الجيش الأمريكي يبيع النفط السوري المسروق لـ"جبهة النصرة"

وقع مسلحون موالون للجيش الأمريكي اتفاقا مع تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، يقضي بتوريد شحنات من حقول النفط التي يسيطر عليها الجيش الأمريكي شرقي سوريا، إلى شركة تابعة للتنظيم بريف إدلب.
Sputnik
وقالت مصادر محلية في ريف إدلب، إن اتفاقا تم عقده بين ميليشيات "قسد" الموالية للجيش الأمريكي، مع ممثلين عن "هيئة تحرير الشام"، الواجهة الحالية لتنظيم "جبهة النصرة" (تنظيمات محظورة في روسيا) في إدلب، ينص على قيام الطرف الأول بتزويد التنظيم الإرهابي بشحنات من المشتقات النفطية، تبلغ كل منها نحو 160 طنا يوميا، إلى (شركة وتد) التي يديرها (الأمير العام) لـ"جبهة النصرة" المدعو أبو محمد الجولاني.
وكشفت المصادر عن أن توقيع الاتفاق تم بعد سلسة من الاجتماعات بين مسلحين موالين للجيش الأمريكي في تنظيم "قسد"، مع قياديين في "هيئة تحرير الشام" (تنظيمات محظورة في روسيا) بالقرب من مدينة (منبج) بريف حلب الشمالي الشرقي.
الجبهات تزداد ضراوة شرقي سوريا... مقتل مسلحين موالين لواشنطن بغارات تركية
وأشارت المصادر إلى أن الاجتماعات أسفرت عن تعهد المسلحين الموالين للجيش الأمريكي ببيع شحنات من المشتقات النفطية المسروقة من الحقول السورية في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الأمريكي شمال شرق نهر الفرات، وإيصالها عبر الصهاريج الى ريف إدلب وتسلميها إلى شركة (وتد).
وأضافت المصادر: تبلع قيمة الاتفاق نحو 5 مليون دولار شهريا.
وتعاني شركة (وتد) التي تديرها "جبهة النصرة"، صعوبات في تأمين احتياجاتها من المشتقات النفطية وارتفاع أسعارها نظرا لتحكم التجار الأتراك الذين يقومون بإدخالها عبر أراضي بلادهم من خلال معابر غير شرعية.
وتشهد مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، نقصا حادا بالمشتقات النفطية حيث لا يسمح لأي شخص بإدخال كميات من المحروقات الا تحت إشراف شركة (وتد) التابعة للهيئة.
إصابة عدد من جنود النخبة بالجيش الأمريكي في إنزال جوي بريف إدلب
وتتخذ قوات الاحتلال الأمريكي من حقول النفط والغاز في أرياف دير الزور والحسكة قواعد عسكرية لا شرعية لها شرقي سوريا، بذريعة محاربة تنظيم "داعش" الارهابي (المحظور في روسيا)، إلا أنها تواظب على تكثيف أنشطتها في تصدير إنتاج هذه الحقول إلى الأسواق القريبة كـ (كردستان العراق) ووجهات أخرى منها منطقة إدلب التي يحتلها تنظيم (جبهة النصرة) الإرهابي، في حين تعاني سوريا عموما أزمة محروقات خانقة جراء الحصار الاقتصادي على البلاد.
وينشط ضباط وجنود الجيش الأمريكي في تنظيم تجارة النفط السوري المسروق عبر المعابر اللاشرعية شمال شرقي سوريا، كما في قاعدة "خراب الجير" اللاشرعية التي أنشأها جنوب بلدة (اليعربية) على الحدود السورية العراقية، وهذه القاعدة هي المسؤولة عن عمليات إخراج صهاريج النفط الخام وشاحنات القمح المسروقة من الأراضي السورية إلى العراق، إلى جانب دورها اللوجستي في دخول وخروج القوافل العسكرية الأمريكية، والأخرى التابعة لقوات "التحالف الدولي" اللاشرعي.
وخلال السنوات الأخيرة، واظبت القوات الجوية الروسية على تدمير قوافل النفط السوري المسروق من حقول شرقي سوريا، كما استهدفت مخازن تجميعها والبنى اللوجستية التي تستخدم لتصديرها نحو مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية في إدلب.
مناقشة