، وتبخرت الوعود الحكومية التي قطعتها على نفسها منذ العام 2005".

الملكية الأردنية للطيران تعلق رحلاتها إلى النجف في العراق حتى إشعار آخر
وأضاف الخبير العراقي، أن تلك التظاهرات ترفع بشكل تقريبي نفس المطالب والشعارات التي رفعتها منذ 5 سنوات والتي قوبلت بالقوة من جانب الحكومة ثم وعود بتنفيذ تلك المطالب، وهو ما لم يحدث، و"هذا يعني أن الحكومة غير قادرة على التعامل مع الجماهير نتيجة القصور في التفكير والأجندات الخارجية التي يخضع لها السياسيين بعيدا عن الرؤية الحقيقية لمفهوم المواطنة والوطنية ومفهوم الدولة".

وتابع المعتصم أن العراق هو الدولة الوحيدة في العالم التي لا تمتلك خطة استراتيجية قريبة أو بعيدة المدي للإعمار أو الخدمات، الأمر الذي أدى سوء الخدمات وعدم وجود بدائل وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة في بلد درجة حرارته مرتفعة مثل العراق.

ولفت المعتصم، إلى أن المحافظة التي تغذي العراق بأكثر من 95% من النفط "البصرة" هى الأكثر معاناة في الوقت الراهن ولا تجد حتى مياه الشرب علاوة على البطالة والأمراض وغيرها، "ما أوصل المواطن إلى قناعة تامة أن العملية السياسية غير مجزية، وعندما قاطع الانتخابات كنوع من الرسائل للسياسيين، فوجىء بالتزوير وبقاء نفس الوجوه السابقة مع صعود الميليشيات المسلحة وتزعمها للمشهد السياسي القادم، وبالتالي أعطى هذا الأمر مؤشرا أن هذه الحكومة لا يمكن أن تقوم بأي عملية إصلاح".

متظاهرون يقتحمون مبنى المحافظة في كربلاء العراق
وأوضح الخبير العراقي، أنه لا توجد أية أجندة سياسية لما يحدث في البصرة والمحافظات الأخرى بدليل قيام المتظاهرون بضرب مقرات الأحزاب الدينية والمليشيات والقوات الأمنية التابعة للدولة، "فلا يمكن لمن ينتظر قيادة البلد سياسيا أن يقوم بمثل تلك الأعمال، فهذه التظاهرات عفوية وقد أطلق عليها الصدر كلمة أراها واقعية لما يحدث وهى "ثورة الجياع"، فالشعب العراقي يمر اليوم بمحنة كبيرة حيث يفتك به الجوع والمرض والفوضى، ووصل بهم الأمر للبحث عن لقمة الخبر في أكوام القمامة في بلد موارده هائلة".

وتوقع المعتصم أن تتسع تلك التظاهرات والاحتجاجات لتغير المشهد السياسي خلال الأيام والأسابيع القادمة، ولم تعد هناك أي ثقة في الوعود الحكومية لأن كل المحافظات تعاني من نفس المشاكل.

مناقشة