راديو

نظام جديد للسياحة في السعودية... هل يسحب البساط من دول المنطقة

وافق مجلس الوزراء السعودي، الأسبوع الجاري، على نظام جديد للسياحة من شأنه أن يسهم في تقديم الحلول والتسهيلات لتحقيق مستهدفات استراتيجية السياحة الوطنية للمملكة، حسبما أفادت وزارة السياحة.
Sputnik
يتضمن النظام الجديد وضع خطة للقوى العاملة السنوية بالتعاون مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص من أجل تحقيق مستهدفات التوطين، كما يهدف إلى رفع مستوى الخدمات في المواقع السياحية، وتعزيز ثقة السائح، فضلا عن طرح أساليب مبتكرة للاستثمار في القطاع السياحي.
ويتنامى القطاع السياحي في المملكة بمعدلات سريعة، وتشير مصادر رسمية سعودية إلى أن المملكة تحتل المرتبة الثانية عالميا في التقدم السياحي.

وتقول وزارة السياحة السعودية إن أبرز ما يتضمنه النظام فيما يخص المستثمرين والمشغلين في قطاع السياحة، هو تعديل مصطلح مرافق الإيواء السياحي إلى مرافق الضيافة، وكذلك وضع آلية تكفل حماية الوجهات والمقومات السياحية .

ويستحدث النظام السعودي الجديد تراخيص وتصاريح لأنشطة، ويتيح مواقع جديدة لتطويرها كوجهات سياحية جاذبة للاستثمار.
وفي حديثة لـ"سبوتنيك" قال المحلل السياسي والاستراتيجي، الدكتور فواز كاسب العنزي، إن "استراتيجية المملكة تركز على صناعة السياحة باعتبارها جانب حيوي ترتكز عليه إحدى الإيرادات الاقتصادية المهمة في المملكة كإحدى الموارد الرئيسية ضمن رؤية 2030، وهي تعتزم في هذا السياق جعل جميع الهيئات والوزارات ذات العلاقة تعمل على دعم وإنجاح هذه الصناعة الاستراتيجية التي تصب في مصلحة الأجيال الحاضرة والقادمة".

وأوضح العنزي أن "المملكة لديها موقع جغرافي ممتاز، ولديها من المقومات السياحية التاريخية والبيئية والجيولوجية ما يجعلها تستفيد من هذه الموارد لتدر إيرادات رئيسية، خاصة أن رؤية 2030 تتجه لتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد كليا على الطاقة كمورد وحيد، بما يتواكب مع المشروع العالمي للتنمية المستدامة".

وأوضح عضو جمعية الاقتصاد السعودية، سليمان العساف، أن "الاستثمار السياحي جديد نسبيا، ويستلزم تعديل التشريعات بما يتوائم مع التشريعات العالمية بهدف جذب السياحة ويستلزم أيضا تعديل البنية التحتية، وحاليا تستهدف المملكة إنفاق 250 مليار ريال في القطاع السياحي حتى عام 2030 "، مشيرا إلى أن "السياحة تساهم بـ 5.5 بالمئة فقط في الناتج المحلي، وهو أقل من المعدل العالمي 10%".
وأكد العساف على "ضرورة تطوير البنية التحيتية السياحية بالمملكة، بما فيها الفنادق والطرق والمنشآت السياحية والخدمات، خاصة أن معدل النمو السياحي في السعودية وصل إلى 3.9 في المئة وهو أعلى من المعدل العالمي 3.2، خاصة أن المملكة تستهدف جذب 100 مليون سائح سنويا في 2030".

وأكد أشرف عليوه، صاحب شركة سياحة تعمل في المملكة، أن "الطلب على السياحة في السعودية شهد زيادة ملحوظة، خلال الفترة الأخيرة، وهناك تسهيلات كبيرة من المملكة لجذب السياحة"، مشيرا إلى أن "المملكة تسعى إلى نيل حصة من السياحة الثقافية والشاطئية المتجهة إلى تركيا ومصر، وهي منافسة ليست في محلها، حيث أن السياحة الشاطئية في مصر لها كيان راسخ منذ عقود سواء في مدن الغردقة أو دهب أو شرم الشيخ".

وأوضح الخبير أن "السياحة في المملكة مازالت مرتفعة التكاليف، وقد شهدنا هذا النوع من المشكلات مع الدول التي بدأت برامجها السياحية حديثا، وتوقع أن تظل مصر محتفظة بحصتها رغم المشكلات التي تعانيها حاليا إلا انها ستعود بقوة، وقد شهدنا هذا النوع من المنافسة في السابق مع الإمارات وتركيا"، مؤكدا أن "حصة المملكة من السياحة ستزيد ولكن ليس للحد الذي تسحب به البساط من دول المنطقة، حيث أن أمامها الكثيرمن الوقت والعمل".
يمكنكم متابعة المزيد عبر برنامج مساحة حرة
إعداد وتقديم : جيهان لطفي
مناقشة