السفير الروسي لدى أمريكا: العشرات من دبلوماسيينا سيغادرون الولايات المتحدة في نهاية 2022

صرح السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف أن "العشرات من الدبلوماسيين الروس سيجبرون على مغادرة الولايات المتحدة بحلول نهاية عام 2022 بناءً على قرارات من وزارة الخارجية الأمريكية.
Sputnik
وأضاف أنتونوف في مقابلة مع صحيفة "روسيسكايا غازيتا"، نشرت يوم الاثنين."تم فرض قيود صارمة على شروط العمل في الولايات المتحدة حصريًا على الدبلوماسيين الروس، الحد الأقصى للتواجد هو 3 سنوات، بينما يمكن للسفارات الأخرى الاحتفاظ بموظفيها لمدة تصل إلى 5 سنوات".

"لهذا السبب بحلول نهاية عام 2022، ووفقًا لقرارات وزارة الخارجية، سيضطر العشرات من الزملاء لمغادرة الولايات المتحدة".

وكشف أنتونوف أن واشنطن تخطط لتزويد نظام كييف بالمنتجات العسكرية لعدة سنوات أخرى.
أنتونوف: عقوبات واشنطن الجديدة ضد روسيا ضحيتها الشركات الأمريكية

"بالمناسبة، في دوائر السياسة المحلية، أصبحت الدعوات أكثر تواترًا من أجل مراقبة أكثر دقة للمساعدة العسكرية إلى كييف، نحن نتحدث على وجه الخصوص، عن الجزئية المتمثلة بالأوامر بتوزيع حزمة الدعم المحطمة للأرقام القياسية المعتمدة مؤخرًا بمبلغ 2.98 مليار دولار، وتؤكد هذه الخطوة من قبل الإدارة (الأمريكية) أن واشنطن تخطط لتزويد أوكرانيا بتدفق مستمر من المنتجات العسكرية لعدة سنوات أخرى".

وأشار أنتونوف إلى أن روسيا مستعدة لإجراء مناقشة مهنية مع الولايات المتحدة حول تبادل المواطنين الروس بالأمريكيين الذين يقضون عقوبات على أراضي روسيا.
"فيما يتعلق بتبادل المواطنين الروس مقابل الأمريكيين الذين يقضون عقوبات في السجون الروسية، أستطيع أن أقول بكل ثقة إن بلادنا مستعدة لمناقشة هذه المشكلة، ولكن في إطار القناة التي تم الاتفاق عليها بين رئيسي روسيا والولايات المتحدة".
وأردف: "لقد صدرت تعليمات للهياكل المرخصة للبلدين لإيجاد حل للقضية، ومن المهم أن تؤخذ مصالح الجانبين في الاعتبار أثناء عملية التفاوض، وفي نفس الوقت يجب أن يتم العمل بهدوء ومهنية وألا يقترن بالضجيج الإعلامي".
وأضاف السفير أن حماية الحقوق والمصالح المشروعة للسجناء الروس من المهام الأساسية للسفارة.
وأوضح أنتونوف: "نحن نولي اهتمامًا وثيقًا بالحالة الصحية وظروف احتجازهم، المعاملة اللاإنسانية لمواطنينا في المؤسسات العقابية الأمريكية أمر لا يمكن قبوله بالنسبة لنا، يعد إطلاق سراح المواطنين من السجون الأمريكية انتصارًا كبيرًا".
وبحسب أنتونوف، فإن ملاحقة المواطنين الروس في دول ثالثة مستمرة؛ فمنذ عام 2008، تم تسجيل 58 عملية اعتقال لروس في مناطق مختلفة من العالم "بأوامر من واشنطن".
أنتونوف: لا وقت للشجار مع واشنطن ونحن بحاجة لمحاربة التهديدات المشتركة

"المجتمع الدولي وهياكل حقوق الإنسان لا تولي اهتماما للوضع الراهن ولن نتسامح أبدا مع هذه الممارسة وسنواصل السعي إلى عودة كل الروس إلى وطنهم وهم على قيد الحياة، هنا، يجب الامتثال لقواعد القانون الدولي، الذي تفتخر به الولايات المتحدة".

كما لفت أنتونوف الانتباه إلى حقيقة أن "السفارة الروسية قلقة بشأن الوضع مع فيكتور بوت ورومان سيليزنيف".
وقال السفير: "يقبع الروس في السجن بتهم ملفقة، لا يتم تزويدهم بالمساعدة الطبية المؤهلة بما في ذلك الأدوية الضرورية، يتم تجاهل طلبات السفارة، نطالب بالإفراج الفوري عن مواطنينا".
وكشف أنتونوف أن الولايات المتحدة لم ترد بعد على طلبات الحصول على تأشيرات من الوفد الروسي للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتأمل روسيا أن يقوم الجانب الأمريكي بمعالجة الوثائق دون تأخير".

"لا يوجد رد (على طلبات التأشيرة) حتى الآن، لم يتم إصدار تأشيرات لأعضاء الوفد بعد، ولم يتبق سوى القليل من الوقت قبل الأحداث الرئيسية لـ" الأسبوع الوزاري"، نأمل هذه المرة أن يكون الجانب الأمريكي قادر على تنظيم معالجة التأشيرات لممثلينا دون تأخير".

وأكد أنتونوف أن "الجانب الروسي بدوره أصدر تأشيرات دخول لجميع العاملين القنصليين في البعثة الدبلوماسية الأمريكية".
وبحسب السفير، فإن عدم اعتراف منظمة الصحة العالمية باللقاحات الروسية لن يشكل عقبة أمام وصول الوفد الروسي.
ولفت أنتونوف إلى تزايد إقبال المواطنين الأمريكيين على تعلم اللغة الروسية، على الرغم من المشاعر المعادية لروسيا من قبل سلطات البلاد.
"على الرغم من الموقف العدائي تجاه بلدنا من جانب الدوائر الحاكمة، ظلت الثقافة والفنون الروسية تحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة حتى الآن، ومن المفارقات أن الطلب على تعلم اللغة الروسية آخذ في الازدياد".
وكشف أنتونوف أن "عدد متعلميها (اللغة الروسية) يبلغ اليوم 35.7 ألف شخص، منهم حوالي 20 ألف طالب ويتم تدريسها في 147 مدرسة في 40 ولاية معظمها على اتصال دائم بالسفارة".
في الوقت نفسه، أشار الدبلوماسي إلى أن الوضع في الولايات المتحدة تجاه الثقافة الروسية قد تغير بشكل كبير بعد أن بدأت روسيا العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا عندما وصلت درجة الخوف من روسيا إلى مستويات غير مسبوقة".
نائب روسي يدعو لطرد الأجانب الذين يدعمون "الروسوفوبيا" من البلاد
"على خلفية الدعاية القوية المعادية لروسيا، وحتى الثقافة الروسية، التي أحبها الأمريكيون سابقًا، أصبحت سامة، ونتيجة لذلك، ترفض المؤسسات التعليمية والثقافية المحلية التفاعل مع روسيا، ففنانونا منبوذون، العديد منهم منبوذ، ودول ومدن تقطع علاقات التوأمة مع المدن الروسية".
وشدد أنتونوف على أن "الإدارة الأمريكية لا تمنع فقط التمييز ضد كل ما يتعلق بروسيا، ولكنها تقوم أيضًا بإشعال وإثارة الهستيريا المعادية للروس (الروسوفوبيا) بأي وسيلة".
وقال السفير الروسي: "الآن نشهد مؤشرات على دوران آخر في المؤامرة حول محاولات عملاء الكرملين للتدخل في إجراء انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر/ تشرين الثاني".

وأوضح أنتونوف: "في الآونة الأخيرة، غالبًا ما تلوم النخب الأمريكية بعض القوى الخارجية على مشاكلها، وبدلاً من الدراسة الجادة للأحداث الجارية، فإنهم يلقونها من رأس مريض على رأس سليم. مثلما ابتدعوا أسطورة حول التدخل الروسي "الخبيث" في العمليات الانتخابية".

وأشار الدبلوماسي الروسي أيضًا إلى أن هذا الموضوع غالبًا ما يستخدم لتشويه سمعة المعارضين السياسيين.
وأضاف أنتونوف: "يتعلق الأمر بحقيقة أن وزارة الخارجية تخصص مكافآت لتقديم معلومات عن أفراد وكيانات قانونية من روسيا، يُزعم أنهم متورطون في التلاعب بإرادة الأمريكيين".
بيسكوف: مشاعر "الروسوفوبيا" تتملك الأمريكيين قبل كل عملية انتخابية
ونوه أنتونوف إلى أن إحدى المهام الرئيسية للسفارة الروسية في الولايات المتحدة تتمثل في استقرار العلاقات الروسية الأمريكية، ومن المهم إجراء حوار مع كل من المسؤولين في واشنطن وقادة الرأي العام".
وأوضح: "نعتقد أن إحدى مهامنا الرئيسية في الوقت الحالي هي تحقيق استقرار العلاقات الروسية الأمريكية، وللقيام بذلك، تحتاج إلى التحدث، علاوة على ذلك، فإن الحوار مهم ليس فقط مع الممثلين الرسميين لواشنطن، ولكن أيضًا مع الأشخاص الذين تقييماتهم وآراؤهم تلقى رواجا لدى الإدارة (إدارة الرئيس الأمريكي).
مناقشة