ما جدوى استئناف النقل النهري بين السودان وجارته الجنوبية؟

اعتبر خبراء أن قرار رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان باستئناف النقل النهري مع جنوب السودان، خطوة مهمة تصب في صالح تعزيز التبادل التجاري بين الجارتين، فيما رأها آخرون "مشروعا خاسرا"، تكتنفه جملة من العراقيل والمخاطر.
Sputnik

وفي السابق نشط النقل النهري بين السودان وجارته الجنوبية قبل أن يتوقف لدواعي حين أغلقت الحدود بين البلدين بسبب النزاع الذي أعقب انفصال جنوب السودان.

الخرطوم وأنقرة تتفقان على تطوير مشاريع النقل النهري في السودان

وسيلة نقل هامة

يرى الخبير الاقتصادي السوداني الدكتور محمد الناير، أن تشغيل النقل النهري بين السودان ودولة الجنوب، بكل تأكيد هو وسيلة من وسائل النقل المهمة التي كانت تعمل في السابق حينما كان السودان دولة واحدة.

وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن التجارة كانت تنشط بين شمال وجنوب البلاد قبل عملية الانفصال، وكان النقل النهري أحد الأدوات الرئيسية نظرا لقلة تكلفتها، وتتم تلك الوسيلة عبر ميناء كوستي إلى جنوب السودان.

وأضاف الناير: "من المعروف عالميا أن النقل النهري هو أرخص وسيلة في العالم، فإذا أراد السودان وجنوب السودان تنشيط عملية التبادل التجاري بين البلدين، فإن النقل النهري سيكون أحد الوسائل بجانب المعابر الأخرى والطرق البرية، سواء كانت السكة الحديد، أو إحدى الوسائل الأخرى التي يتم تفعيلها".

وتابع الخبير الاقتصادي: "يعتبر النقل النهري الوسيلة المتاحة حاليا والتي يمكن تفعيلها بين الجانبين وفي وقت قليل، الأمر الذي من شأنه أن يزيد التبادل التجاري بين البلدين"، مستدركا "لكن هذا الأمر يحتاج إلى ترتيبات اقتصادية وبنكية".

نجاح محدود

وأكد الناير، أن نجاح استخدام وسيلة النقل النهري لن يكون كبيرا إلا إذا كان مربوطا بالاتفاق مع جنوب السودان للاستيراد عبر الموانئ السودانية بنظام الترانزيت، ثم يتم إرسالها مباشرة إلى الجنوب، حيث يحصل السودان على رسوم العبور والرسوم السيادية، أو يكون هناك اتفاق آخر مع جوبا، بأن يحصل جنوب السودان على ما يحتاجه من السلع من السودان وتعد صادرات بالنقد الأجنبي".

"الترويكا" توقع على اتفاق جوبا للسلام في السودان

وأشار إلى أنه من الممكن ايضا أن "يستورد السودان والجنوب ما يحتاج إليه البلدين، ثم يتم تصدير ما يحتاجه جنوب السودان عبر ميناء كوستي النهري، وهذا الأمر يحسن من عائدات السودان من النقد الأجنبي".

وأوضح الناير، أن السودان لا يحتاج إلى تنشيط النقل النهري فقط، وإنما لأن يكون هناك اتفاق مع الجنوب على تنشيط كل المعابر بين البلدين سواء كان نقل نهري أو بري، وتفعيل السكك الحديدية وتهيئتها، حيث كانت تمتد من الشمال إلى الجنوب قبل الانفصال".

ولفت إلى أن جنوب السودان كان يعتمد على أكثر من 70 سلعة تأتي له من الشمال عندما كانت السودان دولة واحدة، لكنها كانت تجارة داخلية تتحرك بين الشمال والجنوب بنفس العملة، مضيفا "لكن الأمر الآن مختلف، لأنها تعد تجارة من دولة إلى دولة أخرى، وستكون إحدى وسائل الحصول على النقد الأجنبي".

مشروع خاسر

من جانبه قال المحلل السياسي السوداني الدكتور ربيع عبد العاطي، إن النقل النهري كان في السابق ذي جدوى، ولكن حاليا سيكون مشروعا خاسرا لبطء الحركة و لما تشكله أعشاب النيل من مشكلات للملاحة النهرية خاصة بعد تعطلها لسنوات طوال.

وأضاف لـ "سبوتنيك" : "كان النقل النهري يقوم على أساس الوطن الواحد بينما حدث الأن الانفصال الذي سيؤثر على المردود الاقتصادي بالإضافة للتكلفة الباهظة التي يتطلبها هذا الأمر من تأمين، مع الأخذ في الاعتبار أن هذا الخط النهري تكتنفه  الكثير من النزاعات وتأوي إلى منطقته الجماعات المتمردة سواء المحسوبة على الشمال أو الجنوب".

توجيهات البرهان

وفي الثالث من يونيو/حزيران الجاري وجه البرهان كافة اللجان والأجهزة المعنية بقضايا الحدود والمعابر بالفراغ من أعمالها في أقرب وقت ممكن لفتح المعابر والطرق التي تربط السودان ودولة الجنوب بشكل دائم.

ووجهت هيئة النقل النهري ببدء العمل، في إيصال البضائع التجارية، دون قيود من كوستي جنوب جمهورية السودان إلى ملكال وجوبا في جمهورية جنوب السودان، بحسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا).

مناقشة